المسلمون والعالم
أوجادين
انتصارات جديدة للمجاهدين
الاتحاد الإسلامي في أوجادين
تمهيد:
أوجادين قطاع مسلم تحتله أثيوبيا منذ سلمته بريطانيا عام ١٩٤٨ م، وسبق
للمجلة أن عرّفت بهذه المنطقة في عدد سابق، وقد تلقينا هذا التقرير عن انتصارات
المجاهدين هناك من مكتب العلاقات الخارجية والإعلام للاتحاد الإسلامي في
أوجادين، شاكرين تواصلهم مع المجلة مع دعائنا لهم بالنصر والتمكين. البيان
[يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون]
[الصف: ٨]
مازالت الهجمات الصليبية المتحالفة مستمرة على إخواننا المجاهدين في
أوجادين، وقد ابتدأت منذ عامين إلا أنها أخذت طابعاً جديداً منذ يوم
١٠/١١/ ١٤١٤ هـ، وقد اختلف الهجوم الأخيرعن الهجمات السابقة لكونه أول هجوم تشترك فيه أطراف خارجية مباشرة منذ اندلاع المعارك، حيث شاركت في قصف المواقع طائرات أجنبية (غربية) ، كما تمثل القوى المحلية الصليبية الحكومة الأثيوبية التي تشترك في الهجوم البري المكثف، وذلك بعد أن خسرت مليشيات «التجراي» الكثير من محصلة إحدى وعشرين مواجهة في الفترات الماضية.
وقد أحبط الله كيد الصليبية التي خططت للتصفية النهائية للمجاهدين في هذا
الهجوم الأخير، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم للأسباب التالية:
١- أخذ المجاهدون تكتيك عدم التمركز في مناطق معينة، وانتشروا في
أنحاء المنطقة وفي طولها وعرضها ليمارسوا حرب العصابات المستمرة في الليل
والنهار.
٢- بفضل من الله هطلت أمطار غزيرة لم ير لها مثيل في الآونة الأخيرة
وهذه الأمطار ساعدت المجاهدين، كما عرقلت وشلت حركة العدو الذي لم يستطع
الخروج من مناطق كثيرة مثل (لغب) حيث انقطعت الطرق، وتعطلت كثير من
آلياتهم ومعداتهم العسكرية.
وبعد أن أخفق العدو الصليبي في هجماته المتحالفة بدأ الانتقام من الشعب
الأعزل، وأخذ يمارس ضدهم ما يلي:
١- جمع أعيان الشعب وبخاصة المتهمين بأنهم من أنصار الجهاد، وقتلهم
بصورة بشعة.
٢- جمعوا المصاحف والكتب الإسلامية وكل ما هو مكتوب بالعربية
وأضرموا فيه النار.
٣- هدمت وأحرقت عدد كبير من منازل الشعب المسلم الأعزل.
٤- تقوم الطائرات الحربية بقصف آبار الشعب التي تشرب منها المواشي
التي يعتمد الناس في حياتهم المعيشية عليها، وذلك حتى يتوقف الشعب عن تأييده
للمجاهدين.
معارك وتنفيذ عمليات ناجحة:
قام المجاهدون بتنفيذ عمليات ناجحة في الأيام القليلة الماضية نذكر منها:
١- في ٢٠/١١/١٤١٤ هـ قام المجاهدون بالهجوم على مطار «جودي»
العسكري وتفجيره ليلاً، وكانت عملية ناجحة حيث عاد المجاهدون سالمين.
٢- في ٢١/١١/١٤١٤ هـ التقت كتيبة من المجاهدين ومجموعة من
مليشيات العدو في «هطاوي» قرب عاصمة المنطقة «جودي» ، ودار بينهما
قتال مري'ر كان النصر فيه حليف المجاهدين، وبينما هم يجمعون الغنائم من
المعدات الحربية وصلت الطائرات الحربية المساندة فانسحب المجاهدون من الموقع.
٣- في ٢٢/١١/١٤١٤ هـ تصادمت كتيبة من المجاهدين وقافلة للعدو قرب
بلدة «كنجدة» انهزمت قافلة العدو، وتمكنت من الفرار.
٤- في ٢٦/١١/١٤١٤ هـ نصب المجاهدون كميناً لناقلة للعدو تقل عدداً
كبيراً من جنودهم، وقد تمكن المجاهدون بفضل الله سبحانه وتعالى من الاستيلاء
على هذه الناقلة بعد قتال عنيف، وأصبح من فيها بين قتيل ومشرد، وغنم
المجاهدون غنائم عديدة من بينها عدد لا بأس به من البنادق وجهازي لاسلكي،
وكمية جيدة من الذخائر.
٥- في ٥/١٢/١٤١٤ هـ اصطدمت كتيبة من المجاهدين ومجموعة من
مليشيات العدو في موقع قرب بلدة «جرسلي» ، ودار بينهما قتال مرير استمر
عدة ساعات، وأسفرت هذه المعركة عن إبادة المجموعة النصرانية البالغ عددها
(٤٠) جندياً، حيث لم ينج منهم إلا اثنان فقط، وعادت الكتيبة المجاهدة إلى مواقعها
سالمة ولله الحمد.
٦- في ٦/١٢/١٤١٤ هـ قام المجاهدون بتنفيذ كميناً ناجحاً لقافلة في مدينة
«جودي» العاصمة، حيث اغتالوا جنديين وجرحوا واحداً من مليشيات العدو
الصليبي.
٧- في ٨/١٢/١٤١٤ هـ نصب المجاهدون كميناً لقافلة للعدو قرب مدينة
«قبردهري» ونجم عن هذا الكمين تدمير سيارة تقل عدداً كبيراً من جنود العدو الذين صاروا ما بين قتيل وجريح.
٨- في ١١/١٢/١٤١٤ هـ تمكن المجاهدون من تفجير سيارة وقتل من فيها
، كما استولوا على سيارة أخرى بحمولتها في نفس الموقع، وكان موقع العملية بين
مدينة «فبربيح» و «طجبحور» .
٩- ١٦/١٢/١٤١٤ هـ التقت سرية من المجاهدين ومجموعة من مليشيات
العدو قرب بلدة «شنيلي» ودار بينهما قتال مرير استمر لمدة يوم كامل وبفضل الله
فقد انهزم جنود العدو وولى ظهره تاركاً على أرض المعركة (٧٠) قتيلاً، أما
المجاهدون فقد قتل منهم عشرة وجرح خمسة، نسأل الله أن يتقبلهم شهداء في سبيله.
١٠- في ١٧/١٢/١٤١٤ هـ اشتبكت كتيبة من المجاهدين ومجموعة من
مليشيات العدو في نواحي مدينة «طجحبور» ودار بينهما قتال عنيف استمر نحو
ساعتين، وانتهت المعركة باندحار المجموعة النصرانية وانتصار المجاهدين،
حيث أسفرت هذه المواجهة عن قتل (٤٧) من الجيش الاثيوبي وجرح ما يربو عن
(٣٠) منهم، ومن جانب المجاهدين فقد سقط منهم (٣) مجاهدين، وأصيب (١٠)
مجاهدين آخرين نسأل الله أن يتقبل الموتى شهداء في سبيله.
١١- في ٢٨/١٢/١٤١٤ هـ هاجمت سرية من المجاهدين وفي وضح النهار
قاعدة للمليشيات التجرانية النصرانية في مدينة «طجحبور» ، فقتلوا اثنين من
جنود العدو وغنموا بندقيتيهما، وأصيب أحد المجاهدين بجروح طفيفة.
اعتقال الرئيس المحلي بعد عزله:
في ٢/١٢/١٤١٤ هـ الموافق ١٣/٥/١٩٩٤ م قامت السلطات الأثيوبية
باعتقال الرئيس المحلي لأوجادين «حسن جري قلنلي» ، ونائبه «أحمد علي
طاهر» ، وذلك بعد أن رفضا طلب هذه السلطات تسليم السلطة إلى «عبد الرحمن
محمد أغاس» المعين من قبلها لما في الأخير من الولاء الشديد إلى الذي يصل إلى
درجة العمالة للحكومة الاستعمارية.
وبعد أن تعرض الشعب للخطوات الوحشية السابقة من الغارات البرية
والجوية التي لا تفرق بين المجاهدين المسلحين وبين الشعب الأعزل، كما تعرضت
قيادته السياسية المتمثلة في الحكومة المحلية وبرلمانها المحلي إلى سلسلة من
التدخلات والمضايقات أدت إلى زجهم في السجن بصورة بشعة، والجدير بالذكر أن
إسقاط الحكومة المحلية في أوجادين واعتقال رؤسائها المحليين هو للمرة الثانية
خلال عام واحد.
وبعد هذه الخطوات بدأ في أنحاء المنطقة وبخاصة في المدن الرئيسة مثل
«جودي» العاصمة و «قبردهري» و «طجحبور» مسيرات ومظاهرات
واحتجاجات على هذه التصرفات غير الإنسانية، فكان رد الحكومة الأثيوبية أن
قامت بمزيد من المداهمات والاعتقالات الجماعية وبخاصة ضد أعضاء الحكومة
المحلية والبرلمان، بل تعدى الأمر في هذه المرة إلى إعدام أعداد كبيرة من أعيان
الشعب والوجهاء، فبدأ الشعب يخرج من المدن ليلتحق بالجبهات المسلحة بعد أن لم
يستطع الصبر على هذه الانتهاكات والممارسات من قبل السلطات الاستعمارية في
أديس أبابا، ويلاحظ أن هناك مشاركة فعلية من قبل الشعب في المعارك الأخيرة
بعد أن كانت محصورة بين مجاهدي الاتحاد الإسلامي وبين مليشيات «تجراي»
النصرانية في خلال العامين الماضيين.
وذلك أن الشعب كان يراهن في انتهاء الفترة الانتقالية للحكومة الأثيوبية،
ومن ثم تحديد موعد لإجراء استفتاء عام حول استقلال أوجادين ولما انتهت هذه
الفترة الانتقالية التي مددت عدة مرات من قبل الجبهة الحاكمة في أديس أبابا
(EPROF) اتضح للشعب خرافة الوعود الكاذبة التي ترددها هذه الشلة
الاستعمارية بأن لكل قومية أن تحدد تقرير مصيرها، وأن تختار ما تشاء في ظل
الدستور الجديد! بل أكثر من ذلك انكشف الوجه الحقيقي لهذه العصابة المتعصبة
التي كشرت عن أنيابها لتمارس سياسة الحديد والنار في قمع الشعب المسلم في
أوجادين، وتنكرت لكلامها المعسول الذي كانت تردده في الفترة الماضية عندما
شعرت أن بإمكانها حسم الصراع لصالحها عن طريق القوة العسكرية بواسطة
حلفائها الغربيين، الذين يتدخلون دائماً في الصراع الدائر في القرن الإفريقي لصالح
الأقلية الاستعمارية في أثيوبيا، والتاريخ القديم والحديث يثبت صحة ذلك.
وفي صعيد آخر فقد استعدت الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين للمواجهة
المسلحة مع مليشيات العدو، وانسحبت قياداتهم من المدن، وأغلقوا معظم مكاتبهم،
وقال الأمين العام لهذه الجبهة الوطنية «إبراهيم عبد الله» في مقابلة مع هيئة
الإذاعة البريطانية في ٢٨/١٢/١٤١٤ هـ: إن شعب أوجادين يتعرض لحملات إبادة
واعتقالات واسعة، بل وتعذيب وإعدامات في داخل السجون الجماعية وقال: أن
جبهته تقاتل بجانب مجاهدي الاتحاد الإسلامي لرفع الظلم والضيم عن الشعب في
الأوجادين، ولن نضع البندقية حتى نحصل على حقوقنا في تقرير المصير.
وهكذا نجد أن تخطيط الصليبية المتحالفة قد خاب وفشل [ويمكرون ويمكر
الله والله خير الماكرين] ، كما نجد أن الهجوم الواسع الذي اشتركت فيه أطراف
أخرى، والذي كان مخططاً منذ فترة طويلة وعلى تمثيل مستوى عال في العناصر
المتحالفة، قد باء بالفشل الذريع ولله الحمد وأصبحت نتائجه عكسية حيث إن
الشعب كله اشترك في المعارك الأخيرة، وأصبحت المسألة بين شعب أوجادين
المسلم البالغ ستة ملايين نسمة، وبين المليشيات الاستعمارية الصليبية.
ومما يدل على فشل هذا الهجوم الذي يهدف إلى استئصال المجاهدين وإخماد
أي مقاومة منهم أن المعارك والعمليات الناجحة قد ارتفعت بصورة واضحة أكثر من
ذي قبل.
ومن ناحية أخرى تشير الأخبار الواردة من أنحاء الأوجادين أن معنويات
المليشيات الاستعمارية في الحضيض، وأن آثار الملل والإرهاق ظاهرة عليهم لذلك
فإنهم الآن يبحثون التفاوض مع قيادات أوجادين لإنهاء التوتر الذي عم في أنحاء
المنطقة، إلا أنهم لم يجدوا استجابة حتى الآن لما اشتهروا به من الغدر والخيانة في
مفاوضاتهم الماضية.
ونحن بدورنا ننبه أن الحرب الدائرة في أوجادين حالياً ليست حرباً بين
الإتحاد الإسلامي وبين الحكومة الاثيوبية فقط، وإنما الحرب بين شعب أوجادين
المسلم الذي يئن تحت الاستعمار الحبشي منذ قرن من الزمن، وبين الحكومة
الاستعمارية النصرانية في أثيوبيا، وخير دليل على هذا اعتبار أوجادين منطقة
عسكرية منذ أن ضمتها بريطانيا إلى أثيوبيا عام ١٩٤٨ م ظلماً وعدواناً وإلى يومنا
هذا، حيث تندلع في كل عدة سنوات حروب طاحنة لتلخيص المنطقة من أيدي
المستعمرين، وما كانت حرب ١٩٧٧ م المشهورة بـ (حرب أوجادين) التي تعتبر
من أكبر الحروب التي عرفتها البشرية إلا واحدة من هذه الحروب.
لذا فإننا ننادي إخواننا في كل مكان أن يقفوا إلى جانب إخوانهم في أوجادين،
وأن يستنكروا الانتهاكات والممارسات غير الإنسانية التي يتعرض لها الشعب المسلم
من قبل نصارى الحبشة المتعصبين المغتصبين، حيث إن طبيعة المعركة لا تختلف
عن طبيعة المعركة القائمة في كل من فلسطين والبوسنة والهرسك.
نسأل الله تعالى أن ينصر عبادة المجاهدين في كل مكان، وأن يجعل الدائرة
والذل والصغار على من عادى وظلم.