البيان الأدبي
صوت جديد: أمتي
شعر: د. علم الدين مصطفى
وطريقكِ المفروشِ بالأشْواكِ؟ ! ... أَوَصَلتِ رغم الجُهدِ والإنهاكِ
والذارفاتِ دماً هُما عيناكِ؟ ... وخُطاكِ تلكَ المثقلاتِ مِنَ الأسى
أم في الترابِ الوهنُ قَدْ واراكِ؟ ... هَلْ شانَ وجهَكِ ذلّهُ وهَوَانُهُ
وسَقَاكِ مُرّ كؤوسِهِ فرواكِ؟ ... أم ذا صَغَارٌ قدْ كساكِ بثوبهِ
مَنْ عَنْ طريقِ الرّشْدِ قد أعْماكِ؟ ... باللهِ مَنْ في الوَحْلِ قَدْ ألقَاكِ؟
تَبّتْ يدا جَزّارِكِ السّفّاكِ! ... مَنْ فيكِ قد ذبحَ السماحةَ والتّقَى؟
يا ويلَهُ من كاذبٍ أفّاكِ! ... مَن قالَ إنّكِ قد طوتكِ يَدُ الرّدَى؟
سفحَ الدموع على عهودِ صباكِ ... فكفاكِ مِن هَذا البُكاءِ وَوَدّعِي
في ليلِ تيهٍ طالَ فيه سُرَاكِ ... ها آذنَ الفجرُ الجميلُ بنورِهِ
هذا صداهُ سارَ في الأفلاكِ ... صوتٌ جديدٌ أمّتي ناداكِ
دنسَ السنينِ، فإنهُ آذاكِ ... فلترفعي عنك القناعَ وتنفضي
ومآثراً جادَتْ بها كفّاكِ ... قُومِي أعيدي للدّنا ذكراكِ
ومفاخراً شهدتْ بها أَعْدَاكِ ... فضلاً وعدلاً، رحمةً وهدايةً
قد كانَ بالعزّ الأثيلِ سقاك ... عودي لمنبعكِ الأصيلِ فطالما
دكّت حصونَ البغي والإشراكِ ... أبطالُكِ الغُرّ الكرامُ ألم تكنْ
لم يعرفوا نورَ الهُدى لَوْلاكِ ... أوَ لمْ تكوني للورى بدرَ الدّجى
والخيرُ والإيمانُ غرسُ يَدَاكِ ... بَدّدْتِ بالقرآنِ ظُلمةَ كونِهِم
رَفعتْ قديماً في الوجود لِوَاكِ ... فاعطِ القيادَ لِعُصْبةِ الحقّ التي
خيلَ الجهادِ إلى رفيعِ ذُراكِ ... هُبّي وبِسْمِ اللهِ ربّكِ فارْكبي