للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوار

حوار مع السفير السابق لأفغانستان

في دولة الإمارات العربية المتحدة

البيان: نرحب بسعادة الأخ السفير مولوي عزيز الرحمن عبد الأحد، القائم

بأعمال سفارة أفغانستان الإسلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً، ونشكره

على تلبية دعوة مجلة البيان لإجراء هذا الحوار:

* بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: وأنا أرحب بمجلة البيان الإسلامية التي خدمت

الساحة بجهدها وبتأصيلها لكثير من القضايا الإسلامية من وقت نشأتها وإلى اليوم،

ولهذا نرى إقبال المسلمين على قراءتها والبحث عنها والاشتراك فيها من جميع

أنحاء العالم، حتى في أفغانستان نفسها.

وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أهمية مجلة البيان وإخلاص القائمين

والعاملين فيها؛ فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ونسأل الله أن يوفقنا وإياهم إلى

الاستمرار في هذا السبيل وخدمة الإسلام والمسلمين في أي مكان.

البيان: بعد أحداث نيويورك وواشنطن أصرت حكومة أفغانستان على نفي

أية صلة لها بتلك الأحداث، بل استبعدت أن يكون ضيوفها هم الفاعلين؛ ولذلك

فهل تعتبر طالبان نفسها ضحية ظلم وقع عليها بسبب تهمة غير صحيحة؟

* في الحقيقة لا شك في أن إمارة أفغانستان الإسلامية وزعامتها سواء قبل

أحداث أمريكا أو بعدها، ما كان لها أي تخطيط لأن تقوم بمثل هذه الأعمال،

وخاصة أنها منشغلة بنفسها وتعمل داخل بيتها، وهناك حرب مسلطة عليها من

داخل أفغانستان بإيعاز وبدعم من خارج أفغانستان، فلم يكن في نيتها إحداث مشاكل،

بل هي بنفسها قررت وأعلنت سابقاً ولاحقاً وإلى اليوم في جميع المناسبات أنهم

ليسوا بصدد مثل هذه الأمور، ولا يرون تقرير مثل هذه الأمور لأن تنطلق من

إمارتهم، وأيضاً استبعدت ونفت عمن يعيش في داخل الأرض الأفغانية ومن هم

ضيوف عليها فعل ذلك؛ لأنها تدرك أن أفغانستان بوضعها وظروفها وباتصالاتها

وإمكانياتها ليست مهيأة لأن تنطلق من أرضها مثل هذه الأمور، وأيضاً كان هناك

تطمين من ضيوف أفغانستان أنهم لن ينطلقوا من أرض أفغانستان، ولن يسببوا لها

مشاكل؛ فبعد هذه التأكيدات صرحت إمارة أفغانستان بذلك وأعلنت على الملأ أن

إمارة أفغانستان لن تكون مصدر إزعاج للدول جميعاً؛ ولهذا تعتبر حكومة أفغانستان

نفسها أنها وقعت ضحية هذا الظلم وهذه الغطرسة وهذه الكبرياء التي تدعيها أمريكا.

وأمريكا نفسها وجهت التهمة من أول يوم إلى ضيوف أفغانستان، ولا شك أن

هذا في أي ملة وفي أي قانون أرضي أو سماوي غير مقبول، هذا ما دامت التهمة

لم تثبت، حتى في قوانين أمريكا ومحاكمها وفي كل العالم أن المتهم لا يدان إلا بعد

أن تثبت التهمة عليه، أما أمريكا فبمجرد حدوث هذه الحوادث وقبل التثبت وقبل

حدوث شواهد أو دلائل أعلنت التهمة، وإلى اليوم مصرة عليها، وسيرت الجيوش

لذلك، وهذا دليل واضح على الغطرسة، وعلى الكبرياء وعلى الغرور، ودليل

واضح أيضاً على أنه كانت هناك نوايا مبيتة ومسبقة تجاه إمارة أفغانستان

الإسلامية، استغلت لها هذه الظروف إرضاء للشعب الأمريكي، ولتوسيع شحنة

الغضب، ولهذا ضحوا بالشعب الأفغاني وسيروا الجيوش تجاهه استجابة لنفسية

الغطرسة والغرور الذي دفع بأمريكا نفسها إلى مفارقة العقل السليم، وسيؤدي إلى

دمارها وهلاكها، وهذا بسبب الظلم الواقع الآن على أفراد الشعب الأفغاني الذي

كان بحاجة إلى المساعدة، ولكنهم اليوم يدمرون ويشردون الأفغان، ويدمرون

بيوتهم ويقتلون نساءهم ورجالهم وأطفالهم، وهناك الحصار الاقتصادي الذي كان

مفروضاً عليهم قبل الأحداث، وكل ذلك بسعي وبدعم من أمريكا؛ فبناء على ذلك

نحن نعتبر أنفسنا ضحية لهذا الغرور وهذه الغطرسة الأمريكية.

البيان: ما دمتم تنفون مسؤولية حكومة أفغانستان عن أحداث أمريكا؛ فما هي

خلفية علاقة حكومتكم بأسامة بن لادن؟

* ليست هناك أي خلفيات لتلك العلاقة، سواء كانت مالية أو مصلحية أو

تنظيمية أو غير ذلك، إلا أن الشعب الأفغاني فقط من طبيعتهم أنهم لا ينسون

المعروف لكل من فعل المعروف معهم، وهؤلاء الضيوف فعلوا معروفاً مع الشعب

الأفغاني وشاركوا في الجهاد معهم، وضحوا بأنفسهم وأموالهم وأوقاتهم، وكثير منهم

سالت دماؤه في الجهاد الأفغاني ضد الروس والشيوعية؛ فالعلاقة وخلفيات هذه

العلاقة هي فقط إسلامية وإسلامية بحتة، ومع ذلك فقد تكفلت حكومة أفغانستان بعد

الأحداث وحتى قبلها بأن أي مسؤولية أو التزام أو أي شواهد تثبت على أحد، فإن

إمارة أفغانستان مستعدة من خلال المحاكم الشرعية أن يحاكم من تثبت ضده

مسؤولية شرعية في ظل الحكم الإسلامي، ولكن إمارة أفغانستان تحس أن عدم

الإصغاء لطلبها بتقديم أدلة يدل على الرغبة في إذلال وإهانة ما قامت به إمارة

أفغانستان من إقامة لحكم الله على أرض أفغانستان؛ فهذا التطبيق للحكم الإسلامي

هو شوكة في حلوق أعداء الإسلام والمسلمين؛ ولذا يريدون إذلال هذه الإمارة

وإهانتها بأي طريقة وتحت أي ذريعة، وعرضت الإمارة أيضاً تسليم المتهمين

لطرف ثالث محايد في دولة إسلامية ليحاكموا محاكمة شرعية، وعرضت أيضاً

تسليمهم لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتقوم بتشكيل محكمة من علماء وقضاة إسلاميين

يتولون المحاكمة، ولكن لم نجد آذاناً صاغية ولم يُستجب لنا، وكل هذا يدل على

استضعاف إمارة أفغانستان والاستهانة بها، وهي بالفعل ضعيفة بإمكانياتها

ومادياتها، ولكن في الحقيقة قوية بإيمانها وبموقفها الإسلامي وتمسكها بدينها؛ لأن

هذا أساس وجودها وجهادها وتضحياتها ولن تفرط فيها ولن تتنازل عنها.

البيان: بماذا تعللون إصرار الولايات المتحدة على رفض عروض حكومة

أفغانستان التفاوض بشأن تسليم الذين تتهمهم أمريكا إلى طرف محايد؟

* تعليلنا لإصرار الولايات المتحدة المتكرر على رفض عروض طالبان، هو

أنه إذا عُرضت هذه المواضيع أو فوضت إلى محكمة محايدة في دولة إسلامية أو

أي تجمع إسلامي؛ فإن أمريكا لن تستطيع أن تحقق أهدافها من خلالها؛ لأنه ليس

عندها أي شواهد أو إثباتات تقدمها لها، وهذه المحاكم بدورها لا بد أن تقول كلمتها

في ضوء عدم وجود أدلة؛ فتكون أمريكا بذلك هي الخاسرة؛ فلذا ترفض كل هذا،

ولو كانت أمريكا تملك أدلة وشواهد لرضيت بمحاكمة عادلة في أي مكان، وهذا

يدل على غرورها وغطرستها وعدم احترامها لأي شيء إسلامي؛ فكل دولة في

العالم من حقها أن تحاكم المتهمين من مواطنيها أو رعاياها على أرضها، فلماذا

تستثنى أفغانستان من ذلك؟

البيان: هنا سؤال آخر مرتبط بما سبق، وهو متعلق بموقف الأمم المتحدة

وإصرارها على أن لا تعطي لدولة أفغانستان مقعدها في المنظمة الدولية؛ فعلامَ يدل

هذا التمييز في المواقف؟ وما تعليقكم على هذا الأمر على رغم معرفتنا بأن

حكومتكم ليست متلهفة إلى عضوية تلك المنظمة؟

* هذا يرجع أيضاً إلى السؤال الأول؛ فكل هذه المواقف ترجع إلى أن

أصحابها لا يريدون النظام الذي تطبقه إمارة أفغانستان الإسلامية على أرضها،

ويريدون من ذلك محاصرة هذا النظام، وقيادة طالبان قد أعلنت منذ ظهورها على

الأمر في أفغانستان، أنها تتعامل مع المنظمات والأعراف والقوانين الدولية من

منظور إسلامي، ولا تقبل أن يُفرض عليها شيء مخالف للإسلام؛ ولذلك فإن طلبها

لهذا المقعد لم يكن إذعاناً لقوانينهم التي يشرعونها، ولكن هدفها الأساس من ذلك

كان لأمرين:

الأول: أن ذلك المقعد كان ولا يزال يستخدم لصالح المعارضة؛ حيث يبثون

منه النواقص والتهم ضد إمارة أفغانستان.

والأمر الثاني: أن إمارة أفغانستان كانت تستطيع من خلال مندوبيها أن تتكلم

بكل ما يكون من مواقفها، وتعبر عن آرائها من خلال هذا المقعد، وحتى نستطيع

أن نتعامل مع المجتمع الدولي من خلال قنواته.

ولكن الإصرار على عدم إعطاء الإمارة مقعد أفغانستان في الأمم المتحدة يمثل

نوعاً آخر من الحصار السياسي حتى لا تتعامل أية دولة مع دولتنا سياسياً أو

اقتصادياً أو ثقافياً، ومن التناقض أن المعارضة التي لا تسيطر إلا على شيء بسيط

من الأرض يتعاملون معها سياسياً واقتصادياً وثقافياً من خلال هذا المقعد؛ وهذا سر

بقائها إلى اليوم، وإلا فإنها على الأرض تعتبر ميتة.

البيان: هل نستطيع أن نقول إن هذه المعارضة لو كانت مسيطرة الآن على

كل أرض أفغانستان، ولكن بنهج إسلامي صحيح وواضح، هل كانت ستستهدف

بالعداء مثلما هو حاصل الآن مع حكومة أفغانستان الحالية؟

* لا شك في ذلك، ولكن المعارضة كان يتوقع منها أن تتنازل عن مبادئها

إرضاءً للغرب مثلما هو حاصل الآن، أما إمارة أفغانستان فليس همها إرضاء الناس

ولكن إرضاء رب الناس؛ فكما يقول الحديث: «من التمس رضا الله بسخط الناس

كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس» [١]

ولهذا لما سعت حكومة طالبان إلى إرضاء رب الناس بتطبيق أحكامه فإننا نرى

أن كثيراً من الشعوب بدأت ترضى عن هذه الإمارة وتتفاعل معها وتحترمها رغم

قلة إمكاناتها وضعف إعلامها وعدم اتصال العالم بها، أما الذين خذلوهم من أجل

مصالحهم الشخصية فإن نظرة الناس إليهم يظهر فيها السخط الذي يزداد يوماً بعد

يوم.

البيان: هناك من يشكك حتى في أوساط الإسلاميين في التوجه المنهجي أو

الاعتقادي لرموز حركة طالبان أو من أصبحوا بعد ذلك يمثلون حكومة أفغانستان،

بل بعضهم يقول إنهم خرافيون أو مبتدعة، ومع أننا ننظر في بعض أسماء

المسؤولين في أفغانستان، فنرى أن منهم من درس في الجامعات الإسلامية التي

تنتهج منهاجاً عقدياً صحيحاً؛ فهل توضحون هذه النقطة لكي يزول هذا اللبس عن

كثير من الناس في تلك القضية؟

* جزاك الله خيراً؛ فلقد أشرت إلى نقطة مهمة جداً، وهي مما يشغل بال

كثير من إخواننا المسلمين الصالحين الصادقين، وفي الحقيقة كنت أتمنى أن تبلغ

كلمتنا إلى مثل هؤلاء من خلال منبر من المنابر، ولكن والحمد لله من خلال مجلتكم

الغراء لعله إن شاء الله يكون توضيحاً لهذا الموقف وإلقاء للضوء على هذه القضية

المهمة والمهمة جداً.

أولاً: الشعب الأفغاني المسلم المجاهد الصادق مثل كل الشعوب الإسلامية؛

فليسوا شعباً آخر؛ فقد أصابهم ما أصاب الشعوب الإسلامية بما لها وما عليها؛ ففي

أفغانستان مظاهر غير مُرضية وغير شرعية، وهذا شيء موجود في كل الشعوب

الإسلامية في أي مكان وفي أي بقعة، وهذا من بقايا الاستعمار الذي تسلط على بلاد

المسلمين لعقود من الزمن من خلال أنظمة عميلة؛ حيث فرقوا بين المسلمين بهذه

الأمور وهذه المظاهر.

ثانياً: أبشركم وأوضح لكم حقيقة غائبة ربما شُوِّهت عند كثير من إخواننا

المسلمين، وهي أن إمارة أفغانستان الإسلامية والمسؤولين فيها يسعون سعياً حثيثاً

لتغيير جذري في هذه الظواهر وهذه المخالفات والأمور التي لا ترضي ربنا ولا

توافق ديننا وقرآننا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأكبر دليل على هذا ما

سمعتم وما قرأتم وما رآه بعض من زار أفغانستان أن هناك تغييراً جذرياً؛ حيث

بدأنا أولاً باتجاه تغيير المظاهر الشركية مثل القبور والطواف عليها والاستغاثة

بأهلها وتقديم النذور إليهم وتقديم القرابين والاستعانة بهم ومثل هذه الأشياء الخارجة

عن دين الله، والتي تعد شركاً بالله ومن نواقض الإسلام؛ فالمظاهر الشركية في

أنحاء إمارة أفغانستان الإسلامية كلها قضي عليها من دون تردد، ودون أي توقف

أو حتى أي معارضة من أحد من مجلس الشورى لعلماء أفغانستان الإسلامية المعتمد

عليه في إصدار القرارات؛ فهذه المظاهر الشركية اتفق على أنها لا تحتمل أي

تأخير أو أي تردد.

ومن خلال ترددي ومن خلال زياراتي ووجودي هناك؛ فالمظاهر التي كنت

أراها سابقاً تغيرت الآن بالكامل، ومنعت منعاً باتاً بقرار من وزارة العدل، ووزارة

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالموافقة من أمير أفغانستان بقرار معلن في

الإذاعة الأفغانية. إن كل من يزور أفغانستان سيرى هذه المظاهر أزيلت، وألغيت

الاحتفالات السنوية لهذه المزارات، وكذلك ألغيت إقامة حفلات الفيروز والتي كانت

من بقايا المجوس التي كان معمولاً بها قبل مجيء طالبان، وكذلك أبطلت الإمارة ما

كان يحدث في مدينة مزار الشريف بعد فتحها؛ حيث كانت تقام فيها احتفالات عند

ما يُتوهم أو يُدَّعى أنه قبر علي رضي الله عنه، فأُلغيت هذه المظاهر من أول يوم

بقرار من مجلس العلماء، ومنعت النساء كذلك من زيارة المقابر، وعلقت لوحات

على مداخل المقابر توضح آداب الزيارة الشرعية.

وزيادة على ذلك ما سمعتم وما قرأتم من تدمير أصنام بوذا التي قامت الدنيا

لأجلها ولم تقعد، والتي من أجلها توسطت الوفود وجرت مساومة الإمارة بالمال

والمبالغ الطائلة، حتى إن اليابان عرضت على إمارة أفغانستان أن يرسلوا وفداً فنياً

ليقطِّعوا هذه الأصنام تقطيعاً ويحملوا هذه القطع ليعيدوا تركيبها في اليابان التي تدين

بعبادة بوذا، مقابل مئتي مليون دولار أمريكي، ولو قبلت إمارة أفغانستان الإسلامية

المساومة وساومتهم لبلغ العرض مئات الملايين بل ربما إلى مليار دولار، ولكن

إمارة أفغانستان لصلابة مواقفها وسلامة مبادئها، والقيام بمعتقداتها والدفاع عن

توحيدها؛ فقد قالت الشيء الذي أفتى به علماء أفغانستان، وهو رفض هذه

العروض؛ لأنه لا يجوز بيع هذه الأصنام، وكذلك عُرض على الحكومة مقابل

الإبقاء على تلك الأصنام أن تقوم الدول الشرقية البوذية بالمشاركة في إعمار

أفغانستان؛ لكن ولاة الأمر في أفغانستان ومن خلال معتقداتهم ودينهم عارضوا ذلك

بقوة وقالوا: إن اعتمادنا ومصادر رزقنا على ربنا الذي خلقنا.

ثالثاً: نكرر أنه لا تزال هناك بعض المظاهر البدعية موجودة، ولكن العلماء

ينظرون في طرق معالجتها من حيث المصالح والمفاسد؛ لأن الناس هناك لا يزال

عندهم جهل كبير، وهذه الأمور هناك من بُلوا بها وعشعشت في أدمغتهم، وتخشى

طالبان أيضاً أن يقوم هؤلاء بثورات ضدها في الوقت الذي كانت لا تزال تواجه

حرباً من الشمال يريد أصحابها أن يستغلوا أي معارضين لطالبان؛ ليسلحوهم

ويوجهوهم لحرب طالبان؛ ولهذا توصل العلماء إلى أن بعض المظاهر البدعية غير

الشركية تحتاج إلى توعية وإلى وقت، ومع ذلك منع نشاط الطرق الصوفية

المنحرفة مثل القادرية وغيرها؛ فقد منعوا من الأنشطة الظاهرة المعلنة وتلك التي

تسمى حلقات الذكر وما هي بذكر، حتى إن بعض تلك الطرق لما لم يستطيعوا

التعايش مع طالبان خرجوا من أفغانستان إلى باكستان وأعلنوا الحرب ضد حكومة

أفغانستان.

رابعاً: أعلن مسؤولو طالبان موقفهم العقدي صراحة من خلال مجلة (الطالب)

سابقاً التي تصدر باللغة العربية وتكتب فيها حلقات في العقيدة، ومستمرة من ذلك

الوقت وإلى اليوم، وكان يكتبها سابقاً مولوي بير محمد الذي كان مسؤولاً في وزارة

الإعلام الأفغانية، وجان محمد مدني المسؤول في وزارة الخارجية، وهؤلاء كلهم

أعضاء في مجلس الشورى ومتخرجون من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولهم

ثقلهم ولهم دورهم، ولكن هناك من لهم مصالح شخصية في التشويش على الأوضاع

الدينية في أفغانستان لتشويه سمعتهم أمام الصادقين من المسلمين.

وأحب أن أبلغ كل من ينخدع بدعاوى خصوم الإمارة الإسلامية أن يفهموا

الواقع من خلال معاينة أو معايشة، وأريد أن أقول لهم إن ما يعرف في المجتمعات

العربية بالدعوة السلفية في أفغانستان، هي جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة التي

أسسها وتولاها ورباها وطورها الشيخ جميل الرحمن رحمه الله ذلك المجاهد الذي

ضحى بحياته وجهد جهاده، والعالم الذي خدم العقيدة السلفية في أفغانستان، هذا

الشيخ: نائبه المعروف في هذه الجماعة غلام الله الذي يعرفه الكثير من العلماء

خارج أفغانستان، أما داخل أفغانستان فيعرفه الجميع، هذا الرجل الذي يمثل عملياً

مرجعية في جماعة الدعوة للقرآن والسنة انضم من أول يوم لبروز طالبان وإلى

اليوم بكل قوته وبكل جهده إلى حركة طالبان، بل كانت له مدرسة في بيشاور

بباكستان كان يدرس فيها قرابة ثلاثمائة طالب، فأغلقها وأمر طلابه بأن ينضموا

لحركة طالبان ويجاهدوا معهم ويدعموهم ويساعدوهم، وإلى اليوم وأنا قد رأيت هذا

الرجل قريباً ما زال بكل حماس يدافع عن مواقف طالبان، ويقف معهم، وهذا دليل

مقنع لصالح طالبان؛ أن يقف معهم مثل هؤلاء الناس الذين وقفوا حياتهم لخدمة

الدين والعقيدة، وأخيراً فإن خلاف ذلك من التصرفات والمواقف الفردية الخاطئة إذا

وجدت فإنها لا تحسب على طالبان، وهذا موجود في الأمة في كل مكان؛ فالنفاق

موجود، والفسق موجود، والتقصير موجود في كل مكان وزمان، لكن لا يوجد

شيء من ذلك يمثل مبدأً ولا ظاهرةً عندهم، وقد أطلت في هذه الإجابة لتطمين

الأمة الإسلامية وأصحاب الإخلاص والجهد والجهاد فيها، وأبشرهم بأنهم لن يروا

ولن يسمعوا عنا إلا ما يقر أعينهم ويثلج صدورهم وأفئدتهم بكل ما يخدم العقيدة

الصحيحة على مذهب السلف الصالح.

البيان: ذكرتم أن قوة طالبان تُستمد أولاً من قوة الله عز وجل ومن الاستمساك

بدينه، ولكن هذا الدين يأمر بالإعداد والاستعداد؛ فبعد أن بدأت الحرب ضدكم كيف

تقوِّمون إمكانات أفغانستان العسكرية، وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف في هذا

الصراع غير المتكافئ؟

* لا شك أن إمارة أفغانستان الإسلامية ستقاوم بكل قوة وبكل ما تستطيع،

ولن يكون مصير الهجوم الأمريكي بإذن الله بأفضل من مصير الغزو البريطاني

والغزو السوفييتي، ومقومات النصر الحسية والمعنوية في يد الشعب الأفغاني أقوى

منها في يد أمريكا وحلفائها؛ فالمعنويات عالية، والحرب إيمانية من طرفنا ونعدها

جهاداً ضد قوى ظالمة لنا ومعتدية علينا، والسلاح أيضاً متوفر والظروف الطبيعية

لبلادنا مناسبة لجهادنا، إضافة إلى أن الرأي العام الإسلامي على مستوى الشعوب

يقف معنا؛ فلذا نرى إمكاناتنا أقوى وأفضل من أي وقت مضى؛ فكلمة غالبية

الشعب الأفغاني موحدة تحت رأي مجلس شورى علماء أفغانستان، وهم قرروا

مجتمعين أن أي هجوم غربي أمريكي صليبي على أفغانستان وأي اعتداء فهو

يوجب إعلان الجهاد من جانب أفغانستان، وبناء على ذلك أُعلن الجهاد، والشعب

الأفغاني المسلم المجاهد لبى هذا النداء بأغلبية ساحقة وحمل السلاح ونذر نفسه لدعم

هذا الجهاد، وهناك الملايين الآن يتمنون الشهادة لنصرة الإسلام، والسلاح متوفر

بجميع أنواعه من بقايا التركة الروسية الشيوعية في أفغانستان، والشعب متعود

على ذلك الجهاد، وزعامته زعامة مجاهدة، وقبل ذلك وبعده فنحن نعتمد على الله،

ونطلب النصر منه ونثق بوعده بالنصر في حربنا هذه التي هي معركة الإسلام

ومعركة القرآن.

ولكن هناك نقطة ضعف خطيرة تعاني منها حكومة أفغانستان وتشكو منها،

وهي خذلان الدول الإسلامية لهم وهم ما كانوا يتوقعون ذلك، بل كانوا ينتظرون

موقفاً أقوى من ذلك وأشرف، وبهذه المناسبة أريد أن أنصح الدول الإسلامية ألا

يتركوا أمريكا تضرب أفغانستان وشعبها المظلوم، وإلا فإنهم سوف يقولون في

القريب العاجل: (أُكلت يوم أكل الثور الأبيض) .

أما نقاط القوة الأمريكية فمعروفة، وهي مادية فقط وتقوم على الغطرسة،

ولكنهم مع ذلك يفتقدون إلى المعنويات وإلى الروح وإلى الهدف، يود أحدهم لو

يعمر ألف سنة؛ فالمهم عندهم هو الحياة، ومن يريد الحياة فلن يستطيع الإقدام على

الموت.

البيان: في ضوء ما يظهر من إصرار الأمريكيين على إطالة أمد الحرب،

كيف تتغلبون على صعوبة جلب السلاح وشرائه وصيانته لمواجهة هذا التحدي

المفتوح؟

* سبق أن أشرت إلى توفر جميع الأسلحة لدى حكومة أفغانستان من خفيفة

إلى ثقيلة ومن أرضية إلى جوية؛ فهي متوافرة في المخازن وتكفي لسنوات لا إلى

أشهر، وصيانتها لها ترتيبات داخلية، وأما توفيرها لو كانت هناك حاجة لذلك؛

فهناك أيضاً مصانع لتصنيع الذخائر في الداخل ورتب ذلك خلال السنوات الماضية،

وهناك قنوات أخرى متوفرة وموجودة، سواء من دول الجوار أو في داخل

أفغانستان؛ فكل ما ينفق على ما يسمى بمعارضة الشمال، كثيراً ما يؤول إلى إمارة

أفغانستان على شكل غنائم، بل كثيراً ما نشتري منهم الأسلحة، فهم يبيعونها لنا؛

فالمجاهدون عندنا يقاتلوهم بسلاحهم وبعتادهم الذي يزوِّدهم به أعداء أفغانستان

وأعداء الإسلام، ويتحقق بذلك قول الله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ

لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ] (الأنفال: ٣٦)

ومن ضمن الحسرة أننا نحاربهم اليوم بسلاحهم ومعداتهم.

البيان: ذكرتم أن السلاح لديكم يكفي لسنوات لا لشهور، فكيف حصلت

حكومة طالبان على هذه الكميات الضخمة من الأسلحة؟

* كما تعرفون فإن إمارة أفغانستان الإسلامية سيطرت على أكثر من ٩٠%

من أرض أفغانستان، وأفغانستان في وقت سقوط الحكومة الشيوعية كانت مخزناً

من مخازن السلاح؛ فالقوات الروسية عندما انسحبت تركت من ورائها دعماً

للحكومة الأفغانية الشيوعية في شكل مخازن ما كنا نتصورها، ومهما تخيلنا لا

نستطيع أن نتصور مثل هذه المخازن لدعم استمرار الحكومة الشيوعية للرئيس

السابق نجيب الله؛ لأنهم كانوا يعلمون أنهم عندما ينسحبون سيكون من الصعب

تقديم مثل هذا الدعم، ففتحوا مخازنهم لدعم ذلك النظام، حتى بعض مخازن تلك

الأسلحة اكتشفت بعد بروز حركة طالبان، أي أنها لم تكتشف حتى في زمن حكومة

رباني فاستمرت غير معروفة لمدة خمس سنوات بعد سقوط الحكومة الشيوعية،

وبعدما جاءت حكومة الطالبان عثرت على تلك المخازن، ودلهم كثير من الموظفين

السابقين عليها، وإلى اليوم يبدو أن هناك مخازن لم تكتشف، ومن جانب آخر،

فالمنظمات الجهادية السابقة كانت تُدعم من دول الجوار من الدول الإسلامية حتى

من أمريكا عندما كانت مصالحها مع مقاومة الغزو الروسي، فكانت كل منظمة

تخزن أسلحة فوق التصور، حتى إن مخزناً من مخازن إحدى المنظمات عندما

سقط في أيدي طالبان حملت عنها أكثر من سبعمائة لوري من الأسلحة ومن الذخيرة؛

فهذا مخزن واحد لمنظمة واحدة؛ فقس على ذلك.

البيان: كيف تقوِّمون موقف باكستان من الحرب ضدكم على المستوى

الرسمي وعلى المستوى الشعبي؟

* في الحقيقة إن تغيير باكستان موقفها في التعامل مع الجارة أفغانستان

مستغرب، وخاصة بعد دعمها وتعاونها مع أفغانستان في السابق منذ بداية الجهاد؛

حيث كانت منطلقاً للحركة الجهادية وكانت مأوى للمهاجرين، وقدمت الكثير للقضية

الأفغانية، وضحت معها، وقامت معها قومة مشكورة، لكن اليوم نحن في الحقيقة

لا ندرك ماذا أصابهم على المستوى الرسمي، وماذا يتوقعون عندما يقولون إن

مصالحنا العليا هي في الوقوف ضد دولة جارة مسلمة مشاركة معهم في أفراحهم

وأتراحهم؟ لا شك أنه سيكون لهذا الموقف سلبيات مستقبلية عظيمة وتأثير سلبي

على باكستان؛ فعند الحديث عن مصالح لباكستان في الحقيقة نجد أنه لا توجد أي

مصالح لباكستان من التحالف مع أمريكا، إلا أن تكون مصالح مادية عاجلة، ولكن

هذه أيضاً لا وزن لها قياساً بتأثيرها المستقبلي على علاقات الشعوب ومجريات

التاريخ.

ونقول أيضاً إنه حتى هذه المصالح المادية، لو دُعمت باكستان بها من الغرب؛

فالخسائر التي تتحملها من جراء تحالفها معهم حتى من الناحية المادية تزيد على

الدعم الغربي، وما أعلن للآن من خسائر باكستان يزيد على مليارين ونصف دولار،

وأنا أتوقع أن تتضاعف؛ ولهذا لا نتفهم هذا الموقف الرسمي الذي يجلب على

دولتهم خسائر أكبر من المكاسب، ولا نستطيع تفسير ذلك إلا أن يكون انهزامية

داخلية أو نفسية لمن قرروا هذا القرار.

أما الموقف الشعبي الباكستاني، فكما تسمعون وترون فهو يجسد تعاوناً ودعماً

كاملاً على المستوى السياسي والاقتصادي والدعوي؛ فعلماء باكستان أفتوا بالدعم

الكامل لأفغانستان وفرضية الجهاد إلى جانبها ضد الغزاة؛ ولهذا عمت المظاهرات

كافة المدن الباكستانية التي قد تهدد بعصيان مدني عام، وحتى الكثير من غير

الإسلاميين يتحول موقفهم إلى موقف التعاطف مع أفغانستان ويدافعون عن موقفها،

وحتى على مستوى الجنرالات الكبار؛ حيث وجهوا ولا زالوا يوجهون انتقادات

واسعة لقرار حكومتهم بالوقوف مع أمريكا ضد أفغانستان، وهذا الموقف الشعبي

عظيم ومشرف ونتمنى من الشعوب الإسلامية كلها أن يكون لها مثل هذا الموقف

المشرف المنطلق من معاينة حقيقة الأمر ومعرفته عن قرب.

البيان: نريد منكم أن توضحوا لنا في لمحات سريعة مواقف جمهوريات

الاتحاد السوفييتي السابق المحيطة بأفغانستان مما يدور الآن، وهل يوجد فيها

حركات إسلامية متعاطفة معكم؟

* تجاورنا من الشمال ثلاث جمهوريات: جمهورية أوزبكستان، وجمهورية

طاجيكستان، وجمهورية تركمانستان. تركمانستان كانت محايدة، ولا تزال للآن

محايدة، ولها تعامل تجاري واقتصادي مع حكومة الإمارة الإسلامية في أفغانستان،

وهي لم تدخل للآن ضمن التحالف الأمريكي، وهناك جهود تبذل لضمها إلى ذلك

التحالف ولكن لم ينضموا، وهذا موقف جيد ويتماشى مع مصلحتهم هم.

أما جمهورية أوزبكستان فهي من أول يوم أعلنت العداء لإمارة أفغانستان،

وبرغم أنها دولة مجاورة لكن ضررها كبير على دولة أفغانستان؛ فقد أغلقت الحدود

منذ وقت مبكر، وحاولت إمارة أفغانستان أن تقيم معها علاقة طبيعية تنطلق من

مصالح الجوار، ولكنهم أصروا على موقفهم العدائي، بل ذهبوا يدعمون المعارضة

ضد إمارة أفغانستان، وخاصة عبد الرشيد دوستم، وهم لا يزالون يلتزمون الوقوف

مع الشيوعية، والآن هم العنصر الفعال إلى جوار دول التحالف الأمريكي،

فأعطوهم الأراضي وأبرموا معهم الاتفاقيات وأعطوهم مطار ترمذ الواقع على

مقربة من الحدود الأفغانية، وقد نزلت فيه القوات البرية الأمريكية، فموقفهم مخزٍ

ومخجل، ونتوقع أن تكون سلبياته عليهم رغم ما يتوقعونه منهم. ولكن مع ذلك

نبشركم أن هناك جماعة إسلامية قوية من داخل أوزبكستان، وقد أعلنوا مقاومة

الموقف الحكومي المعادي للشعب الأفغاني المسلم، وأعلنوا أنهم سيوجهون جهادهم

ضد القوات الغربية المتمركزة في أوزبكستان، وسترون إن شاء الله كيف سيكون

تأثيرها لصالح المسلمين، وسيكون هذا من نتائج جني ثمار اتفاقيات أمريكا مع

حلفائها.

أما الجمهورية الثالثة فهي جمهورية طاجيكستان، وهي لا تقل في عدائها عن

جمهورية أوزبكستان، بل إنها تقوم بدور أخطر في دعم ما يسمى بالمعارضة

الشمالية؛ فهذه المعارضة تعمل من داخل طاجيكستان، ومنطلقهم منها، وهي

تزودهم بكل الدعم السياسي والعسكري، ومع الأسف فإن طاجيكستان التي أعلنت

دولة مستقلة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، هي ليست مستقلة إلا بالاسم؛ فنظامهم

لا يزال شيوعياً، وجيشهم وعملتهم لا تزال روسية، وهناك ما يقدر بنحو ثلاثين

إلى خمسين ألف جندي روسي مرابطين على الحدود الأفغانية الطاجيكية لحراسة

الحدود؛ فهي تعتبر حكومة روسية، والمخابرات الروسية لا تزال نشطة في تلك

الجمهورية، وقد أبدوا استعدادهم للتعاون الكامل مع التحالف الأمريكي، ولكن للآن

لم يتم هذا التعاون بسبب حساسيات روسية، ونعتقد أن أي موقف عدائي من

جمهورية طاجيكستان ضدنا سيضرُّ بهم؛ لأن هناك مجاهدين في داخل طاجيكستان

غير راضين عن الأوضاع، وهم مسلحون ومنتشرون في داخل طاجيكستان، وقد

ينحازون إلى الموقف الذي تتبناه إمارة أفغانستان؛ لأن الشعب الطاجيكي لا يستفيد

شيئاً لا من الروس ولا من الأمريكان.

البيان: على ذكر دعمهم للمعارضة الشمالية، هل يتمركز حزب رباني

عندهم؟

* نعم! فقد وقع اتفاقاً مشتركاً منذ وقت قريب للتعاون العسكري بين

المعارضة الشمالية وروسيا وطاجيكستان، وشوهد رباني في وسائل الإعلام وهو

يوقع هذا الاتفاق مع كل من الرئيس الروسي بوتين والطاجيكي علي رحمانوف،

وتقرر دعم المعارضة بالأسلحة الجديدة والثقيلة، وخصصوا لذلك ميزانية قدرت

بمليار دولار؛ وهذا أمر خطير أن يصدر ذلك من رباني الذي كان يتكلم في يوم من

الأيام باسم الجهاد والدفاع عن الإسلام ووحدة أفغانستان. . فأين الوحدة؟ وأين

الإسلام؟ وأين الجهاد؟ بوتين رئيس الاستخبارات الشيوعي السابق، وروسيا التي

هي دمرت أفغانستان والتي جلبت على أفغانستان كل هذه المهالك، وقتلت وشردت

وعذبت وهو يدرك ذلك ولكن اليوم ولأجل مصالح فردية يلعب بمصير الأمة كل

هذه الألاعيب، ويحسن الظن ببوتين! فهل يساعده بوتين لسواد عينه؟ أم لمصالح

تعود على الروس الذين تتطابق مصالحهم مع كل ما يضر بالإسلام والمسلمين؟ !

فماذا كان يضره لو أعلن كغيره من قادة الأحزاب وقوفه مع مصالح شعبه ضد

الغزو الجديد، وبخاصة أنه في هذه السن وهذه المرحلة المقبلة على الموت؟ لقد

وُجه له النداء وأُرسل له وفد لطي مرحلة الماضي وبدء مرحلة جديدة من التنسيق

لمواجهة الغزو الجديد، ولكنه رفض ذلك وحمله على محمل الضعف من إمارة

أفغانستان، وهذا غير صحيح لأن حكومة أفغانستان أرسلت له قبل هذه الظروف

الوفود للمصالحة، وكاد أن يوافق ولكنه بعد الأحداث عاد وقال إن كل شيء قد تغير،

ورجع ينادي الأمريكان ويطالبهم بالتنسيق في المواقف ضد إخوانه في الدين،

وهذا خزي يضر بالإسلام والمسلمين؛ فأنا في الحقيقة أنصحه بأن يعيد النظر في

موقفه ويتذكر ما وراءه من حساب الله في الآخرة.

البيان: إيران تقوم بدور مشبوه في الأزمة فهي تتظاهر بمعارضة أمريكا من

جهة، وفي الوقت نفسه لا تخفي شماتتها بحكومة أفغانستان؛ فماذا وراء ذلك

الموقف في رأيكم؟

* والله يا أخي نحن لا نفهم موقف إيران، يعني ماذا يريدون وماذا يفعلون؟

فهم يدّعون أن جزءاً من معتقدهم التقية، وما يزالون إلى اليوم ينطلقون من هذا

المنطلق؛ فظاهرهم أمر وباطنهم أمر، يظهرون شيئاً ويبطون شيئاً، ويفعلون شيئاً

في العلن ويفعلون في السر شيئاً آخر، وقد أظهروا إعلامياً أنهم ينتقدون الموقف

الأمريكي ويرفضون ضرب أفغانستان؛ لكنهم مع ذلك وإلى اليوم لهم اتصالات

لتقديم التسهيلات للقوات الأمريكية لضرب أفغانستان، وفي هذا تناقض شديد بين

ظاهرهم وباطنهم، ومما يدل على رضا أمريكا عنهم الآن على الأقل أنها قررت

رفع الحصار الاقتصادي عنهم في مقابل الانضمام إلى التحالف.

وهم يذرفون كما يقال دموع التماسيح على الشعب الأفغاني، ولكنهم بالنسبة

لحكومة أفغانستان الإسلامية، فموقفهم المعلن هو العداء؛ فأين دعاواهم الثورية

الإسلامية؟ وأين ادعاؤهم للوقوف مع المستضعفين ضد قوى الاستكبار العالمي؟

ولماذا يعادون دولة إسلامية مستضعفة لم تُلحق بهم أي أذى ولم تضر بمصالحهم؟

لكنهم مع حكومتنا بعكس ذلك، حتى إن وزير الدفاع الروسي عندما زارهم أعلنوا

تقديم الدعم المسلح للمعارضة الخارجة على حكومة أفغانستان، وهذا متناقض حتى

مع الأعراف الدولية التي لا تسمح لدولة بأن تقدم دعماً لمعارضين من دول أخرى؛

فماذا لو قدمت إمارة أفغانستان دعماً لمثل منظمة (مجاهدي خلق) ، أليس من حقنا

الآن أن ندعمهم ضد إيران، وهم حزب أقوى من أحزاب المعارضة الشمالية ضد

حكومة أفغانستان؟

ولعلِّي أذيع سراً لأول مرة وهو أن منظمة مجاهدي خلق اتصلوا أكثر من مرة

بحكومة إمارة أفغانستان لاستخدام أراضيها ضد إيران، ولكنهم رفضوا ذلك بشدة،

وكان ينبغي لإيران أن تقدر هذا الموقف، وتكف عن دعم المعارضين لإمارة

أفغانستان وبخاصة حزب إسماعيل خان الشيعي، إن منظمة مجاهدي خلق لو سمح

لها فقط أن تنطلق من أراضي أفغانستان من جهة الشرق، لفعلت بإيران الأفاعيل

ولأشغلتهم وحمَّلتهم الكثير من الخسائر، ولكن إمارة أفغانستان الإسلامية من خلال

منطلقها العقدي والديني لا تنظر لهذه المنظمة نظرة احترام؛ لأنها منظمة غير

إسلامية، فلم تلبِّ لها طلبها، ورغم علم إيران بهذا الموقف الكريم من أفغانستان

فإنها لا تزال تقول علناً إنها ستظل تؤوي المعارضة وتزودهم بالسلاح وتقف معهم

سياسياً، وهي لا تزال تعترف بحكومة رباني المخلوعة التي تعيش على غير

أرض أفغانستان أو في الهواء.

ونقول أيضاً: إن هذه المواقف ليست في صالح إيران مستقبلاً؛ ففي داخل

إيران مسلمون سُنة يمثلون ٤٠% من السكان، وهؤلاء قد يمثلون آثاراً سلبية على

إيران من الداخل في وقت قريب.

البيان: نأتي للحديث عن روسيا؛ فروسيا من المعروف أنها لا يمكن أن

تسمح بوجود أمريكي قريب منها، ومع ذلك فهي تبالغ في إظهار التوحد في الموقف

مع أمريكا في الوقوف ضد الحكومة الأفغانية؛ فما هو برأيكم تفسير هذا الموقف

الروسي؟

* هذا أيضاً موقف غريب من روسيا؛ فكيف أصبحوا لا يفكرون حتى في

مصالحهم؟ وأنا في رأيي أن مواقف روسيا متناقضة، وأيضاً ستكون مضار هذه

المواقف عليها قبل غيرها؛ فأمريكا عندما تأتي بهدف القضاء على إمارة أفغانستان

الإسلامية فإن لها أهدافاً أعظم وأكبر من ذلك؛ فهي تريد إقامة حكومة عميلة

وموالية لها، بحيث تسمح لها أن تطوق إيران من الشرق، فتخسر بذلك إيران،

وتسمح لها أن تراقب البرنامج النووي الباكستاني من الشمال، وتسمح لها كذلك بأن

تقيم قواعد متقدمة أمام الصين وعلى حدودها، وأيضاً تريد أمريكا أن تقيم قواعد في

جنوب روسيا والجمهوريات الإسلامية لترتيب نقل الغاز، ولتؤمن نقل البترول من

منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى ذات المخزون الاستراتيجي العالمي الذي تخطط

أمريكا منذ زمن لأن تكون أفغانستان هي الممر الآمن لهذه التجارة الدولية، وهذا إذا

حصل فسوف يكون من الخسائر المباشرة على روسيا، وسيهدد الهيمنة الروسية

على تلك المنطقة، بل ستكون هي الخاسر الأول والأكبر إذا حققت أمريكا هذا

الهدف؛ فبعد أن كانت تمثل نداً لأمريكا أثناء الحرب الباردة، فإنها ستصبح ذَنَباً

تابعاً لأمريكا.

إن البعض عندما نظروا إلى غرابة الموقف الروسي اتهموا بوتين بأنه عميل

لأمريكا يريد إسقاط روسيا تحت أقدام أمريكا، وقد جربت روسيا نتائج الوقوف مع

أمريكا في حرب الخليج، وكيف أنها خرجت بخفي حنين.

البيان: أطراف التحالف الشمالي معروفون بشدة العدوان والتنافس فيما بينهم؛

فكيف ترون مستقبل هذا التحالف في ظل هذه العلاقات المعقدة؟

* سؤال جيد في الحقيقة: هذا التحالف الشمالي قد ضحى أصحابه بأنفسهم

وأضروا بها، وأضروا الأمة كلها بمواقفهم الأخيرة؛ فهم مختلفون فيما بينهم؛ فكل

منهم يسعى أن يسابق الآخر، وبينهم خلافات وعداوات وثارات قديماً وحديثاً؛

فعندما كان رباني في كابول أعلن الجهاد ضد عبد الرشيد دوستم، وهو الآن

متحالف معه، وكان قبل ذلك قد فضحه فضائح كثيرة ونشر الأفلام التي تكشف

فجوره وسكره وعربدته، ثم رضي عنه في فترة أخرى وعينه وزيراً للدفاع في

حكومته ثم نائباً له؛ فالكل مختلفون متعادون، ولا يتفقون إلا على نقطة واحدة،

وهي محاربة النظام الإسلامي في إمارة أفغانستان، واتفاقهم ضد طالبان ليس لهدف

سامٍ أو مبدأ، ولكن لأجل الانتقام والتشفي، وقد بدأ دوستم بعد عودته بالهجوم،

ولكن والحمد لله هُزم شر هزيمة، وجاء رباني يسعى بعده بالتنسيق مع الرئيس

الروسي والطاجيكي ومع إيران؛ وكل ذلك من أجل التسابق على الحصول على

نصيب أكبر في المستقبل، ولكن الله خذلهم جميعاً، وسوف يكتَشف أمرهم

وسيُفتضَحون وسيخسرون.

ولكن بالمقابل أقول لأمريكا، ولمن يتحالف معها، ومن ينتظر إسقاط حكومة

إمارة أفغانستان: إنهم لو تم لهم إسقاطها فسوف يرون أمراً أفظع وأعظم؛ فستكون

فوضى أكبر مما كان في السابق من جراء الاختلافات الداخلية بين المنظمات وبين

القيادات العسكرية وبين القبائل وبين القوميات وبين الأعراق، ولا يمكن أن

يسيطروا على الوضع، ولا يمكن أن يجدوا بديلاً آخر لطالبان يسيطر على الوضع؛

فعليهم أن يتعاملوا مع طالبان، وأن يعيدوا حساباتهم، وأن يفكروا بجدية في

طرح جاد؛ فلا يوجد في الحقيقة أي بديل؛ فظاهر شاه العميل الهالك الذي ينادي

الآن بالقوات المشتركة للسيطرة على كابل ليأتي هو تحت مظلة الأمم المتحدة التي

أجابتهم بأنها لا تستطيع أن ترسل قوات إلى أفغانستان.

ولا يجوز لأمريكا أن تتصور أن أفغانستان مثل البلقان أو البوسنة أو كوسوفا؛

بحيث تأتي قواتها لتعيش فيها وتأمر وتنهى وتفتش وتعمل ما تشاء، لا يمكن أن

تكون أفغانستان مثل ذلك؛ فكل من يأتي للشعب الأفغاني ويريد أن يفرض عليهم

شيئاً لا يريدونه، فإنهم يلقون به إلى الهلاك، ولا بد لمن يريد فعل ذلك الآن أن

يلقى مثل مصير السابقين.

البيان: نعود مرة أخرى لباكستان فيما يتعلق بعلمائها: هل هناك علاقة بينهم

وبين علماء أفغانستان؟ وهل موقف علماء باكستان موحد حيال ما يجري في

أفغانستان؟ وهل يمكن أن يمثل هذا الموقف ثقلاً عملياً يمكن أن يؤثر على توجيه

الأحداث والمواقف في باكستان؟

* باكستان أو ما يسمى القارة الهندية، كان للعلماء دورهم وجهادهم فيها ضد

الإنجليز، فهم أدوا دوراً مهماً في إخراجهم، ولا يزال لهم دورهم في هذه القارة،

ولهم استقلاليتهم، ولهم منظماتهم، ولهم مدارسهم الخاصة التي تدرس دون أي

وصاية حكومية؛ فهم أحرار وإلى اليوم، ويدافعون عن هويتهم في مدارسهم وفي

مناهجهم، وهم الذين هيؤوا المجموعات الجهادية الكشميرية، والجهاد السابق ضد

الشيوعية في أفغانستان هم الذين أفتوا بفرضيته ضد روسيا، واليوم بين إمارة

أفغانستان وبين علماء باكستان علاقات قوية ومتينة، وكثير من علماء باكستان هم

أساتذة لقيادات إمارة أفغانستان، وقد درسوا في مدارسهم؛ فالترابط بينهم ديني

وعقدي وليس ترابطاً مادياً، أو عرقياً أو قبلياً.

وبناء على ذلك فإن أول خطوة خطتها هي تشكيل مجلس شورى لعلماء

أفغانستان، ولأول مرة يعطى للعلماء في عصرنا مثل هذا الدور ومثل هذه الأهمية،

وأن يقرروا هم المصير السياسي لدولتهم في أدق الأمور، بعد أن صار إبعادهم عن

الأمور السياسية أمراً تقليدياً في العصور الأخيرة. وقرارات العلماء في ذلك ليست

استشارية بل إنها قرارات ملزمة، وهذا المجلس الذي شكل في أفغانستان للعلماء،

أنا أعتبره أقوى وأعظم من مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يُختار أعضاؤه في

انتخابات مزورة تعتمد على رؤوس الأموال والرشاوى في الحملات الانتخابية، أما

مجلس علماء أفغانستان فليس هناك أي تزوير أو أي رشوة أو محسوبية، بل

يُختارون من خلاصة العلماء البارزين والمعروفين من جميع العرقيات، ومن جميع

الولايات، وهذا جاء امتداداً للترابط مع علماء باكستان.

ولا ننسى لعلماء باكستان أنهم أصدروا قريباً فتوى بوجوب مناصرة الشعب

الباكستاني لإمارة أفغانستان، وأفتوا بوجوب انضمامهم إليهم في الجهاد، وأفتوا

بتحريم التعاون مع أمريكا في حربها ضد أفغانستان، ومعروف أن لعلماء باكستان

تأثيراً على رجل الشارع ولهم تأثيرهم على الدولة، وقد رأيتم تفاعل الشارع،

الباكستاني مع دعوات العلماء بوجوب النصرة لشعب أفغانستان، وظهر أثر ذلك في

حرص الحكومة الباكستانية على إخفاء تفاصيل تعاونها مع التحالف الأمريكي؛

فمواقف العلماء سواء في أفغانستان أو في باكستان هي ساعد قوي وكبير لنا سيكون

له تأثير كبير في مجريات الأحداث بإذن الله.

البيان: ما هي خياراتكم المستقبلية في ضوء إصرار أمريكا وتحالفها على

إسقاط حكومتكم؟

* بالنسبة للخيارات نحن نعتبر هذه المعركة معركة الإيمان، ونعتبرها جهاداً

في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ماض سواء عاش الإنسان به أو ذهبت فيه

روحه وماله وجاهه وحتى حكومته، والجهاد لن يكون محدود الزمن؛ لأنه مبدأ من

المبادئ، والمبادئ الإيمانية لا مساومة عليها ولا تبديل ولا تغيير؛ فمن نظرتنا

المبدئية للجهاد ولقضيتنا فنحن مستمرون في الدفاع عن ديننا وعن أرضنا

وأعراضنا بكل ما نستطيع، والأمور ولله الحمد مهيأة لذلك، وحتى لو تطورت

الأمور بإصرارهم وضُربت المدن، واضطروا الحكومة للخروج منها، فالترتيبات

المستقبلية موجودة، والشعب كما ذكرت لكم كله مجاهد، وكله يحمل السلاح؛ فقد

وزعنا عليهم السلاح في بيوتهم وفي قراهم وفي مدنهم، وكل الشعب سيشارك في

حرب العصابات لو اضطررنا للخروج من المدن، وأنتم تعرفون آثار حرب

العصابات؛ فهي لا يمكن القضاء عليها، فستكون خسارة ودماراً لأمريكا وستلحق

بها وبسمعتها ومعنوياتها ومصالحها مشاكل أكثر وأكثر مما تتصور، وأيضاً سيلحق

بحلفائها إن لم يعيدوا حساباتهم؛ فالشعب الأفغاني ليس شعباً مترفاً، والقيادة التي

على رأس الحكم هي قيادة مجاهدة، وحياتها دائماً هي حياة الجبهة، ولو صعدوا في

الجبال وتخندقوا فيها فسيكونون مجاهدين، وهذا ليس جديداً عليهم، ومهما هددت

أمريكا وساومت فإمارة أفغانستان بقيادتها وشعبها ترى أنها بين خيارين اثنين فقط،

وليس خيارات عديدة كما ذكرتم وهما: إما النصر، وإما الشهادة. والشهادة هي

أكبر أمنية لنا، وإذا ذهب الإنسان إلى أمنيته يكون ذاهباً إليها بفرح وسرور وبلا

أي تردد، أما أعداؤنا فلن تفيدهم القوات الخاصة ولا قوات التحالف ولا ظاهر شاه

ولا غيره، وربما يقوم الشعب الأمريكي على حكومته ويسقطها عندما يظهر إخفاقها؛

فنحن متفائلون بالمستقبل، ولكن نطلب من المسلمين أن يؤدوا دورهم؛ فالقضية

قضيتنا جميعاً، وفي الحقيقة نحن ننظر لطائفتنا وفئتنا أنها جزء من الطائفة

المنصورة التي تقاتل على الحق حتى تقوم الساعة رضيت أمريكا وغيرها أم لم

يرضوا؛ وذلك حكم الله وقدره، وقوانين النصر توحي بهزيمة أمريكا بفئتها الباطلة

الكثيرة على يد فئتنا القليلة الصابرة على الحق، وإن شئتم فاقرؤوا قول الحق تبارك

وتعالى: [كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] (البقرة:

٢٤٩) ، وقوله تعالى: [وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ

وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ

وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ] (القصص: ٥-٦) . فما علينا إلا الصبر

والمصابرة كما أمرنا الله: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا

اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (آل عمران: ٢٠٠) .

وأختم أخيراً بكلمة واحدة لعلكم تنقلونها عني وهي أن قيمة حكومة أفغانستان

الإسلامية اليوم ومهما حدث في أنها تدفع الثمن وتؤدي الضريبة لذنبها الوحيد الذي

أغضب أمريكا والغرب؛ وهو أنها البلد الوحيد الذي قال لا، في زمن الانبطاح.

البيان: نشكركم أخي على هذا الحوار المثمر، ونسأل الله أن يمدكم بعونه

وتأييده، وأن ينصر الشعب الأفغاني، ويعز الإسلام والمسلمين.


(١) أخرجه الترمذي، رقم ٢٣٣٨.