للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دائرة الضوء

[وشهد شاهد من أهلها]

سعد بن محمد آل عبد اللطيف

كثيراً ما يتهم الشباب الصالح الملتزم بدينه في البلاد العربية والإسلامية بأنهم

شباب يغلب عليهم (الدروشة) ويمتازون بالسلبية، أو أنهم أناس يستترون بالدين

ويسعون إلى تحقيق مآربهم ومطامعهم الشخصية، أو أنهم اعتزلوا المجتمع وفسقوه

وكفروه ونابذوه العداء.. إلى آخر القائمة التي لا تنتهي.

ولعل خير ما يبطل هذه التهم ويوضح مدى تفاهتها ما نشر في مجلة صباح

الخير [١٥/١/١٤١٣هـ]- والمعروفة بعدائها السافر للإسلام وأهله - من تنامي نشاط الجماعات الإسلامية وكيف أنهم كسبوا قلوب الأهالي في قرى الصعيد بمصر، وكان عنوان المقال أو التقرير «كيف توغل الإرهاب في قرى ومدن الصعيد» .

حيث يذكر التقرير بعض أوجه النشاط الخيري والتى استطاعوا من خلالها

كسب ود الأهالي والوصول إلى قلوبهم ونشر الوعي بينهم، وذكرت المجلة التالي:

١- مجال وسائل المواصلات: وندرك أهمية هذا المجال إذا عرفنا شدة

حاجة الناس إليها - أي وسائل المواصلات - لأداء أعمالهم وتحصيل مصالحهم في

المقابل لا تتوفر بسهولة هذه المواصلات، فما كان من الإسلاميين هناك إلا أن

قاموا بتنظيم دورات توصيل الركاب مقابل أجور ثابتة لا تقبل الزيادة ومع فصل

الرجال عن النساء ومنع الاختلاط.

٢- مجال الصحة: أقام الدعاة هناك المستوصفات الأهلية بجوار المساجد

ويشرف عليها ويعمل فيها بعض الأطباء الصالحين ويقومون بالكشف وتقديم الدواء

بسعر رمزي وربما مجاناً.

أما مجال الطب البيطري فتزيد أهميته إذا أدركنا أهمية المواشي في مثل هذه

المجتمعات الريفية، حيث يقوم أحد الأطباء البيطريين بتفقد حالات الماشية

المريضة والإشراف على علاجها بأسعار زهيدة.

٣- مجال التموين: قام الإسلاميون بمساعدة العوائل الفقيرة عن طريق إقامة

مشروعات اقتصادية صغيرة وإشراك تلك العوائل في المساهمة فيها مما يساهم في

زيادة الدخل عند تلك العوائل ويخفف عنها عبء المعيشة، ومن تلك المشروعات:

مناحل العسل، مزارع الدواجن، مشروعات التسمين، إنتاج الألبان وصناعة

المربى والمخللات وأعمال الخياطة والتطريز، بالإضافة إلى الإشراف على

المخابز وتنظيم عملية بيع الخبز.

٤- في مجال العمل الاجتماعي: كان للإسلاميين دور فعال في إصلاح ذات

البين وفض الخصومات والمنازعات، ومن أهمها قضية الثأر بل حتى الخلافات

الزوجية بالإضافة إلى زيارة المرضى وجمع الزكاة.. إلخ.

بالإضافة أيضاً إلى منع ومحاربة المنكرات والبدع، مثل منكرات الأفراح من

الغناء وغيره، مثل بدع العزاء من إقامة السرادقات وتلاوة القرآن.. إلخ.

٥- في مجال التعليم: يقوم الإسلاميون بإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم في

المساجد، وتقديم الدروس الخصوصية لطلبة المدارس وفي المساجد أيضاً، مع

بعض التوجيه والإرشاد وأداء الصلوات، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية المختلفة.

ونقول أخيراً: وشهد شاهد من أهلها.. ولكن التقرير يقول في آخره محرضاً

ومشوهاً دوافع هذه الأعمال: «وهكذا تجيد الجماعات وأمراؤها فنون تسويق

الإرهاب بحنكة واقتدار في مجتمع الغليان والنسيان هنا» .

وتعليقا على ذلك أن الحق لا بد أن يظهر، وأن التشويه والتحريض قد يخدم

هؤلاء إلى أمد، وأن المسلم عليه أن يحصر جهوده بالعمل والإنتاج والبعد عن القيل

والقال ومهاترة السفهاء، وبذلك تكون له العاقبة إن شاء الله.