قد أذّن الأحرار
رمضان زيدان
فجرٌ تألّق في الربوع ولاحا
شمخ العرين بـ (زأرة) الأُسْد التي
نحو الصدارةِ قد توغّل ثلّةٌ
طبعوا على حَبِّ الرمالِ ظلالَهُم
روح الحماس قد استمدت عزمها
قد أذَّن الأحرار في أصلابها
جعلوا من الليل الوديع عبادةً
قوْمٌ إذا دعت البلادُ لنُصرةٍ
في موكبِ النور المرصّع بالمنى
هم نجم ليلٍ للطريق يقودنا
وهم الظلال قد استطال بأرضنا
وهم السواعد تستعيدُ حصونها
وهم النسورُ على المرابع كلها
وهم الدعاة إلى الفضيلةِ والهدى
سبقوا إلى درب الجهاد بفرحةٍ
قسَّامُ يأبى أن يكون مفرطاً
وشهيدُ حقٍ (١) قد أطل بروحه
عياشُ يبقى في الخوالج نابضاً
لله نضرعُ أن يوفّق جمعهم
عرفوا الطريق فما تراجعت الخُطى
يا رب عزِّز بالجهاد مقامهم
كشفَ الظلام وعانقَ الإصباحا
قامت تُعبِّد ربوةً وبطاحا
صنعوا من النهج القويم فلاحا
وعلى الطريق تبنَّوُا الإصلاحا
بالدين تُجْنى درةً ورباحا
وبكل منعطفٍ يروْن نجاحا
ومن النهار عزيمةً وكفاحا
لبُّوا وجاؤوا قوةً وسلاحا
قهروا البغاةَ وطاردوا الأشباحا
هم نبضُ حبٍّ للحياةِ رواحا
حتى يَزُف عبيرهُ فواحا
لتقيم في قلب السَّما مصباحا
لمس النسيم من النسور جناحا
عكفوا هناك ليعبدوا الفتَّاحا
همست تطبب حرقةً وجراحا
ياسينُ أسهب في الحديث وباحا
حتى يعانقَ في السماءِ براحا
عزماً يُؤجِّج للنفير رماحا
وهم الذين تأهّبوا إصلاحا
عن كل دربٍ يهلك السفاحا
واجعل من النصر القريب مُتاحا
(١) يقصد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.