للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوار

حوار مع فضيلة الشيخ صفوت نور الدين

لأن يهتدي الناس على يد غيري..

أحبُّ إليّ من أن يبقوا على الضلال

ضيفنا في سطور

ضيفنا عالم وداعية سلفي جليل، تربى في حلقات أنصار السنة المحمدية

بمصر صغيراً وشاباً حتى وصل إلى مركز رئاسة الجماعة، وله جهود موفقة في

الدعوة إلى الله والتحذير من البدع والمنكرات مما سنتعرف عليه في هذا اللقاء الذي

يسعد مجلة البيان أن تحظى به. فإلى الحوار مع فضيلته، وفقنا الله وإياه لخيري

الدنيا والآخرة.

البيان: نستفتح هذا الحوار مع فضيلتكم بأن تعرِّفوا القراء الكرام بموجز

يسير عن حياتكم والفترة الزمنية التي أمضيتموها مع أنصار السنة المحمدية؟

* بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. أما عن علاقتي مع أنصار السنة فبدأت منذ كنت

طالباً في المدرسة المتوسطة (الإعدادية) ؛ حيث كانت الجماعة بدأت الدعوة في

القرية التي أسكنها، وكان عمي - رحمه الله - هو الذي تعرف عليهم وجاء

بدعاتهم وعلمائهم إلى القرية؛ وبدأنا ونحن صغار نسمع الحوار، وتعلمون أن

القرى في مصر كانت مليئة بالبدع والخرافات والموالد، ولم يكن هناك من بيت إلا

وينتمي إلى طريقة من الطرق، فكانت الحوارات شديدة وكثيرة، فتفتحت أعيننا

على هذه الحوارات والمناقشات في أمر البدع والشركيات فضلاً عن مسائل

المعاصي؛ فالمعاصي واضحة، لكن البدع والشركيات هي التي كانت تخفى على

الناس؛ فلما انتقلت إلى المرحلة الجامعية كانت فترة اتصال أكثر بالمركز العام

لأنصار السنة، فكنت أقضي كثيراً من الليالي هناك، وأحضر دروس شيوخ

أنصار السنة، حتى إذا تخرجت وبدأت العمل بدأنا ندعو مع الجماعة في مساجدها

في بلدنا بلبيس، إلى أن يسر الله - عز وجل - فتكونت فروع كثيرة منها فرع

بلبيس، فطلب مني إخواني في المركز العام أن أسهم معهم في العمل الإداري،

فاشتركت في الإدارة من سنة ١٣٩٨هـ، ثم لما توفي الشيخ محمد علي عبد

الرحيم - رحمه الله - تحملت الأمانة من بعده، في رئاسة أنصار السنة

المحمدية.

البيان: أين كانت دراستكم النظامية؟

* تخرجت في كلية العلوم، وكنت مدرساً للكيمياء في التعليم الثانوي، هذا

من حيث الدراسة النظامية، أما الدراسة الشرعية فكانت كلها في أنصار السنة.

البيان: لعلنا نعود إلى البدايات الأولى في تأسيس جماعة أنصار السنة،

ونأخذ طرفاً من تاريخ التأسيس.

* تأسست جماعة أنصار السنة المحمدية سنة ١٣٤٥هـ = ١٩٢٦م. وكان

المؤسس محمد حامد الفقي ومعه مجموعة من رفاقه من مشايخ الدعوة السلفية في

مصر، مثل الشيخ محمد عبد الحليم الرمالي، والشيخ محمد محمد مخيمر. وكانت

الدعوة السلفية ممثلة في أفراد في مناطق مختلفة من مصر مثل الشيخ عبد العزيز

بن راشد، وعبد الله بن يابس وهما من طلبة العلم والدعاة من المنطقة الوسطى

بالسعودية حيث عمل الأول في البحيرة، والثاني في الإسكندرية وكانت لهما

جولات هناك، والشيخ درويش في سوهاج، وكان هناك الكثير من القائمين بهذه

الدعوة السلفية لكنها كانت دعوة فردية، فلما قام الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه

الله - بهذه الدعوة انضم إليه كل هؤلاء، وصارت الدعوة السلفية تحت اسم:

(أنصار السنة) في أنحاء مصر، وتعاون معهم الشيخ عبد السلام الشقيري الذي كان

مؤسس جماعة اسمها الجماعة السلفية في الحوامدية من أعمال محافظة الجيزة، هذه

الدعوة لاقت الكثير؛ لأنها بدأت في تاريخ كانت البدع والخرافات هي المنتشرة

والمسيطرة. كان في الأزهر الشيخ عبد ربه سليمان والشيخ صالح الجعفري

وغيرهم يقومون بالتدريس في الجامع الأزهر، وهم من متعصبة الصوفية، ولما

خرج الشيخ حامد بهذه الدعوة أخذت العداوة تظهر، وكانت هذه العداوة التي ظهرت

السبب في مجيء الكثير من الناس يسألون: مَن هو الشيخ حامد؟ ! لأن عبد ربه

سليمان كان في تدريسه يقول (الجاحد الشقي) يعني به الشيخ حامد الفقي، فيسمع

تلامذته هذا الكلام فيأتون للشيخ حامد ويسمعون فيجدون أحاديثه هي: قال الله،

وقال الرسول؛ يدعو بدعوة التوحيد؛ فالكثير منهم ممن جاء لأنصار السنة جاء

بهذا السبيل؛ فقد عانى رجال الدعوة حقيقة معاناة كبيرة، وكان منهم رجال

مغمورون في مختلف المناطق في مصر، لا يعرفهم أحد، ولكن الله - سبحانه

وتعالى - يعرفهم، فتجاوبت هذه الدعوة مع دعوة أنصار السنة، وأخذ يتسع نطاقها

حتى يسر الله - عز وجل - فصارت الدعوة اليوم والحمد لله لها قبول في كل مكان؛

خاصة لما حصل إدماج بين الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة.

هذا الإدماج مع أنه كان إدماجاً بقرار حكومي لكن الله - عز وجل - جعله

سبب خير في أن تغير الجمعية الشرعية من نهجها الذي يميل إلى الصوفية ويدعو

إليها إلى نهج الدعوة السلفية؛ فضلاً عن أن كثيراً من أبناء السنة انتشروا خارج

مساجد أنصار السنة، وعملوا في مساجد ليست تحت مظلة أنصار السنة، فانتشرت

الدعوة السلفية تحت شعار أنصار السنة، وغير هذا الاسم، والحمد لله رب العالمين.

البيان: بعد فترة التأسيس على يد الشيخ محمد حامد الفقي - رحمة الله

عليه -، مرت دعوة أنصار السنة بأطوار؛ فما أبرز هذه الأطوار حتى وقتنا

هذا؟

* الشيخ حامد - رحمه الله - حرص على نشر دعوة التوحيد في كل موقع

يصل إليه، ويسر الله - عز وجل - له ذلك، فجعل هيئة كبار العلماء يسمعون له

بسبب وشاية ذهبت ضدّ الشيخ حامد إلى الأزهر طالبوا فيها بسحب العالمية منه؛

لأنه كما زعموا رجل وهابي رجل خامسي رجل فوقي يدعو بهذه الدعوة التي

يسمونها دعوة المجسمة، فاجتمعت هيئة كبار العلماء للتحقيق مع الشيخ حامد،

وطال هذا الأمر حتى تعرف رجال من هيئة كبار العلماء على دعوة الشيخ،

وعرفوا أن الرجل عالم، وأنه صاحب دعوة صحيحة، فأيده الكثير من أهل العلم،

ولذلك لما خرجت مجلة الهدي النبوي بعد عشر سنوات من تسجيل جماعة أنصار

السنة خرجت قوية، وكان الكثير من كتَّابها وأقلامها من كبار العلماء مثل محمد

محيي الدين عبد الحميد، والشيخ محمد مخيمر، والشيخ أحمد شاكر، وغير هؤلاء

من الشيوخ الذين ساندوا دعوة أنصار السنة المحمدية. ولما أصدر جمال عبد

الناصر قراراً بإدماج أنصار السنة في الجمعية الشرعية أحدث هذا الإدماج الخير

الذي ذكرناه من تلاقي الأفكار وحدوث المناقشات وانتقال الجمعية الشرعية إلى أن

تدعو بدعوة سلفية.

البيان: ذكرتم في الحوار أن هناك عدداً من الدعاة الفضلاء المغمورين الذين

كان لهم جهود مباركة في نشر الدعوة، ومن هؤلاء فيما نعلم الشيخ أحمد ليل -

رحمه الله -؛ فهل بالإمكان أن تحدثونا عن شيء من حياته؟

* الشيخ أحمد ليل كان في شبابه وصباه يعمل سائق عربة (كارُّو) [*]

ويسمى (عربجي) ، كان أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، كان كسائر أصحاب

مهنته من الضائعين الذين لا علاقة لهم بأمر شرع، ولا دين؛ ولكن الله - عز

وجل - ساق إليه الخير؛ إذ كان على طريقه إلى المسجد رجل فاضل وداعٍ من

دعاة السلفية اسمه الشيخ محمد عبد الحليم الرمالي، كان كثيراً ما يقول له: يا أحمد

صلّ، فيذهب معه مرة ولا يذهب أخرى، فحضر معه درساً في يوم فقال له الشيخ

الرمالي: ما فهمتَ من الكلام الذي قلتُه؟ فأعاد عليه الدرس وكأنه جهاز تسجيل،

فاندهش الشيخ من هذا الذي سمعه، وقال له: أنت لا تُتْرَك. وعهد به إلى من

علَّمه القراءة والكتابة، ثم بعد تعلُّمه القراءة والكتابة كان رجلاً نهماً للقراءة، وكان

من نهمه ذاك أنه يقف ليلاً إلى جوار عمود النور، وكانت مصابيح أعمدة النور في

الشوارع في ذلك الوقت من الجاز، ومعه الكتاب لا يكف عن القراءة إلا عند أذان

الفجر، وكان يشتري كل ما يقابله من كتب حتى تجمعت عنده مكتبة كانت في

زمانه من أكبر المكتبات في مدينة دمياط، وكان الرجل لا يلقي خطبة جمعة، ولا

يؤم الناس في المساجد؛ لكن كان له درس أسبوعي بعد صلاة الجمعة حتى صلاة

العصر وهو درس مشهور، وكان يحاور فيه المبتدعة ويتكلم فيه وكان بارعاً. قرأ

في الطب، وقرأ في الجغرافيا، وقرأ في الهندسة، وقرأ في أشياء كثيرة، وكان

واسع الاطلاع، وكانت له حوارات مع المبتدعة، فإذا جاءه أحد من المبتدعة كان

يناقشه في أمر التوحيد ويسأله: ما مذهبك؟ فيقول: مذهبي كذا، فيقول: يا ولد

هاتِ الكتاب الفلاني، الجزء كذا فقرة كذا اقرأ ... ! ويقرأ كلاماً من مذهب شيوخه

رداً عليه.

كان الرجل لا يكف عن دعوة التوحيد، وكان كثير من العوام يسألونه في

مسائل الميراث، والطلاق وغير ذلك، لكنه وجد أن هيئة الزي ضرورية في إقناع

العوام؛ لأن الرجل لما انتقل بعد ذلك ليعمل سروجياً حيث يصنع سروجاً للخيل

والبغال، فصار يأتي الناس ليسألوه وهو يعمل في هذه المهنة، فلا تطيب أنفسهم

بسماع الجواب منه! فصار إذا جاءه أحد يسأله، قال: انتظر لأرسل لك الشيخ.

فيخرج ويلبس العمامة وينزل، فيقول: من الذي يريد أن يسأل؟ فيقول: أنا.

فيجيبه، ثم يذهب، وإنما كان يعمد إلى ذلك؛ لأنه لا يريد أن يجعل من اللباس

حاجزاً يمنع السائل من العلم والتصديق. وظل الرجل على دعوة التوحيد حتى مات،

ولذلك كان على فراش موته يقول: يا إخوان! التوحيدَ التوحيدَ؛ أنا أموت

وعقلي صاحٍ.. التوحيدَ.. حافظوا على التوحيد. وظل ينادي بهذه الكلمات حتى

مات. رحمه الله رحمة واسعة.

البيان: هل تحدثوننا عن الواقع الحالي لجماعة أنصار السنة من حيث

انتشارها في المدن والقرى والأحياء المختلفة في مصر؟

* الحمد لله رب العالمين، إن دعوة التوحيد صار لها القبول في كل المساجد

إلا مساجد أهل البدعة والمساجد التي فيها قبور، أو غالب المساجد التي فيها قبور؛

لأن كثيراً من المساجد التي فيها قبور مغمورة يحاول أهلها إزالة القبور منها، لكن

وجود الفتن وتعصب الناس لها يجعل هذا الأمر من الأمور العسيرة جداً، كان

الصوفية قديماً موجودين في كل بيت وفي كل مسجد، كان كل شخص لا بد أن

يكون له طريقة، وكل مسجد لا بد أن تكون فيه حلقة ذكر من أذكار الصوفية

والمبتدعة؛ فقد كانت الصوفية يومئذٍ قوية في كل مكان، أما الآن فالصوفية قوية

في معاقلها فقط حيث يسود الجهل.

الذي يريد أن يرى التصوف يذهب إلى قبر البدوي أو يذهب إلى مسجد

الحسين، أو يذهب إلى الموالد التي تقام. أما دعوة التوحيد التي حملها أنصار

السنة فالواقع أنه لما حدث الإدماج سنة ١٩٦٥م أصبحت كل فروع أنصار السنة

فروعاً للجمعية الشرعية، فلما أعيدت بعد ذلك بثلاث أو أربع سنوات بدأت تتأسس

من جديد، وبلغت الآن فروعها ١٥٠ فرعاً، وبلغت مساجدها ما يزيد عن ١٧٠٠

مسجد، ولها معاهد إعداد دعاة، ولها مرافق أخرى كالعيادات الطبية والمستشفيات

وبعض المدارس، ودور تحفيظ القرآن، ولها أنشطة في كفالة الأيتام، وفي رعاية

الأرامل، وفي مساعدة المرضى، وفي إعانة الفقراء، وفي كفالة طلبة العلم. هذه

الأنشطة من فضل الله تغطي رقعة كبيرة، وظهرت فرص التعاون مع الجمعيات

والجهات الأخرى ولم تعد هناك حدة في الصراع كما كان الأمر في الماضي؛ لإقبال

الناس على التوحيد، كان الخلاف بيننا وبين هؤلاء في أمر العقيدة، ولما أصبحوا

لا يخالفوننا فيها أصبح التعاون قائماً.

أما مجلة التوحيد فإنه يطبع منها شهرياً ٦٥٠٠٠ ألف نسخة. بينما كنت

أراجع في مجلة الهدي النبوي في سنة ١٣٧١هـ قرأت ما قاله سكرتير التحرير:

إن المجلة نشطت وتحركت، فبعد أن كان يطبع منها ٢٠٠٠ نسخة أصبح يوزع

أكثر من ضعف هذا العدد. هناك ٢٥٠٠ عن طريق شركة التوزيع، و ٢٥٠٠ عن

طريق الاشتراكات، يعني ٥٠٠٠، وعندما نقارن هذه الكمية بـ ٦٥٠٠٠ ألف

نسخة تطبع الآن نجد أنها انتقالة - بفضل الله - واسعة.

البيان: التوجهات الصوفية التي تنتشر في أنحاء متفرقة من مصر، ما هي

العوامل الرئيسة التي رسخت وجودها وساعدت على انتشارها؟

* الصوفية في مصر قديمة، ولعل من أشد حلقات تاريخها الدولة الفاطمية

التي استمرت قروناً في مصر، واتخذت مصر ركيزة لها بمجيء الدعوة الفاطمية

مع جوهر الصقلي الذي غزا مصر، ثم مجيء المعز لدين الله الفاطمي، وفي زمن

العزيز بالله، ثم الحاكم بأمر الله. استمرت هذه الدولة قروناً تدعو إلى الضلالة

حتى إنها كانت تبعث بالدراويش ليجمعوا حولهم الأتباع مثل البدوي في طنطا،

والدسوقي في دسوق، والمرسي أبي العباس في الإسكندرية، وهؤلاء في مناطق

مختلفة اجتمع حولهم الناس يدعونهم إلى الضلالة. ثم انكشف هؤلاء الدراويش

وبان أنهم يتبعون لهذه الدولة ويروجون لها.

ومما ساعد في القرون الأخيرة على انتشارها أيضاً أن أبناء هذه الطرق الذين

يأكلون من النذور التي تقدم إلى القبور دفعوا بأبنائهم إلى معاهد الأزهر، فصاروا

يأكلون من السحت ويتعلمون في الأزهر، ولا ينقدون هذه الأساليب ولا يرون أنها

مخالفة للشرع.

لما استمر هذا الأمر أصبحوا أساتذة في الأزهر، وخريجين منه، ومن حملة

لوائه؛ حتى إنك ترى إلى اليوم كثيراً من رجال القراءات متصوفة، والكثير من

شيوخ علوم الحديث متصوفة ومبتدعة، بل كثيراً من شيوخ الفقه، فصَبْر المبتدعة

بحمل أبنائهم ودفعهم إلى معاهد الدعوة الشرعية جعل الصوفية تنتشر بيد هؤلاء،

فيحضرون الموالد ويروجون لها ولا يستنكرونها، ويأتي تلامذتهم ليروا الشيوخ

يفعلون هكذا، هذه المسألة مما روج للصوفية وللبدع ترويجاً خطيراً.

البيان: هل نتعرف على مواقف أئمة الأزهر وشيوخه من هذه الدعوة السلفية

على وجه التحديد؟

* موقف شيوخ الأزهر لم يكن واحداً: من الشيوخ من كان لهم فهم سلفي

صحيح مثل الشيخ عبد المجيد سليم، كان رجلاً سلفياً صاحب دعوة، بينما نجد

غيره مثلاً الشيخ الظواهري كان رجلاً متصوفاً، حتى إن بعض شيوخ الأزهر

عندما يرى جَوْراً لشيخ الأزهر عليه فإنه يشكوه إلى السيد البدوي، ولما جاء الشيخ

شلتوت كان صاحب توجه صحيح، فانحسرت الصوفية في أيامه، لكن لما جاء

الشيخ عبد الحليم محمود وهو مغرق في التصوف زاد التصوف وانتشر في أيامه.

فشيوخ الأزهر لم يكونوا على وتيرة واحدة في هذا الأمر؛ فمنهم المغرق في

التصوف يحضر حفلاته ويرى ولاء هؤلاء الشيوخ، ويدافع عنهم بل ويكون هو

منهم، وهناك من يخالف ذلك، فكتاب الفتاوى الذي أصدره جاد الحق - رحمه الله -

واشتمل على فتاوى دار الإفتاء المصرية من أيام الشيخ محمد عبده إلى أيام الشيخ

جاد الحق، تجد الفتاوى فيه متباينة.

فكل فتوى تبع للشيخ الذي أفتى فيها؛ فمنهم من يفتي بالبدعة والترويج لها،

ومنهم من يفتي بفتوى توافق السنة وتخالف البدعة.

البيان: الآن في ظل الصحوة الإسلامية التي بدأت تنتشر، هل ترون أن

الدعوة السلفية المبنية على منهاج السلف الصالح - رضوان الله عليهم - تنتشر في

أوساط الشباب وفي مختلف طبقات المجتمع؟ أو أن العامة غلبت عليهم الصوفية

وأصبحت هي المسيطرة عليهم؟

* الصوفية كانت هي الغالبة على العامة قبل ٣٠ سنة؛ لكن الصوفية الآن

تدافع عن نفسها في معاقلها، كانت قديماً كل الطرق تتصارع فيما بينها، أما الآن

فإن الطرق تتعاون لأنها ترى نفسها تندحر، الذي يحارب الشاذليين هو الذي

يحارب البيوميين؛ فكلهم يرون في أنفسهم حرباً في اتجاه واحد، ولذلك يحضرون

موالد الجميع معاً، ويشهدون الحفلات التي تقام معاً؛ فالحمد لله انتشرت الصحوة

وزاد الانتباه بين الشباب وبين الشيوخ وبين الكثيرين؛ فعرفوا أن هذه ضلالات

وبدع؛ لكن ليس معنى هذا أن التصوف انتهى. التصوف قوي في معاقله، وله

رجال وله منتفعون، هؤلاء المنتفعون لا تكفي القناعة عندهم حتى تقوم عليهم

الحجة فينتهوا عن أمرهم؛ لأن تقليدهم الآباء والأجداد وتتلمذهم على شيوخ من

المتصوفة وأكلهم النذور أسباب هامة في تثبيت هذه البدع والخرافات.

البيان: هناك من يزعم ممن ينتسبون إلى العمل الإسلامي أن الصوفية

وتقديس القبور والأضرحة خرافات تاريخية ولَّت وانتهت، وظهرت في هذا العصر

ألوان من الانحرافات المختلفة، ويزعمون أن أنصار السنة والمنتسبين إلى العمل

السلفي جملة لا زالوا يفكرون بالمنظار التاريخي القديم، وأنهم غفلوا عن الواقع

الذي تعيشه الأمة!

* المؤسف أن أصحاب هذا الكلام هم الذين غفلوا عن الواقع الذي تعيشه

الأمة بل العالم. إن رب العزة - سبحانه - أنزل آدم إلى الأرض موحداً، وكان

الناس على التوحيد عشرة قرون من بعده، ثم حدث الشرك بسبب تعظيم القبور

والصور، فبعث الله - عز وجل - نوحاً، فعلَّم الناس التوحيد وأهلك الله - عز

وجل - المشركين؛ فإذا بهم في زمان هود وزمان صالح يقعون في الشرك، ثم

أهلك الله - عز وجل - المشركين وأبقى الموحدين؛ فإذا بهم في زمان إبراهيم

يعبدون الأصنام؛ وعبادة الأصنام لا يزيلها التقدم العلمي؛ فالتقدم العلمي في القديم

مذكور في قول الله - عز وجل -: [إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي

البِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ] (الفجر: ٧-٩) هذا تقدم علمي،

ومع ذلك كانوا جميعاً عباد أوثان، واليابان رأس التقدم العلمي عباد أوثان،

والأمريكان والأوروبيون الذين يقفون أمام تمثال العذراء ويقولون: يا أم النور؛

فهؤلاء عباد أوثان، والذين يتجهون إلى هذه القبور ويرفعونها عباد أوثان، وكل

إنسان يتصور أن عبادة الأوثان انتهت أو تغيرت وأصبحت شرك قصور فقط لا

شرك قبور فهذا تصور شيطاني يراد به إبعاد الناس عن محاربة الشرك الذي وقعت

فيه مختلف الأمم. الخوف الفطري كالخوف من ثعبان أو من سلطان لا يكون شركاً،

لكن الخوف من القبور خوف يجتمع فيه الخوف مع الحب، هذا هو الخوف

الشركي، الخوف الشركي هو أن يخاف من الجن، فينبغي أن نحذر من هذا الاتجاه

الذي يريد نزع دعوة التوحيد ليركز الحرب على النظم، وهذا الاتجاه يشبه دعوة

الأحزاب العلمانية التي تريد أن تدعو الناس إلى العدل بعيداً عن عقيدة التوحيد.

والعدل لا يتحقق إلا بالتوحيد، ولا يمكن أبداً لدعوة العدل وحدها أن تأتي

بالتوحيد، لكن دعوة التوحيد تأتي بالعدل؛ فنحن لو جعلنا الناس يؤمنون أن الرزاق

هو الله، وأن المعطي المانع هو الله، وأن الخالق الرازق هو الله، فإنهم يعلمون أن

المطَّلع يحيط بهم ويطلع عليهم فلا يفعلون إلا ما يرضيه.

فيصبح الحاكم عادلاً إذا وحَّد، إذا عرف أسماء الله وصفاته، إذا عُرِف بدعوة

التوحيد، لكن لا يصبح الحاكم موحداً إذا دعا إلى العدل فقط.

فدعوة التوحيد هي دعوة التوحيد، والشيطان هو الشيطان كما هو؛ وإنما جاء

للناس ليدعوا غير الله عز وجل، وليسألوا غير الله - عز وجل -. والشرك إنما

دخل على سائر الأمم من الصور والقبور؛ ولذلك قال علي بن أبي طالب - رضي

الله عنه لأبي الهيَّاج الأسدي: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه الرسول صلى الله

عليه وسلم؟ ألاَّ ترى قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا صورة إلا طمستها» [١] . هذا

ينبغي ألا يحرفنا الشيطان عنه؛ فهذه هي دعوة التوحيد، أما الذين يقولون: أنتم

تحاربون القبور، هذه دعوة قبوريين، أنتم تكلمون الأموات، هناك شرك القصور

هؤلاء ينسيهم الشيطان أصل الدعوة الصحيحة حتى ينحرفوا عنها ليبيض

الشيطان ويفرِّخ، وينقل الناس من التوحيد إلى الشرك.

البيان: ننتقل إلى محور آخر وهو النظر في العمل الإسلامي في مرحلته

الحالية: هناك تيارات مختلفة، وفي دائرة أهل السنة على وجه التحديد يوجد هناك

أطروحات مختلفة، ويوجد ما يوجد من التهارش والتقاطع والبغي بين أصحاب

الدعوة الواحدة في كثير من الأحيان؟ فما هي أسباب هذا، وما توجيهكم للإخوة

العاملين في الحقل الإسلامي؟

* أولاً أريد ألا نكبِّر الأمر الصغير ونصوِّره للناس على أن هذا الخلاف

تهارش؛ فالإمام الشافعي تتلمذ على مالك، وتتلمذ على أصحاب أبي حنيفة، وتتلمذ

عليه أحمد، وكل هؤلاء اختلفوا وما عاد عليهم الاختلاف بالتدابر، إنما جاء بعض

الأتباع ليقول: أيجوز للحنفي أن يتزوج بشافعية؟ هذا لا شك لا نستطيع أن نقول

له إن المخطئ هو الشافعي أو أبو حنيفة إنما المخطئ هو الذي أساء الفهم في ذلك

وتخطى الحدود، وعقد الولاء والبراء على هذه الأسماء؛ فالدعوات الشرعية

والدعوة السلفية والدعوة الإسلامية لا بد أن تقوم بعقد الولاء والبراء على اسم

الإسلام، ومن الضروري أن يكون لكل دعوة اسمها. الاسم ضرورة فطرية

وشرعية. لكن لا يجوز أن نعقد الولاء والبراء على الأسماء إنما يبقى عقد الولاء

والبراء على اسم الإسلام. فنحن أنصار السنة، ولنأخذ أي دعوة أخرى تدعو إلى

الله - عز وجل -، فإذا رأيت أن أخي الذي يخالف الحق لأنه ينتسب إلى جماعتي

يكون عندي أفضل من شخص آخر من الجماعة الأخرى مع أنه موافق للحق؛ فهذا

عقد للولاء والبراء على غير اسم الإسلام.

فالمسألة علاجها ميسور جداً؛ لكن يأتي الصغار يأتي كثير من الناس الذين

يريدون أن يرفعوا أنفسهم كما حدث من بعض عبيد الأنصار مع عبيد للمهاجرين،

واقتتلوا على ماء، فقال أحدهم: يا للأنصار! وقال آخر: يا للمهاجرين! مع أن

أحدهما من عبيد الأنصار، والآخر من عبيد المهاجرين. يعني يريد أن يرتفع

بنفسه؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «دعوها فإنها منتنَة» [١] .

لم يقل: دعوا اسم المهاجرين أو الأنصار، إنما قال: «دعوها» يعني

العصبية الجاهلية. فنأتي إلى هذه الطفيلية التي تظهر ولا بد من معالجتها، وبيان

أن هذه الدعوات لا تعقد الولاء والبراء لا على أسماء أصحابها ولا على شيوخها،

وهذه الولاءات لو أننا وجدنا جماعات الدعوة جماعة واحدة لوجدت هذه الولاءات

في داخل الجماعة الواحدة. ونحن نرى كثيراً من الجماعات التي اتسعت رقعتها

وكبر نطاقها أصبحت الولاءات في داخل الجماعة الواحدة على غير اسم الإسلام مع

أنها جماعة واحدة.

إذن العيب ليس في تعدد الجماعات لكن العيب في أنهم يعقدون الولاء والبراء

على غير اسم الإسلام. ولذلك كل جماعة تعقد هذا الولاء تفقد مشروعيتها. فلا بد

أن ترى الجماعة وجودها في القرآن والسنة بفهم سلف الأمة. وألاَّ تعقد ولاءاً ولا

براءاً إلا على الإسلام؛ أما الأسماء من حيث هي أسماء فإنها ضرورة، فأنا سموني

فلاناً ولو لم يسمني أهلي لما استطعت أن أعيش. مثلاً يقولون: اسقوا فلاناً،

أطعموا فلاناً. إذن من لم يملك الاسم يموت. الاسم ضرورة فطرية وشرعية،

ووجوده ضرورة، لكن عقد الولاء والبراء على هذا الاسم هو الخطأ الشرعي الذي

يفقد هذا العمل مشروعيته.

لذلك فإن الذين يقولون: نوحِّد هذه الجماعات. أقول له: لا يا أخي هذه

مدارس لا تعقد الولاء والبراء على أسمائها، إنما كل المدارس ترجع إلى مرجعية

أصلية وهي القرآن والسنة بمنهج سلف الأمة.

البيان: مع انتشار الخير الكثير في أوساط العاملين للإسلام إلا أن من

الملاحظات التي تلاحظ في كثير من الأوساط نقص العلم الشرعي؛ وهذا أدى إلى

ظهور كثير من الأخطاء في الفكر أو العمل؛ فما توجيه فضيلتكم للإخوة العاملين

في الحقل الإسلامي؟

* نحن ندعو إخواننا العاملين في الحقل الإسلامي إلى أن يعلموا أن التعاون

على البر والتقوى أمر من الله - عز وجل -، وأن رب العزة جعل خيرية هذه

الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فقد قال - سبحانه -: [كُنتُمْ خَيْرَ

أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ]

(آلعمران: ١١٠) فأهم شيء نتعاون عليه هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الذي هو سبب خيرية هذه الأمة، وهذا العمل الذي نقوم به وندعو الناس إلى

التعاون فيه لا بد أن يكون أصله نابعاً من القرآن والسنة بفهم سلف الأمة، كما

قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - في وصيته: «إنه من يعش منكم من

بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا

عليها بالنواجذ» [٢] .

والخلاف على قسمين: إما خلاف في التنوع، مثل: هل نوتر قبل النوم أم

قبل الفجر؟ نقرأ قراءة ورش أم قراءة حفص؟ خلاف تنوع أو خلاف خطأ

وصواب في الفروع العملية كالواقع بين المذاهب الفقهية. وإما خلاف في الهدى

والضلال كالواقع بين فرق الأمة: فرق الضلال الخوارج والشيعة والمرجئة

والمعتزلة، أو الخطأ الكفري مثل الأخطاء المتعلقة بأخطاء الإيمان الستة أن تؤمن

بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. هذه الخلافات لا

يجوز أن نقر عليها، فعلينا أن نعرف كل نوع من أنواع الخلافات لنعرف كيف

نتعاون.

كذلك ونحن نقوم بأمر الدعوة إلى الله - عز وجل -؛ فإذا وجدنا أناساً برعوا

في أمر من أمور الدعوة أو البر مثل كفالة اليتيم، وأنا جماعة ليس عندي كفالة

اليتيم فلا أقول: هم أحسن مني في كفالة اليتيم؛ ولا بد أن أكفل، لا؛ بل عليَّ أن

أتعاون معهم وأقول لهم: أنتم تكفلون الأيتام، وهذا مال أقدمه لكم لتكفلوا به الأيتام

أي أتعاون معهم، وهذا لا يؤثر في عملي؛ لأن المطلوب منا أن نتعاون لا أن

نتصارع، وأن يكون التنافس بيننا تنافس مَنِ الذي يستطيع أن يدعو الناس أكثر؟

وأن يهتديَ الناس على يد غيري أحبُّ إليَّ من أن يبقوا على الضلال، بل وأسعد

لاهتدائهم على يد غيري كما أسعد باهتدائهم بدعوتي.

البيان: من أبرز الأصوات الإعلامية الموجودة عند أنصار السنة مجلة

التوحيد، وهذه المجلة المباركة ولله الحمد لها حضور مبارك في الوسط الإسلامي

في مصر، وكان فضيلة الشيخ صفوت الشوادفي هو آخر رئيس تحرير لها حتى

وفاته، وكان له جهود مباركة في تطوير المجلة، ثم فوجئنا بفقده - رحمه الله -،

ولعل من المناسب في هذا اللقاء أن نسمع شيئاً عن مجلة التوحيد وعن الشيخ

صفوت رحمة الله عليه؟

* مجلة التوحيد هي لسان حال جماعة أنصار السنة المحمدية خلفاً لمجلة

الهدي النبوي التي أسسها الشيخ حامد الفقي، ثم تتابع على رئاستها من بعده الشيخ

عبد الرحمن الوكيل، ثم حدث الإدماج في أيام الشيخ عبد الرحمن الوكيل، فتوقفت

المجلة عن الصدور بعد حوالي ٣١ سنة كانت تصدر فيها، ثم بعد أن أعيدت

جماعة أنصار السنة للوجود مرة أخرى أصدرت مجلة الهدي النبوي، وكان رئيس

تحريرها الشيخ رشاد الشافعي أو اسمه محمد عبد الحميد الشافعي، ثم خلفه على

رئاسة التحرير الشيخ عنتر حشاد الذي ظل أشهراً ولم يكمل عاماً، ثم جاء من بعده

الشيخ أحمد فهمي الذي استمر في رئاستها ١٧ سنة، وكان رئيس الجماعة الشيخ

محمد علي عبد الرحيم.

ثم لما توفي الشيخ محمد عبد الرحيم أسندت رئاسة التحرير إلى الشيخ صفوت

الشوادفي - رحمه الله - فكانت له أيادٍ بيضاء، وكانت له اتجاهات طيبة، وانتقل

بالمجلة نقلة واسعة؛ فالمجلة كانت تمثل جهداً فردياً إذ يقوم فرد بتجميع مجموعة

مقالات، ثم تنشر على الناس في أول كل شهر عربي، وبعد ذلك أصبحت المجلة

تتمثل في لجنة تضع خطة لها، وترسم سياسة للمجلة، وتنوع المقالات. هذا كان

جهد الشيخ صفوت الشوادفي - رحمه الله -. فضلاً عن تطوير الشكل في الغلاف

الخارجي، إضافة إلى التطوير الداخلي؛ فأخذت فهماً جديداً، ثم كان حادث السيارة

الذي توفي فيه الشيخ صفوت - رحمه الله -؛ بعد أن أصدر ١٠٥ أعداد من مجلة

التوحيد بدءاً من عدد شهر شوال في سنة ١٤١٢هـ إلى عدد جمادى الآخرة ١٤٢١

هـ الذي غُيِّر كله إلا مقال التحرير والفتاوى ومقاله الأخير؛ لأنه متعلق بالمناسبة.

والشيخ - رحمه الله - كان نشيطاً في أمر الدعوة محاضراً وكاتباً ومناظراً

بارعاً، وله في ذلك مناظرات بارعة مع الصوفية ومع العلمانيين والمبتدعة،

وكانت له كتابات حول اليهود وكشف دسائسهم وكانت من أطول الكتابات التي كتبها،

وكتب ردوداً على العلمانيين، وكتب دفاعاً عن الأزهر، وكانت له جهود تربوية

سواء في بيته أو مع تلامذته، وكان على صغر سنه شيخاً معروفاً في أوساط الدعوة،

وبين علماء الأزهر، وبين الدعاة في مختلف أنحاء مصر، بل زار كثيراً من

البلاد الإسلامية ومنها السعودية التي عمل فيها وقتاً طويلاً. وزار الإمارات وقطر

والكويت، فكانت له دعوات وجولات في هذه البلاد فرحمه الله.

البيان: معنى ذلك أن الشيخ كان مسؤولاً عن قطاع الدعوة في جماعة أنصار

السنة؟

* نعم! لما توليت رئاسة الجماعة أخذ الشيخ إدارة الدعوة بما فيها المجلة

التي استمر فيها ٣ سنوات، ثم انفصلت إدارة الدعوة عن المجلة، فتولى بعض

إخواننا إدارة الدعوة، وتولى هو مجلة التوحيد، وكان له في تلك الأيام أنشطة

كثيرة منها إصدار الكتب والرسائل، واللوحات التعليمية مع الدعاة، والأسابيع

الثقافية والدورات الشرعية، وغير ذلك من الأنشطة.

البيان: في ختام هذا اللقاء نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يبارك في

جهودكم جميعاً، وأن يكتب لكم الأجر، وأن يجعلنا وإياكم من المتعاونين على البر

والتقوى، ونسأل الله أن يتغمد فضيلة الشيخ صفوت الشوادفي في واسع رحمته،

وأن يتقبله في الصالحين، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ولعلنا قبل أن نختم لقاءنا نحظى منكم بكلمة

أخيرة للمجلة!

* نسأل الله عز وجل أن يكتب لمجلة البيان الانتشار، وتبليغ دعوة التوحيد،

وتعريف المسلمين بدينهم، وجمع شملهم، وأن ييسر لهم الخير، وأن يجمعنا وإياكم

على الخير والبركة.


(١) عربة يجرها الحمار أو الحصان، لنقل الأشياء بالأجرة.
(٢) أخرجه مسلم، ح/ ٩٦٩.
(٣) أخرجه البخاري، ح/ ٤٩٠٥، ٤٩٠٧.
(٤) المسند، (٤/١٢٦، ١٢٧) ، سنن أبي داود، كتاب السنة، ح/ ٦.