قرأت في الصحف والمجلات كثيراً عن منظمات حقوق الإنسان والهيئات
التابعة لها وقلت في نفسي: أين هم من مؤتمراتهم التي أقاموها على مرأى ومسمعٍ
من الجميع؟ وأين هم من قراراتهم وتوصياتهم التي لم يطبق منها شيء؟ وفجأة
أفقت من غفلتي وقلت: أنعاتب اليهود؟ وهم المعروفون بالغدر ونقض العهود
والمواثيق؟ أم نعاتب النصارى الذين ديدنهم المكر والخديعة للإسلام وأهله؟
إن الواقع المشاهد في دول العالم الإسلامي في هذا العصر ليتنافى مع كل القيم
الإنسانية والأحكام السماوية بل وحتى الأحكام الوضعية التي هي من صنع البشر
أنفسهم. ففي فلسطين احتلال وتدنيس، وفي كشمير مذابح وحشية، وفي البوسنة
والشيشان جرح نازف، وفي كوسوفا تشريد وتعذيب واغتصاب وتقتيل، وفي كل
بقعة من بقاع المسلمين مأساة، وما ذاك إلا لأنهم قالوا ربنا الله؛ فأين حقوق
الإنسان من اغتصاب للنساء وتشريد للشيوخ وتنصير للأطفال ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم؛ فيا أيها المسلمون العودة العودة إلى كتاب الله والتمسك بدين الله، ولن يصلح شأن آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، تمسكاً بكتاب الله وتطبيقاً