المسلمون والعالم
[النيوزيلنديون على الطريق المستقيم]
نظرة إلى الاهتداء إلى الإسلام في نيوزيلندا
إعداد: شيريل هل
تلخيص وتعليق: عدنان تيم
* أولاً: المقدمة:
بدأ الباحث دراسته ببيان معنى آيتين باللغة الإنجليزية، من القرآن الكريم
هما: [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ] (النحل: ١٢٥) .
[لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (البقرة: ٢٥٦) .
ثم يقول الباحث: إن الدعوة إلى الإسلام توجه إلى المسلمين الذين ضلوا
الطريق، وإلى غير المسلمين، وإن اعتناق الدين الإسلامي (التحول إلى الإسلام)
أمر بسيط لا يحتاج إلا إلى الاعتراف بوحدانية الله، وتقبُّل أن محمداً رسول الله،
وقول الشهادة، ثم إظهار الاعتقاد بذلك.
ويقول الباحث: إن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في العالم، والنيوزيلنديون
ليسوا على فهم ومعرفة بالإسلام، ومع قلة عددهم، فإن أعداداً لا بأس بها اعتنقت
الإسلام.
ويذكر الباحث: أن هذا البحث هو ناتج المسح الذي أجري على ٣١ ممن
اعتنقوا الإسلام في نيوزيلندا، علماً بأن هدف هذه الدراسة كان التعرف إلى بعض
العوامل والدوافع التي كانت سبباً في التحول إلى (اعتناق) الإسلام.
١ - المجتمع المسلم في نيوزيلندا:
نيوزيلندا بلد صغير، معزول، وقد ازداد عدد المسلمين فيه نتيجة للهجرة
من مناطق أخرى مزقتها الحروب مثل الشرق الأوسط، وشرق أفريقيا.
ومعرفة النيوزيلنديين بالإسلام قليلة، وكذلك فإن المعلومات عن الإسلام قليلة،
وهم في أمس الحاجة للتغلب على ذلك.
ويميل النيوزيلنديون إلى التسامح، ولكنهم مع ذلك قليلو الاحتكاك بالمسلمين،
نظراً لما يصوره الإعلام عن المسلمين والأصولية الإسلامية.
ويوجد في نيوزيلندا سبع جمعيات إسلامية انضمت إلى الجمعية الإسلامية
الفيدرالية في نيوزيلندا (FIANZ) .
Federal of Islamic Association of New Zeeland) FIANZ (
كما يوجد ما مجموعه ١٥ مسجداً ومركزاً إسلامياً، وعدة أقسام تعمل تحت
رعاية (FIANZ) تهتم بشؤون النساء، الأطفال، التعليم، التحول إلى الدين
الإسلامي، المنشورات الدينية، الحلال والحرام، الشؤون الوطنية والدولية
والدعوة.
إن قسم الدعوة هو المسؤول عن توزيع الكتاب الإسلامي بما في ذلك نسخ من
القرآن الكريم، وعقد لقاءات للحوار الديني والبرامج الإخبارية.
وقد أُسِّسَتْ جمعية الدعوة الإسلامية والمتحولون إلى الإسلام في نيوزيلندا قبل
١٢ سنة لنشر الوعي الإسلامي، وتقديم خدمات تربوية ومعلوماتية إضافة إلى الدعم
المادي والمعنوي لأولئك الذين يعتنقون الإسلام.
٢ - استعراض الأدب التربوي:
ما كُتب عن الإسلام قليل جداً، وكتاب «التحول إلى الإسلام» هو أحد
الكتب القليلة التي صدرت وتتعلق بالإسلام، كذلك يوجد بعض المنشورات
والدراسات ولكنها قليلة جداً.
٣ - ظاهرة التحول إلى الدين:
تتوفر كمية جيدة من الأدب التربوي تتعلق بالتأثيرات الاجتماعية والنفسية
والدينية على التحول الديني، وقد طور «لوفلاند، ستارك» نموذجاً من سبع نقاط
يبين الظروف التي يمكن أن تحمل الفرد على التحول الديني، وبالرغم من أن ذلك
يتعلق بإطار الدين النصراني، إلا أن المبادئ نفسها يمكن أن تطبق أيضاً على
التحول إلى أديان أخرى.
ويشير الباحث إلى أنه من الضروري التفريق بين ثلاثة أنواع من التحولات
إلى الدين وهي:
أ - صحوة في الاهتمام الديني من موقف عدم الاعتقاد، أو من الشك إلى التعلق
الشديد بالدين.
ب - التشدد في الإخلاص والوفاء ضمن ثقافة ومعتقدات محددة.
ج - تحول كامل من دين إلى آخر.
ويقول الباحث إن هذه الدراسة تتعلق بالنوعين: الأول والثالث فقط، ويقول
إن كثيرين حاولوا تعريف هذه الظاهرة، ظاهرة التحول إلى الدين؛ حيث أعطى
مجموعة من التعريفات، أختار منها:
تعريف ذوليس (Thouless) :
التحول الديني هو الاسم الذي يعطي للعملية التي تقود إلى تبني اتجاهات دينية،
وهذه العملية يمكن أن تكون تدريجية أو فجائية، وتتضمن التغييرات في
المعتقدات، وهذا يتصاحب مع التغير في الدوافع والسلوك والتفاعل مع البيئة
الاجتماعية.
ويقول الباحث إن نتائج هذه الدراسة، تشير إلى أن اعتناق الدين الإسلامي لم
يكن مفاجئاً أو عاطفياً، بل كان تحولاً تدريجياً في المعتقدات والاتجاهات على مدى
سنوات.
نموذج التحول إلى الدين الإسلامي Islamic Conversion Model:
فيما يخص المسلمين فإن كلمة العودة (Reversion) هي المفضلة، وهذا
التعليل العقلي مركَّز على مفهوم «الفطرة» التي تعرف على أنها الطبيعة الفطرية
(الغريزية) لكل البشر نحو الإسلام؛ بمعنى أن أولئك الذين يخضعون إلى أمر الله
ويعملون به؛ فإنهم يجدون السلام، وقد وصفت الفطرة بأنها طبيعة الأشياء،
وتسمى أحياناً: «سنة الله» ، بمعنى أن الله قد خلق كل شيء وفق منهاج معين.
ومن الضروري هنا اقتباس قول «هاري Haeri» الذي يقول: «كل
الناس ولدوا خاضعين للحقيقة الفطرية، ومن ثَمَّ للإسلام، والمجتمع والآباء
يتدخلون في هذه الفطرة الإسلامية، وهناك أناس في العالم اكتشفوا الإسلام في
داخلهم خلال حياتهم، وليس كنتيجة للدين الإسلامي؛ إن ذلك هو صدى أشياء
داخلية في قلوب بني البشر» .
وهذا القول يؤكده القرآن الكريم في قوله تعالى: [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ
مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا
يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ] (الأعراف: ١٧٢) ، وقوله سبحانه: [يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *
وَادْخُلِي جَنَّتِي] (الفجر: ٢٧-٣٠) .
* ثانياً: طريقة الدراسة والنتائج:
أ - طريقة جمع المعلومات:
١ - الأدب التربوي الإسلامي في نيوزيلندا وبعض الدراسات في أمريكا
وبريطانيا.
٢ - الاتصال ببعض المسلمين الذين تحولوا إلى الإسلام في نيوزيلندا
والاتصال بـ (FIANZ) .
٣ - استبانة: ورقية وإلكترونية: تم إعدادها على مستوى الأمة.
٤ - متابعة ٢١ شخصاً من الذين استجابوا للاستبانة، بمقابلات شخصية أو
تليفونية أو بريد إلكتروني.
ب - المعلومات التي تم جمعها:
بعد جمع المعلومات فإن هناك صعوبات محتملة متعلقة بتصنيفها منها:
١ - بعض الذين اعتنقوا الإسلام، من الممكن أنهم لم يتصلوا مع مراكز
إسلامية، ولم يسمعوا بالدراسة.
٢ - لا يوجد سجلات في نيوزيلندا تحدد عدد الذين اعتنقوا الإسلام،
ويصعب الحصول على أرقام صحيحة.
٣ - الفئة التي تم الاتصال بها هي ممن اعتنق الإسلام عن طريق الاتصال
بالمسلمين.
٤ - كانت هناك صعوبة في الحصول على الاستبانات بعد توزيعها.
٥ - أهداف الدراسة يمكن أن تكون قد أثرت على استجابة عينة الدراسة.
يمكن أن يكون هناك تحيز ومحاباة في اختبار المشاركين واستجاباتهم نتيجة ما
يلي:
١ - يمكن أن يكون التحيز ناتجاً عن مدى استجابة الأفراد للدراسة.
٢ - يمكن أن يكون التحيز ناتجاً عن مستوى التعليم، حيث كان ١.٦%
ممن استجابوا للدراسة في مستوى جامعي.
٣ - طريقة توزيع الاستبانة يمكن أن يكون فيها تحيز.
ج - التصنيفات الرئيسة لتحليل المعلومات والنتائج:
أجري التحليل على أساس منظور اجتماعي مصغر يتعلق بالأفراد أكثر منه
في المجتمع، وتم تصنيف المعلومات إلى أربع مجموعات رئيسة هي:
١ - المنحى الديموغرافي (السكاني) .
٢ - إصدارات الدعوة.
٣ - الالتزام الشخصي.
٤ - قضايا قانونية.
وتضمنت كل مجموعة عناصر فرعية تتعلق فيها.
* ثالثاً: المناقشة:
يناقش الباحث أربع قضايا فقط وهي:
أ - مؤثرات ما قبل التحول الديني: Pre-conversion influences
تعالج الدراسة بعض العوامل التي كان لها علاقة في التحول الديني منها:
١ - الزواج: حيث أشارت الدراسة إلى أن الزواج كان سبباً للتحول الديني
بين الرجال والنساء على السواء.
٢ - التصوف: تشير الدراسات أن النواحي الروحية كانت أداة لجذب الناس
إلى الإسلام، ولكن هذه الدراسة لم تؤكد ذلك.
٣ - الحصول على المعلومات: ٥٩% من عينة الدراسة أجابوا بأنه يوجد
صعوبة في الحصول على معلومات عن الإسلام مما يؤثر في عدم معرفة الناس
بالإسلام.
٤ - السفر إلى البلاد الإسلامية: تشير الدراسة إلى أن غالبية الذين تحولوا
إلى الإسلام كانوا قد قاموا بزيارات للبلدان الإسلامية.
ب - الخبرات أثناء التحول الديني: Conversion Experiences
أظهرت الدراسات كما يقول الباحث أن العمر كان له تأثير في التحول الديني؛
حيث يتراوح عمر الذين يتحولون من دين إلى آخر ما بين (١٠ - ٢٥) سنة،
وبصورة عامة فإن الإسلام له قبول عالمي بغض النظر عن الجنس أو العرق.
ج - ملاحظات ما بعد التحول الديني Post-conversion
observations:
١ - استخدام اسم إسلامي عند التحول.
٢ - كان هناك خلافات في الرأي حول قبول الزي الإسلامي فيما يتعلق
بالنساء.
٣ - يوجد تخوف من المعاملة السيئة التي قد يعامل بها المسلم زوجته في
غير بلدها.
* رابعاً: النتائج والتوصيات: Conclusion and Recommendations:
- التوجه نحو الإسلام كدين عالمي يتجذر تدريجياً في نيوزيلندا، وهذا ما
يشير إليه تحول النيوزيلنديين المستمر إلى هذا الدين.
- الذين يتحولون إلى الإسلام غالباً تكون لديهم خلفية مسيحية، ولكنهم درسوا
ديانات أخرى وخاصة في الجامعة.
- يعتمد الإسلام على العقل، وهذا يجعل بعض المسيحيين ممن هم في شك
في معتقداتهم، وخاصة فيما يتعلق بالثالوث وألوهية عيسى، إلى الدخول في
الإسلام.
- كون الإسلام دين حياة يهتم بالقيم العائلية، وحقوق المرأة، والأمور
الحياتية جعله قريباً من اهتمامات النيوزيلنديين.
- اتخاذ قرار التحول إلى الدين الإسلامي يأخذ عادة وقتاً طويلاً، وكثير من
الذين تحولوا إلى الإسلام قاموا بدراسات عن الإسلام قبل دخولهم الإسلام.
- كثير من الذين اعتنقوا الإسلام، كانوا قد طوروا اهتماماً بالإسلام؛ وذلك
من خلال مقابلاتهم مع المسلمين واحتكاكهم معهم أو من ملاحظاتهم أو عن طريق
الدراسة والسفر إلى البلدان الإسلامية.
- نقص المواد التعليمية المناسبة والنشرات والكتب بلغة المواطنين قد تكون
من أهم الصعوبات التي تواجه إمكانية التحول إلى الدين الإسلامي.
- المؤسسات الإسلامية غير قادرة على تلبية احتياجات المسلمين في نيوزيلندا
فيما يتعلق بنشر الوعي الإسلامي.