[هدايا رابين]
د.محمد وليد
طال الأسى وتفطَّر القلبُ ... فإلامَ ذاكَ القهرُ يا ربُّ
المسلمون نفوسُهم مُلِئتْ ... كرباً وفي أوطانهم كَرْبُ
فإلى متى أموالهم نَهْبُ ... وإلى متى أقداسُهم غَصبُ
لو كان قلبي قُدَّ من حجرٍ ... لتَفَطرتْ أحجاره الصُلبْ
ومضى ينادي ربَّهُ جزعاً ... حتام ذاكَ القهرُ يا ربُّ
وأتاه صوتٌ غاضب يجب ... ملء السماء وكلُّه عَتبُ
ضلّت بكم أهواؤكم شِيَعاً ... وتفرقَ الحادونَ والرَّكبُ
إن السراجَ اليوم مُتَّقِدٌ ... ما بالُه في أرضكم.. يخبو
قد سادَ فيكم كلُّ طاغيةٍ ... وبكل صَرْحٍ شامخ ذئبُ
قهر البلاد وفيه قد جُمعِتْ ... كلَّ العباد فشخصُهُ الشَّعبُ
تحيا الحقيقة وهي بائسة ... في أرضكم ويُجَمَّلُ الكذبُ
أو تحسبون اليوم ويلكُمُ ... أنَّ الحقيقةَ مالها ربُّ! !
الخيرون اليوم قد قُتلوا ... في أرضكم وتفرق الصَّحبُ
والعابدون لربهم حُشروا ... ملء السجون ومالهم ذنبُ
إلا محبتهم.. لخالقهم ... ولسانهم من ذكره رْطبُ
مدريدُ قد جمعت قبائلكم ... وخطابهم في قصرها خَطبُ
يا ليت شعري ويح مؤتمر ... أبطاله الأغنامُ والذئبُ
رابينُ يُهديكم.. بضاعَتَه ... حرباً هواناً بعدها حربُ
ووفودكم تأتيه طائعة ... وجلوسها بمقامه كسبُ
أتفلسفونَ الذلَّ في سفهٍ ... كي لا يقالَ تشدَّد العُرْبُ
يا أيها التاريخ.. مرحمة ... داء المذلة مالهُ طبُّ
لا تعجبوا إن غاضَ ماؤكمُ ... أو أُطفئت بسمائها الشُّهبُ
سيُذلكُّم من كان ذا ضَعَةٍ ... وسيحكم الخنزيرُ والكلبُ
وسيفدحُ الخطبُ الجليلُ بكم ... وسيعظم التقتيلُ والرُّعبُ
ما كان ربُّ العرش يظلمكم ... الظلم فيكم أيها العُرْبُ
سُننُ الإله اليومَ ماضية ... فيكم إلى أن يرعوي القلبُ
هلاّ رجعتم نحو بارئكم ... حتى يعودَ إليكمُ الربُّ