نصوص شعرية
.. التيه..
محمد عبد القادر الفقي
وطال بنا الليلُ في التيه..
ضاق بنا الدربُ
عشش فينا الخوارْ!
وها نحن والرجزُ إلفانِ! ..
نعرى ... نجوع ... ونشقى
ونظمأ.. والنارُ تشوي الوجوهَ..
تكاد السماواتُ من فوقنا..
تخرّ علينا
وتنشق من تحتنا الأرضُ
والموجُ يطغى
ونصرخُ.. نصرخ:
«يا من يجيء إلينا بسبع سنابل خضرٍ
يفيض علينا من الماء والزيت ...
يُسعفنا من رماداتنا والجفافِ
فقد هلك الحرثُ والنسل، والضرع جفّ
وغادرت المزن آفاقَنا
وعربد بين الربوعِ الخرابُ»
ويقبل «جونُ» بسنبلةٍ في اليسارِ!
ومُديتُهُ في اليمين!
ويدخلُ بين الزوايا..
يؤلب هذا
ويَنقُد هذا
ويغتالُ هذا وهذا
وتمضي السنونْ
ونحن نقبل كفيه، «والنعلَ» ! ..
نلعق ما كان بالأمس عاراً! ..
ويزداد حجمُ الضحايا
ويعلو الأنين!
* * *
«ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا»
لفاضت على البعد أنهارُ خيرٍ
وصار المواتُ رُبَى من زروع وزهر
وأمطرت السّحْب سمناً وشَهداً
ومناً وسلوى!
وساد الوئامُ..
وحلّ السلامْ!
* * *
ولكنهم ما وعوا الذكرَ، «ما كان أكثرهم مؤمنينْ» !
تعاموا وصموا وساروا بدرب شياطينهم سادرينْ
فحل عليهم عذاب مهينْ!
وأقفرت الأرض، ما عاد غيرُ العضاهِ
وبومٍ تنوح مع النائحينْ
* * *
ولو أنهم صدّقوا المرسلينْ..
لعاشوا كراماً وماتوا كراماً
وكانوا جميعا من المفلحينْ! .