للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

ما هو دوري؟

أحمد العجروش

إن مآسي الأمة أيها الحبيب ليست قصة خيالية تُروى في المجالس ولا حدث

يحدث في كوكب ما، بل هي أحداث صحيحة وخطيرة، وإن لم يفقه المسلمون

الموقف، فإننا بلا شك مسؤولون يوم القيامة، ومن هذه المآسي ما يحدث لإخواننا

في البوسنة والهرسك، تلك البلاد المسلمة التي اجتاحتها جحافل الظلم الصربي الذي

يقول: «سننقذ أوروبا من الإسلام» ! ! ومآسي أفريقيا التي كساها الجوع والجهل، والمرض، مما ساعد على سيطرة النصارى هناك، فدخلوا على الصومال

وأرتيريا وهدفهم الوحيد السيطرة على الأرض الغنية بكل الثروات، وإجهاض ما

بدا من توجه إسلامي هناك، وحب للإسلام بين أهله، ولا ننسى كذلك جنة الدنيا

كشمير التي يحتلها الهندوس الحاقدون على الإسلام وأهله.

وبعد هذا، قد تسأل: ما دوري في ما يحدث؟ وماذا يجب أن أعمل؟

الجواب: تستطيع أن تعمل، ولك دور بلا شك، لأنك مسلم والإسلام دين قوة

وجد وصبر على المصاعب، والحل والله أعلم كالتالي:

١- يجب العودة والتوبة إلى الله والاعتراف بالذنب، والاتصال الدائم بالله

مما يساعد على قوة القلب والصبر في طريق الدعوة، وأن نؤمن بوعد الله ونصره

للمؤمنين؛ لأنه هو الناصر المعين، قال الله تعالى: [يأيها الذين آمنوا إن

تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم] [١] .

٢- تخليص القلب من الأحقاد التي زرعها المرجفون في قلوبنا حقداً على

بعضنا فأنسونا أخوة الإسلام، ونحن نقف بين يدي الله في صف واحد قال تعالى:

[إنما المؤمنون إخوة ... ] [٢] .

٣- إصلاح النفس ودعوتها لطريق الهدى، وذلك بالعلم النافع والعمل الصالح

لكي يسود الخير في المجتمع، ويكون للإسلام صولة وجولة في كل الميادين، قال

تعالى: [ومن أحسن قولاْ ممن دعا إلى الله وعمل صالحاْ وقال إنني من

المسلمين] [٣] .

٤- إصلاح المجتمع والبدء بالبيت والحي والمدرسة، وذلك بالدعوة إلى الله

بالحكمة والموعظة الحسنة والخلق الفاضل، قال الله تعالى: [واذكر في الكتاب

إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة

وكان عند ربه مرضيَا] [٤] .

وأخيراً أسأل الله أن ينصر إخواننا في كل مكان وأن يثبت أقدامهم وأسأله أن

يؤلف بين قلوبنا ويجعلنا من الراشدين.


(١) سورة محمد: ٧.
(٢) سورة الحجرات: ١٠.
(٣) سورة فصلت: ٣٣.
(٤) سورة مريم: ٥٤، ٥٥.