للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[همسة في أذن داعية]

أبو عبد الرحمن الفاتح

احذر الموت والمرض والغفلة والرياء والانشغال بهموم الدنيا وضياع الوقت

في غير مرضاة الله، واجتنب البخل والتقييم الخاطئ لنفسك ولغيرك، ودع عنك

كثرة الضحك واليأس والنسيان.. نسيان القضية التي من أجلها خلقت ولها تدعو،

واحذر الانشغال عن إخوانك ونسيان الموحدين المبتلين في كل بقاع الأرض،

واحذر الشيطان وأعوانه وحزبه والخوف من غير الله، وتعوَّذ بالله من النكوص

عن حمل الأمانة وإقامة الخلافة وتحكيم الشريعة.

.. واحذر إهمال القرآن: (قراءة وتدبراً وعملاً ودعوة) .

فإن كثيراً من الدعاة لا يعطي القرآن حقه في أن تتصل به القلوب أكثر من

اتصالها بأي كتاب آخر وتستقي وتتلقى منه وتحيا فيه؛ فإنه لا بد لنا في أي مرحلة

من مراحل الحياة أن نعيش بالقرآن ونتعامل بالقرآن ونتربى بالقرآن وندعو بالقرآن

ونجاهد بالقرآن ونتحاكم للقرآن وهكذا حتى يمن الله علينا ونستحق أن نقيم خلافة

على منهج القرآن.

فالمقصود هو الارتقاء بالدعوة والدعاة إلى حد أن يهيمن القرآن على

الحوارات واللقاءات والندوات والدعوات، ولا مانع من الاستعانة بالكتب والشروح

وأقوال العلماء ولكن تظل الصدارة والهيمنة للقرآن بروحه وآياته ويظل القرآن هو

المحور البارز في الحوار واللقاء؛ وذلك لأسباب كثيرة منها:

١- أنه كلام الله فهو أيسر وأسهل أسلوب يصل بأسهل الطرق إلى القلوب.

٢- أنه كلام الله فهو أبلغ دلالة.

٣- جعل المدعو أكثر ارتباطاً بالقرآن وبالله سبحانه وتعالى عن ارتباطه بكلام

البشر وهذا عنصر تربوي مهم لا يحسه إلا من عاشه.

٤- إذا أُدير الحوار واللقاء بالقرآن فهو آمَنُ للعواقب.