سورية ... ... ٣٦١.٠٠٠ ... ... ... ... ٤٤٥.٠٠٠ ... ... ... لبنان ... ... ... ٣٦٢.٠٠٠ ... ... ... ... ٨٠٨.٠٠٠ الضفة الغربية ... ٥٥٠.٠٠٠ ... ... ... ... ------- قطاع غزة ... ... ٧٦٠.٠٠٠ ... ... ... ... ------- مصر ... ... ... ----- ... ... ... ... ٤٠. ٥٠٠ دول الخليج ... ... ----- ... ... ... ... ٤١٥.٠٠٠ ليبيا ... ... ... ----- ... ... ... ... ٧٥.٠٠٠ العراق ... ... ... ----- ... ... ... ... ٧٥.٠٠٠ شمال وجنوب أمريكا ----- ... ... ... ... ٤٠٠.٠٠٠ دول متفرقة ... ... ----- ... ... ... ٢٢٠.٠٠٠ فلسطين المحتلة ١٩٤٨ ----- ... ٢٠٠-٣٠٠ ألف لاجئ إن قضية العودة مطلب رئيس للاجئين تحملوا في سبيله البقاء في مخيمات تنعدم فيها الخدمات وتقل فيها فرص العمل؛ ويعيشون على فتات الأونروا التي تتعرض لمحاولات جادة لإلغائها ونقل مسؤولية خدماتها إلى الدول العربية المضيفة. والذي لا شك فيه أن العودة لن تحصل إلا بتصفية الوجود اليهودي في فلسطين، ولن يعودوا إلا برفقة الجيوش الإسلامية المنصورة، وليس هذا على الله بعزيز. ولا ننسى في هذا المجال التذكير بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول قتال اليهود: (حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعالَ فاقتله) [٦] . إن الإحداث والتحركات الحالية تصب في حل قضية اللاجئين بعدة طرق يمكن تطبيقها مجتمعة ومنها: أولاً: السماح بعودة عدد محدود جداً إلى فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨م، وستكون عودتهم إلى مناطق تجمع وليس إلى المناطق التي أُخرجوا منها، وقد تراجع العدد الذي صرح اليهود بإمكانية عودتهم من ١٠٠ ألف عام ١٩٤٨م إلى بضعة آلاف في الوقت الحاضر، وعندما تثمن الإدارة الأمريكية موافقة (إسرائيل) على لمِّ شمْل عدد محدود من اللاجئين مع حرصها على إلغاء حق العودة أو التعويض في قرار ١٩٤؛ فإنه يتبين أن حل المشكلة سيكون أساساً على حساب الدول العربية، وستكون مشاركة دولة اليهود رمزية. ٢ - توطين جزء من الفلسطينيين في مناطق الحكم الذاتي خاصة الضفة الغربية؛ حيث إن هناك أفكاراً في نقل بعض سكان غزة إلى الضفة لتخفيف الكثافة السكانية العالية جداً في غزة، وتقدر مصادر أمريكية إمكانية توطين حوالي ٧٥٠ ألف لاجئ أغلبهم من لبنان والأردن في مناطق السلطة. ٣ - تسوية أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يحصلوا على الجنسية الأردنية وذلك إما بالعودة إلى الضفة أو تجنيسهم، وهناك مفاوضات جادة في هذا المجال ويبدو أن أكبر عائق هو الاتفاق على الثمن النقدي لهذا الإجراء؛ حيث يشاع أن الأردن يطالب بمبلغ معين مقابل كل لاجئ يتم تجنيسه. وقد بدأ طرح عطاءات الأعمال الاستشارية لمشروع كلفته ٩٨٠ مليون دولار لتحسين الخدمات ورفع مستوى المعيشة في المخيمات. ٤ - تنشط المشاورات السياسية مع سوريا في الوقت الحاضر من أجل تطبيع العلاقات مع اليهود وحل مشكلة اللاجئين. ولفرنسا دور كبير في هذا المجال لعلاقاتها المتميزة مع كل من سوريا ولبنان، وتشير مصادر أمريكية إلى إمكانية تجنيس الفلسطينيين المقيمين في سوريا بصورة جماعية. ٥ - تفترض الإدارة الأمريكية أن على دول الخليج ومصر والعراق ودول المغرب العربي إعطاء حق المواطنة للفلسطينيين المقيمين فيها والذين يقدر عددهم بحوالي ٩٦٥ ألف نسمة. ٦ - تقوم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بتوطين ٩٠٠ ألف فلسطيني. ٧ - تبقى قضية الفلسطينيين في لبنان حساسة جداً؛ حيث إنه في البداية في عام ١٩٤٨م، تم التعامل معهم بحذر؛ حيث تم تجنيس عدد كبير من النصارى، أما الأكثرية وهم السُّنَّة فقد تم توزيعهم على مختلف الأراضي اللبنانية مع عدم السماح لهم بالإقامة قرب الحدود. وفي استطلاعات حديثة تبين أن عموم الفلسطينيين في المخيمات يعارضون التوطين ويقاومونه، ولتصفية هذه المعارضة فقد بدأت السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع (إسرائيل) بإحياء دور فتح في المخيمات؛ حيث بدأت في تجنيد المسلحين وفتح المكاتب تمهيداً لتصفية أي معارضة للحل النهائي؛ ويتوقع قيام حرب فلسطينية فلسطينية جدية داخل المخيمات لإسدال الستار نهائياً على قضية اللاجئين في لبنان. إن الموقف من التوطين حساس لخصوصية لبنان بغض النظر عن الموقف من السلام مع (إسرائيل) وهذا الموقف يتلخص في الآتي: - النصارى يعارضون التوطين بشدة؛ لأنه يخل بالتوازن على حسابهم؛ ولهذا فقد صرح الرئيس الهراوي لوفد كنديٍّ ناقش معه قضية التوطين أن من يريد الفلسطينيين فليأخذهم، وأن هناك ملايين من المهاجرين من أصل لبناني في البرازيل أحق بالجنسية. ويطرح في لبنان تجنيس الفلسطينيين مع تجنيس المهاجرين الذين يغلب فيهم النصارى، وذلك لحفظ التوازن. - يرحب السنة عموماً بتجنيس الفلسطينين؛ لأنه يمثل سنداً لهم في التوزيع الطائفي. - يعارض الشيعة التوطين؛ لأنه يخل بالتوازن مع السنة داخل المجتمع غير النصراني. - لا يهتم الدروز بالتوطين بشرط أن يكون بعيداً عن مناطقهم. وأخيراً: عندما تحل مشكلة العودة بتذويب اللاجئين يبقى موضوع التعويضات والأملاك الفلسطينية التي سيحرص اليهود على ابتلاعها وطي صفحتها، وقد حرصت (إسرائيل) عن طريق أمريكا على إلغاء بنود العودة والتعويضات ... من القرار ١٩٤، ولما أخفقوا بدأ الكلام عن حق عودة اليهود الذين خرجوا من الدول العربية وحقهم بالتعويض؛ حيث إن القرار ١٩٤ وأوسلو أيضاً ينصان على عودة اللاجئين ولكن لم يذكر قط لفظ اللاجئين الفلسطينيين وبذلك فهو يشمل اليهود أيضاً، ولا يستبعد أن يحصل اليهود على تعويضات كبيرة عن أملاكهم في العراق واليمن ومصر وليبيا؛ وقد صرح أحد السياسيين اليهود أن على الدول العربية أن تقوم بتوطين الفلسطينيين ونقوم نحن بتوطين اليهود. وتحاول (إسرائيل) في الوقت الحاضر إلغاء مرجعية قرارات الأمم المتحدة والتي تنص على عودة اللاجئين وحق العودة أو التعويض وانسحاب (إسرائيل) من أراضي عربية محتلة والتأكيد على أن المرجعية هي التراضي والتفاوض بدون شروط، وأنَّ ما وقَّع عليه رابين لا يلزم نتنياهو، وما وقَّع عليه الجميع لا يناسب باراك، وبكلمة أخرى: (إن كلام الليل يمحوه النهار) فمتى يعي مدمنو الحلول السلمية وسياسة التنازل خطوة خطوة أنه سيأتي اليوم الذي لا يجدون فيه شيئاً يتنازلون عنه؟ ! يومها سيتبين لهم قيمتهم الحقيقية عند أبناء عمهم.