منتدى القراء
إلقاء السلام وذبح الحمام
بقلم: عبد الله بن محمد الحسن
السلام الذي يعلنون سلام هش، كراعٍ قال لغنمه (كش) ، فهذا يتمتع، وذاك
يتمنع، والكل منه يتجرع، لا أظن سلاماً حقيقياً يحصل، وإن بدا فيه غياب أو
تنصّل؛ فكل هذا محبوك من زمن، مذ ظهرت في أرض القدس المحن، والسلام
الذي يدعون ما كان، إلا حبراً على ورق (سلوفان) ، فالفاصل الآن هو القتال بين
المسلمين، وقتلة المرسلين، فأمة اليهود أمة تعاهد، على البنود وترتضي الشاهد،
ولكنها لا تستمر في العهود، ليس ذاك بل تقاتل الشهود؛ لأنهم شهدوا على اتفاق لا
يرضيها، ولأن فيها (تنازلات) من ملك الغير تعطيها، للمسلمين على أراضيهم،
ولا هناء لهم مع ذويهم! ، ولكن المسلمين أُذِلّوا؛ لأنهم لسيوفهم لم يسلوا، وإنما
رضوا بالدنايا، على الأمور الحسان والبقايا، ورفعوا راية غير دينية، راية القوم
والوطنية، فبقوا على هامش الزمن، تلفهم البلايا والفتن.
أما اليهود المحتلون، لأرض الجولان وفلسطين، فلا يزالون قابعين متحفزين، يهدمون البيوت والبساتين، بمجرد عملية من شجاع، يزال بيته بالمقلاع،
وبعدها يقاسي المرارة الأهلون، لمقتله ولسفاهة الفرعون، ولا أظن أحداً من أهله
يرقد، وأمة الكفر تزرع الغرقد، مكان بيت أهله الأعزاء؛ لأنهم يقاومون الكفر
وأنواع البلاء.
اليهود أمة الخيانة؛ لأن عهودهم لم تعرف الصيانة، بل لقد نقضوا العهود
قبل التوقيع، فقالوا لصاحب الأرض أن يبيع، وبدأوا بعد أن باعهم المجنون،
مشروع استيطان ملعون، وهكذا سيطروا على حيفا ويافا، وكل يوم يزيدون التفافا، على العرب النائمين، ليكونوا بعد سنوات مالكين، لأرضٍ قاتلَ الأسلاف لردها،
إلى ملكهم وشدها، بكل ما أوتوا من قوة، من شيوخ وشباب وفتوة، وقبل كل
شيء يريد اليهود التنازل، من كنعان وبابل، ليتم الاتفاق على ما يريدون تماماً،
وبعدها يذبحون الحماما، فهل لنا، أن نعود كما كنا، نحكّم الشريعة ونعادي اليهود، ونزيل بين دولنا الحدود، وتعود قلوبنا صافية، فهذه الحالة كافية، بأن نهزم
القرود، ونرفع القيود، ونعلي راية التوحيد، ونعيد سالف مجدنا التليد.