كلمة صغيرة
[الثبات الثبات.. يا أهل الرباط!]
ذكرت بعض المصادر الإخبارية أنَّ الفاتيكان أعلن نداء للفلسطينيين
الكاثوليك، وللمنصِّرين الأوروبيين للبقاء في الأرض المقدسة، وعدم التخلي
عنها بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة، وأعلن الفاتيكان أن القس
الكاثوليكي (بول جوزيف كورديس) مدير الذراع الخيري للفاتيكان قام بتوزيع
٤٠٠ ألف دولار أمريكي للكاثوليك الفلسطينيين في الضفة الغربية، وداخل
فلسطين المحتلة حتى يساعدهم على الثبات والبقاء، ويعوضهم عن الخسائر الفادحة
التي أصابتهم بسبب الانهيار الاقتصادي وضعف الحركة السياحية..!
أما المسلمون الفلسطينيون فيمارس عليهم العدو اليهودي أشدّ الضغوط
ليهاجروا من أرضهم المباركة، فتُهدم المنازل، وتُحرق المزارع، وتُهدم المدارس
والمستشفيات، وتُصب الحمم فوق رؤوسهم صباً، ويُهجَّرون قسراً بعيداً عن
أرضهم وأهليهم ... ولكنهم لا بواكي لهم..!!
من أجل هذا نقول للمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس: إنَّ
طريق الفلاح والتمكين هو طريق المصابرة والمرابطة، كما قال الله تعالى: [يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (آل عمران:
٢٠٠) . نعم.. نعلم يقيناً أن التضحيات جسيمة، والضغوط عليكم لتتخلوا عن
رباطكم، ومصابرتكم تنوء بها الجبال الرواسي، ولكنَّ الظنَّ بكم أن تكونوا أسوة
للمرابطين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فبرباطكم وثباتكم سيشع نور النصر
بإذن الله وعونه، وما عهدناكم إلا أهل قوة ويقين، وتأملوا قول الله تعالى:
[وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا
ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ] (آل عمران: ١٤٦) ، فمن تربى
على معين الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام لن يتطرق الوهن أو الضعف إلى
قلبه؛ بل تراه شامخاً بدينه، معتزاً بعقيدته، صابراً محتسباً، وإن أحاطت به الفتن
من كل جانب.