للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آية من كتاب الله

[لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا]

ابن القيم/طريق الهجرتين ٥٨

فإن قوام السموات والأرض والخليقة بأن تأله الإله الحق، فلو كان فيهما إله

آخر غير الله لم يكن إلهاً حقاً، إذ الإله الحق لا شريك له ولا سمىّ له ولا مثل له،

فلو تألهت غيره لفسدت كل الفساد، فإن حقيقة العبد روحه وقلبه، ولا صلاح لها

إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره وهي كادحة إليه كدحاً

فلاقيته، ولا بد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بمحبتها وعبوديتها له، ورضاه

وإكرامه لها، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت ثم؛

يعذب ولا بد في وقت آخر، وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب

من لذة الأظفار التي تحكه، فهي تدمي الجلد وتخرقه وتزيد في ضرره، وهو يؤثر

ذلك لما له في حكها من اللذة، والعاقل يوازن بين الأمرين، ويؤثر أرجحهما

وأنفعهما، والله الموفق المعين.