كلمة
[المقاطعة أضعف الإيمان]
العلاقة الاستراتيجية بين العدو الصهيوني وأمريكا هي علاقة لا نقول
تاريخية إنما هي علاقة مصلحية استغلها اليهود بأموالهم وإعلامهم ووصولهم لمراكز
القرار؛ مما أنتج تلك العاطفة المعروفة بين الطرفين، وأكدها ورسَّخها الصهيونيون
النصارى، أو النصارى الصهاينة الذين جعلوا من خزعبلاتهم وأساطيرهم الدينية ما
يربط بين قيام دولة يهود ونزول المسيح - عليه السلام - وأن بناء الهيكل المزعوم
على أنقاض المسجد الأقصى هو ذروة المجد النصراني الموهوم.
لذا وجدنا التعاون الكبير بينهم ووقوف الغرب بعامة والأمريكان بصفة خاصة
في صفهم، وتأييد العدو الصهيوني في عداوته المستمرة منذ قيام دولتهم عام
١٩٤٨ م وإلى الآن، وما قامت به من مجازر ومذابح وحشية للشعب الفلسطيني
مؤخراً لم يحرك ساكناً في الجسد الغربي المتصهين بدعوى أن نصرة الصهاينة (قدر
إلهي) ! ولذلك فهم لا يفرقون بين الرجم بالحجارة من الأطفال والشباب
الفلسطيني وبين راجمات الصواريخ والقصف المدفعي والطائرات، وهدم
مقدرات الشعب الفلسطيني؛ بدعوى أن كلاً من ذلك عنف يجب أن يتوقف! !
هذه التصرفات الرعناء المعادية لأمتنا أثارت حفيظتنا وكراهيتنا للعدو
الصهيوني والمتعاطفين معه، وأن ما طرحه من أسلوب السلام ما هو إلا أكاذيب
ولعب على الذقون، وتحدث الإعلام العربي بكل صراحة في كل الدول العربية
بدون استثناء عن: لماذا تكره (أمريكا) ؟ وأرجعوا ذلك لمعاداتها لنا وتأييدها
للصهاينة؛ بدون مراعاة حتى لمصالحها مع دولنا وشعوبنا.
ونحن نقول: إن كل ذلك الانحياز يجعلنا نكره الغرب، والعدو الصهيوني،
والمتواطئين معه، والمكبلين باتفاقيات الاستسلام، ونعتقد أن واجب الولاء والبراء
يجعلنا نطالب بمقاطعة العدو وكل الشعوب المنحازة له؛ حتى يعلم أولئك قيمة أمتنا،
وقدرتها على تطويعهم بهذا الأسلوب البسيط، ولو قاطعنا أولئك مقاطعةً تامةً في
كل ما يُصدِّرونه لنا - وبخاصة أن هناك بدائل عنه - لأذعنوا لنا؛ ولكن هل نفعل؟
هذا ما يجب أن تفكر فيه الدول والشعوب بكل أطرها وفعالياتها. [وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ
المُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ] (الروم: ٤-٥) .