المسلمون والعالم
[المسلمون في الإكوادور]
خوان إسكيليو
واقع المسلمين في الإكوادور:
كان أوائل المسلمين في الإكوادور من الشام ومصر؛ حيث هاجروا بين
الحربين العالميتين إلى هذه البلاد للبدء بحياة جديدة، ووصلوا بجوازات سفر تركية
(وهو ما يذكِّر بالإمبراطورية العثمانية) ولذلك فهم يُعرفون بالأتراك.
استوطن بعضهم العاصمة (كويتو) والمينا الرئيسة (غوايا كويل) وبعضهم
استوطن (منابي) و (لوس رايوس) و (اسمار الداس) .
وكان بعضهم يعمل بالتجارة؛ حيث كانت تعتمد في ذلك الوقت على التبادل،
وعاشوا حياة قاسية. ونظراً لأن هؤلاء المهاجرين كانوا يقصدون الدنيا؛ ولضحالة
ثقافتهم الدينية لم يستطيعوا مواجهة الديانة الكاثوليكية الرومانية المسيطرة بقوة
وسائلها. وكثير منهم استقدم زوجته من بلده، ولم ينجب أحد منهم تقريباً ذرية..
ومنهم عائلات معروفة، وبعد سنوات طويلة تزوج كثير منهم من شابات من نصارى البلاد، وسافرن إلى بلاد أزواجهن، وتعرفن على الإسلام هناك، وعرفن أنهن شرعاً لا يمكن أن يرثن فلساً من أزواجهن؛ لأنه (لا يرث المؤمن الكافر) [١] إذ كُنَّ مسلمات اسماً فقط، وعاد بعضهن إلى (الإكوادور) ... وتنصّر بعضهن من جديد واستولين على ثروات أزواجهن، ونشَّأن أولادهن على النصرانية وتتذرع هؤلاء النسوة المتنصرات بأن أزواجهن لم يعلموهن الإسلام بطريقة صحيحة، وكان عليهن البحث بوسائلهن الخاصة. ولكن بعض ذرية المسلمين ارتدُّوا، إلا أنهم يدّعون أنهم مسلمون ليرثوا آباءهم في البلاد التي تطبق الشريعة الإسلامية في مجال الإرث؛ في حين أن كثيراً من البنات متزوجات من نصارى. وجميع من ذكرنا اعتنقوا النصرانية ما عدا ثلاثة فروع من عائلة سالم وسّوم الذي أرسل أبناءه لتعلُّم اللغة العربية والإسلام لمدة عشر سنوات.
التنظيم والتجمعات:
في نهاية الأربعينيات تكوَّن ما يعرف باسم مجموعة: (لكلا) ولا علاقة للدين
بهذا التنظيم؛ فقد ضم المسلمين والنصارى على أساس عرقي؛ ولكن خلافاتهم
المستمرة ظلت تقودهم إلى المجهول. كما تكونت مجموعة أخرى تحت اسم: ... (النادي العربي) وذلك في منتصف الثمانينيات.
ولا تزال الهجرة مستمرة إلى الإكوادور من قِبَلِ بعض المسلمين من أرض
الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بأعداد قليلة، وأكثرهم لا يعكس صورة طيبة عن
الإسلام.
في بداية التسعينيات حدثت هجرات بسيطة هندية وباكستانية وكثير منهم
استطاع الوصول إلى هدفه (الولايات المتحدة وكندا) أما فيما يتعلق بالدين فلم
يتركوا أثراً مهماً، وتتعلق ذكرياتهم بالأكل الحار الذي كانوا يأكلونه، والتوابل التي
كانوا يطهون بها. وفي أواخر التسعينيات بدأت هجرات من غرب إفريقيا بسبب
عدم الاستقرار في بلادهم.
في الثمانينيات أسلم اثنان من مواطني الإكوادور كان أحدهما يقيم في إيطاليا
والآخر في الولايات المتحدة؛ حيث التقيا هناك بمسلمين مخلصين أثناء الدراسة في
الجامعة، ولم يكونا قد سمعا حتى بكلمة إسلام في موطنهم الإكوادور، وهما
يمارسان الدعوة بجد وإخلاص، ولكنهما لا يجدان الحماس لدى إخوانهم من
المسلمين. وفي منتصف التسعينيات كان عدد المسلمين الجدد حوالي ٢١ شخصاً
واليوم بلغ العدد حوالي ٦٠ مواطناً إكوادورياً.
وللتوضيح فإن هذا مجرد البداية في عمل المواطنين الإكوادوريين الذين
أسلموا في الدعوة إلى الإسلام، ولم يكن هذا العمل سهلاً فقد وُوجِهُوا بالانتقادات
والمحاربة حتى من أهلهم وذويهم الذين كانوا يعبدون الشمس إلى عهد قريب جداً؛
وربما لا يزال الوالدان والأقربون نصارى.
وكان أول زواج بين هؤلاء المسلمين تم في أول أكتوبر ١٩٩١م.
وتقول دراسة أجريت هنا أن نسبة المسلمين ٢.٦% من عدد السكان في
الإكوادور.
وأول محاولة لقيام مسجد كانت من بعض المسلمين الذين كانوا يُعَدُّون على
أصابع اليد؛ حيث قرروا استئجار شقة لاتخاذها مصلًّى خصوصاً لصلاة الجمعة،
ثم وفرت السفارة المصرية شقة لهذا الغرض، ولم يستمر هذا الحال طويلاً.
وكانت المحاولة الثانية في أكتوبر ١٩٨٨ م من خلال تأسيس منظمة اجتماعية تهدف إلى إقامة المسجد، ووافقت الوزارة المعنية ولكن شريطة ألا تقام خطب دينية في هذا المنزل، وكان اسمها: (جمعية خالد بن الوليد الثقافية) ، ويمثلها سليمان الأعسر، ولا تزال تعمل، ويحضر صلاة الجمعة حوالي (٢٥ -٣٠) شخصاً، وأرسلت وزارة الأوقاف المصرية (الشيخ محمود الأزهري) ولكن انتهى عقده بنهاية السنة المالية ١٩٨٨ م، وهناك صعوبة شديدة في العمل الدعوي، ويبدو أن الله سبحانه وتعالى يمتحن هؤلاء المسلمين الجدد في قوة إيمانهم.
الوضع الحالي:
تعد جمعية (خالد بن الوليد الثقافية) أول منظمة إسلامية تعترف بها الحكومة.
تأسست الجمعية في ٥ أكتوبر ١٩٩٤ م، ويمارس فيها التعليم الديني والاجتماعي
والثقافي على طريقة أهل السنة والجماعة. وقد تبرعت المسلمة الملتزمة السيدة
(ليلى وسّوم) بمنزل مناسب لتمارس فيه المنظمة عملها، ولا تتلقى المنظمة أي دعم
من أية دولة أجنبية.
٩٩% من نساء المسلمين هناك يلبسن اللباس الإسلامي مع الحجاب في
حياتهن اليومية، ويعقدن دروساً أسبوعية يوم الجمعة، وفي الإجازة الأسبوعية يوم
الأحد مرة كل أسبوعين.
نشاطات المركز:
- يقوم المركز بنشر بعض الموضوعات بعد ترجمتها إلى اللغة الأسبانية.
- تعريف غير المسلمين بالإسلام.
- دراسات دينية مقارنة.
وهناك خمسة كتب تم ترجمتها هي:
-ماذا يقول الإنجيل عن محمد؟ للشيخ أحمد ديدات.
-فهم المسلمين والإسلام: السفارة السعودية في واشنطن.
-الحوار بين الإسلام والمسيحية: د. هـ. بارقل.
-حقيقة المسيح: الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض.
الكتاب الأول: (ماذا يقول الإنجيل عن محمد؟) ، كلَّف حوالي ١٦٠٠ دولار
لعدد ٥٠٠٠ نسخة، أما بقية الكتب فلم تطبع بعدُ بسبب عدم وجود التمويل.
ويقوم المركز ولله الحمد بالآتي:
-خطبة الجمعة ويحضرها حوالي ٢٥ رجلاً، و١٢ امرأة.
-عقد المركز ٦ حالات زواج خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية.
-لا يوجد طلاق.
-كل المسلمين تقريباً يحضرون إفطار رمضان في المسجد.
-الصلاة على الجنازة.
وبحمد الله فإنه لم يحدث أي شجار أو ارتفاع للأصوات داخل المسجد منذ ٤
سنوات.
الاتصالات الخارجية:
لم يكن هناك غير جماعة التبليغ التي يحضر بعض أفرادها من بنما، وكانت
أول زيارة لهم في عام ١٩٩٠م، وفي خلال هذه الفترة حتى ١٩٩٨م قاموا بأربع
زيارات.
حضرت مجموعات أخرى من جماعة التبليغ من المدينة المنورة ونيويورك
والإمارات العربية المتحدة وبنما.
الندوة العالمية للشباب الإسلامي تثبت حضوراً بتبرعها ببعض الكتب
الإسلامية. والمركز الإسلامي يقدر هذا الموقف النبيل.
أرسل المركز مندوباً عنه لأول تجمُّع للقياديين اللاتينيين الذي عقد في
الأرجنتين في يوليو ١٩٩٧م.
الاتصالات الداخلية:
- زيارة المرضى عند الضرورة.
- مساعدة المحتاجين عند الضرورة.
- زيارة السجون: حوالي ١٢ أجنبي.
ألقيت محاضرة حول الإسلام يوم ١٨/١١/١٩٩٧م على الطلاب القساوسة في
كلية اللاهوت بالجامعة الكاثوليكية بالعاصمة كوتيو.
- التعارن مع المراكز الثقافية الإسلامية الأخرى بإرسال الكتب إليهم.
- كتابة تقارير حول الحضور الإسلامي في الإكوادور على صفحات الصحف
وفي المجلات والتلفاز والقنوات ١٠، ٤، ٢.
المنشورات:
كتب للترجمة:
- كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
- مبادئ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- علامات الساعة، لابن كثير.
- دروس مهمة لعامة الأمة، للشيخ عبد العزيز ابن باز.
- فهم شرور البدعة، البو منتصر مهاجر علي.
كتيبات باللغة الأسبانية:
- مفاهيم خاطئة حول الإسلام.
- الأصولية الإسلامية.
- الجهاد.
- كتاب: أمور لا صلة للإسلام بها.
التعريف بالإسلام لدى غير المسلمين:
- ما هو الإسلام؟
- ينبغي أن تعرف هذا الرجل.
- حول الإسلام.
- خطبة الوداع على جبل عرفات.
- النساء في الإسلام.
- الاعتقاد بوجود الله في نظر الإسلام.
- المسيح نبي الإسلام.
- حقوق النساء.
- من مخترع الثالوث؟ ...
- هل عيسى إله؟
- السلوك عند صيام رمضان.
ويكلف طباعة هذه الكتب (٣٠٠٠ نسخة من كل منها) حوالي ٢٠٠٠ دولار
أمريكي لكل كتاب.
سياسة الإكوادور حيال الطوائف الدينية:
- توجد حرية دينية في الإكوادور طبقاً لدستور الإكوادور على الرغم من أن
الديانة الرسمية هي الكاثوليكية.
- ليس هناك ما يمنع من العمل الدعوي المفتوح.
- لا يوجد اضطهاد أو تحيز ديني سواء للفرد أو الجماعة.
- يمكن للعمل الدعوي أن يتم باستراتيجية من خلال التلفاز
والراديو ... إلخ.
تأشيرات الدخول: يمكن الحصول عليها بسهولة في مطار كويتو، تقريباً
لجميع الجنسيات.
المشروعات:
بدأ المركز في توفير وظائف لتقوية الروابط بين أفراد المجتمع ولتحقيق
الاكتفاء الذاتي وذلك في ميادين بدأت بالفعل.
ويمكن منح قطعة أرض سكنية للمهاجرين الحديثين، وإذا استطعنا تحقيق ما
يصبو إليه المشروع فإن الإكوادور يمكن أن تكون مكاناً ينتشر منه الإسلام إلى
أمريكا الجنوبية إن شاء الله.
المدرسة الإسلامية:
لقد بدأ المشروع في تشييد هذه المدرسة، وهي تبعد حوالي ٢٠ كيلو متر عن
العاصمة كويتو وذلك لرخص سعرها، والمساحة المبنية عبارة عن ١٢٠ متر
مربع.
المخيمات الصيفية تتواصل، ويقوم الإخوة بتشييد المباني والمرافق للفصول
والسكن. ويفصل بين الأولاد والبنات حوالي ٨ كيلو مترات، ويمكن للمدرسين
تشييد سكنهم وتكوين أول تجمع مسلم في البلاد.
توجد دروس مجانية لتعليم الأسبانية للأجانب.
مشروع لحوم الأغنام والدواجن:
يهدف هذا المشروع إلى توفير اللحوم الحلال لأعضاء المجتمع، ونتوقع أن
نبدأ قريباً في التسويق، ويقوم بالعمل طبيب بيطري مسلم. وفي القريب يمكن
للمسلخ أن يعمل بطاقة ١٠٠٠ دجاجة و٢٠٠ رأس من الغنم يومياً.
مشروعات أخرى:
منها توسعة المسجد، وبناء القبة، والمنارة، وأماكن الوضوء.
التكلفة لأماكن الوضوء ٩٠٠٠ دولار أمريكي.
أما توسعة المسجد فتحتاج إلى ١٠٠٠٠ أو ١١٠٠٠ دولار للمنارة والقبة.
ويعلم الله وحده أن المركز لا يتلقى أي دعم ولكنه الآن بحاجة ماسة.
الاحتياجات:
١ - مقبرة خاصة بالمسلمين: توجد أرض بالقرب من العاصمة هي عبارة
عن ثلاثة مواقع، وقيمة الموقع الواحد ١٩٩٢ دولار أمريكي.
٢ - ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأسبانية يوجد الكثير منها في السوق
ولكن ليس من بينها جهة من أهل السنة أو أيِّ جهة معروفة هنا.
٣ - مطبوعات للتعريف بالإسلام.
٤ - تبرعات من هيئات إسلامية من أهل السنة أو من الأفراد أهل الخير أو
الزكاة وذلك لدعم الكتاب الإسلامي باللغة الأسبانية.
٥ - استيطان مسلمين هنا لعرض صورة طيبة عن الإسلام.
٦ - مِنَح لدراسة اللغة الأسبانية للمسلمين الكبار في جامعات مفتوحة.
كما أن من أعظم الاحتياجات تنشيط الدعوة إلى الإسلام الصحيح الخالي من
شوائب البدعة، ونشر العلوم الإسلامية التي تعين المسلمين على عبادة الله تعالى
على بصيرة من أمرهم.
استراتيجيات للعمل الدعوي:
- إعداد دعاة يتحدثون الأسبانية.
- إرسال طلاب وطالبات للدراسة في الخارج لإعدادهم في جامعات إسلامية.
- تشجيع الإخوة والأخوات على الدراسة في الجامعات المفتوحة.
- ترجمة شرائط الكاسيت والفيديو لأحاديث مثل أحمد ديدات وجمال بدوي
وغيرهما.
- التعريف بثقافة الإكوادور لدى المنظمات الإسلامية العالمية وأسلوب التعامل
معها.
- العمل مع المنظمات الإسلامية العالمية المعروفة لإدخال القرآن بصفة
رسمية إلى الإكوادور.
- إعداد المخيمات، ودعوة إخواننا في أمريكا الجنوبية للمشاركة فيها. ...
- الاستعانة بالبرامج الإسلامية لتعليم الأطفال والكبار القرآن والحديث واللغة
العربية ... إلخ.
(١) رواه البخاري، ح/ ٥٨٤١ \.