ظواهر
الكتاب الإسلامي
بعض الناس يستعجلون قطف الثمار قبل نضوجها، وهذا التعجل هو ما
نلاحظه في معرض الحديث عن (الكتاب الإسلامي) ففي كل يوم تقذف المطابع
بعشرات من الكتيبات والكتب التي تشعر أن السرعة في النشر والإنتاج هو الطابع
المميز لها لأنها لم تأت بشيء جديد، ومن الظواهر التي ترافق هذا التعجل الكتابات
المتشابهة، فالمخطوط يحقق من أكثر من جهة، والموضوع الواحد يطرق من أكثر
من جهة، وذلك كله لانعدام التخطيط والمشورة والنصح، ولا نعني بهذا أن نحجر
على أحد أو نمنع أحداً من الكتابة، ولكن نريد الإنتاج الجيد.
إن رواج الكتاب الإسلامي جعل بعض الناس ما إن يقرأ بعض الكتب حتى
تتفتح شهيته للكتابة، وبما أن دور النشر كثيرة، فهي تريد أن تنشر أي شيء حتى
تثبت وجودها، فلا مانع عندها من قبول أي عرض، والنتيجة تأتي على حساب
القارئ الذي يجد أمامه المئات من الكتيبات حول الإسلام، فماذا يأخذ وماذا يدع؟ !
إن الكتابة لا تأتي إلا بعد قراءات كثيرة ومتنوعة وعميقة.
جاء في (الإمتاع والمؤانسة) : (لا وليس شيء أنفع للمنشئ من سوء الظن
بنفسه، والرجوع إلى غيره وليس في الدنيا محسوب [١] إلا وهو محتاج إلى
تثقيف، والمستعين أحزم من المستبد ومن تفرد لم يكمل، ومن شاور لم ينقص) .
(١) معدود في الناس.