[مكاشفة للإخوة في العراق]
المأزق الأمريكي وخيار الطائفية
إبراهيم العبيدي
لم يكن في حسابات الإدارة الأمريكية (بناءً على ما وصلها من تقارير استخباراتية وتقارير المعارضة العراقية) أن ثمة مقاومة مسلحة يمكن أن تحدث ضد القوات الأمريكية، وهو الأمر الذي أربك هذه القوات، وجعلها تغير كثيراً من خططها التي كانت قد رسمتها في إدارة العراق بعد إسقاط النظام العراقي السابق.
_ بوادر ومؤشرات الطائفية في العراق الجديد:
لقد تعمدت قوات الاحتلال الأمريكي بداية أن تشكل مجلس الحكم الانتقالي تشكيلاًً طائفياً، بناءً على دعاية الأغلبية التي تنادت بها بعض الأطراف الشيعية، لتحقيق مكاسب سياسية في العراق الجديد، علماً أن الإدارة الأمريكية والشيعة أنفسهم يعلمون يقيناً أن أهل السنة هم الأغلبية؛ استناداً إلى الإحصائيات السابقة والحديثة، ومع ذلك رضيت الإدارة الأمريكية أن تنساق وراء الدعاية التي شجعتها لتحقيق خططها المستقبلية في العراق. وهذا التشكيل الطائفي للمجلس انسحب عليه توزيع الحقائب الوزارية بالتشكيل نفسه، وكان من بين تلك الوزارات التي حصل عليها الشيعة وزارة الداخلية التي يناط بها ضبط الأمن الداخلي للبلاد، والتي بدورها قد تم تشكيلها على أساس طائفي، وأصبح العمود الفقري لأجهزتها يتكون منهم، وهذه الأجهزة بدأت التعاون مع القوات الأمريكية في تكثيف مهامها في المناطق السنية بحجة ملاحقة عناصر المقاومة ومن يتعاون معها من عناصر فلول النظام السابق وغيرهم، مما تسبب في مداهمات ليلية للبيوت وبطرق همجية غير مسبوقة، وكذلك عمليات قتل العشرات واعتقال المئات في هذه المناطق السنية، مما أثار الغضب في نفوس أهالي هذه المناطق بعد مشاهدتهم هذا التعاون الذي تقوم به أجهزة الشرطة، والأجهزة الأمنية الأخرى، وما تقوم به من تقديم معلومات بغض النظر عن صحتها إلى القوات الامريكية، والتي يترتب عليها المداهمة وما يرافقها من قتل واعتقال وترويع لهذه العوائل، ولعل ذلك ما جعل الرد على هذه الممارسات يكون باستهداف عناصر الشرطة العراقية، وهي في مراكزها واستهداف الأمريكان أيضاً على حد سواء، وقد رأينا في الفترة الأخيرة ارتفاع العمليات ضد عناصر الشرطة العراقية وتكرارها.
_ الحدود العراقية وانفلاتها:
بعد احتلال العراق أصبحت الحدود العراقية في انفلات تام، مما أتاح المجال لدخول كثير من العناصر التابعة للموساد الإسرائيلي، وعناصر الاستخبارات الإيرانية وغيرهم، ممن لدولهم المصلحة في عدم استقرار العراق؛ إضافة إلى عناصر من التنظيمات الإسلامية المسلحة. هذه الحالة من الانفلات المتعمد الذي كان بعلم القوات الأمريكية، بل بقرار منها بحل الجيش العراقي وشرطة الحدود من قِبَل الحاكم المدني للعراق بول بريمر، مما مكنت العناصر أن تمارس نشاطها بكل سهولة ويسر.
_ اغتصاب المساجد السنية:
منذ انتهاء الحرب وسقوط النظام العراقي واحتلال القوات الامريكية للبلاد، وما رافق ذلك من فوضى عارمة عمت معظم أرجاء العراق، قام الشيعة باغتصاب عدد من المساجد السنية التي بلغت (٢٧) مسجداً بحسب تصريح الدكتور حارث الضاري أمين عام جمعية علماء المسلمين عبر قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود. وقال إن هذه المساجد تم الاستيلاء عليها، وذكر أن الشيعة طالبوا باسترداد هذه المساجد، وحصلت عدة حوارات مع علماء الشيعة بهذا الخصوص، ولكن للأسف لم نتوصل إلى نتيجة، وبقي الأمر عبارة عن وعود لا ندري متى يتم الوفاء بها، وقد مضى على ذلك عدة شهور. والسؤال المطروح: لماذا لا يبادر الشيعة إلى إرجاع هذه المساجد، ويُنهون الأمر ويبرهنون للسنَّة عن جدية توجههم الصادق والأكيد في تجنب الفتنة التي طالما تحدثوا عنها؟
_ الاحتكار والمحسوبية في وظائف العراق الجديد:
نظراً للتركيبة والتشكيلة الطائفية التي أُسس عليها مجلس الحكم الانتقالي ذو الأغلبية الشيعية؛ فإن ذلك انسحب على سيطرة الشيعة على عدة وزارات بالدولة العراقية الجديدة (العراق الحر) ! مما جعل ظاهرة الاحتكار والمحسوبية في الوظائف يلمسها الزائر المؤقت قبل العراقي المقيم الذي يعايش هذه المأساة، والذي يدور على الوزارات يحمل مؤهلاته ومواطنته وطلبه لعله يجد فرصة عمل، تساعده على تجاوز مأساته المعاشية في العراق الحر؛ وإذا به وبعد طول انتظار يفاجَأ بأنه لا يمكن تعيينه الا بإحضار تزكية من الحوزة العلمية! فماذا يفعل وهو سني؟ (طبعاً لم نذكر العكس باعتبار أن النفوذ في الدولة هو شيعي بحسب تشكيلة المجلس؛ والحكم للأغلب) وهو الأمر الذي جعل كثيراً من الناس يوجهون انتقاداتهم لهذه الظاهرة، وجعلهم يقارنون بفترة النظام البائد الذي كان يتعامل مع العراقيين على ضوء الانتماء الحزبي بالدرجة الاولى بغض النظر عن أن يكون هذا العراقي سنياً أو شيعياً أو كردياً أو تركمانياً أو غيره. لذلك فإنك تجد في جميع مؤسسات الدولة السابقة جميع ألوان الطيف العراقي، وحتى الأمنية منها (القمعية) فإنك تجد هذا التنوع في المذاهب والأعراق، شريطة أن يتوفر شيء واحد وهو الولاء للحزب والثورة والقائد! والشواهد على ذلك كثيرة في تشكيلة النظام السابق، ومنها على سبيل المثال أن وزير الإعلام حتى سقوط النظام العراقي محمد سعيد الصحاف هو شيعي، وتقلد مناصب حساسة بالدولة كان آخرها وزارة الإعلام، أخطر وزارة بالدولة لما قامت به من تضليل وتعتيم وتسويق لسياسات النظام طيلة السنوات الماضية. وطارق حنا عزيز عضو مجلس قيادة الثورة الذي تقلد مناصب حساسة بالدولة العراقية على مدار سنوات وهو نصراني معروف، وطه محيي الدين معروف وهو كردي تقلد منصب رئيس الوزراء في فترة من الفترات، وطه ياسين رمضان ومناصبه الكثيرة وهو كردي، وأخرون كثيرون لا يتسع المجال لذكر أسمائهم ومناصبهم، وكلهم كانوا من تشكيلة الطيف العراقي المذهبي والعرقي، ولكنهم كانوا قبل ذلك كله يحملون الولاء الكامل للنظام والحزب ليس إلا. فهل يعقل أن يكون في العراق (الحر) كما يسمونه اليوم ممارسة لسلبيات لم يمارسها النظام البائد الدكتاتوري المستبد؟ وهل سيفيء الشيعة أصحاب النفوذ إلى شعار الإسلام الواحد، والمواطنة الواحدة والمؤهل والخبرة، وحُسن الأداء في تقليد المسؤوليات والوظائف، بدلاً من منظور الطائفية الضيق النتن؟
_ وثيقة الزرقاوي المفبركة:
لقد مهدت قوات الاحتلال الأمريكي وحلفاؤها لاستخدام الورقة الطائفية في العراق، بالكشف عن الوثيقة الزرقاوية وما تضمنته من نصوص وعبارات ومعانٍ خطيرة جداً تدعو إلى استفزاز الطائفتين الشيعية والسنية وكذلك الأكراد، والدعوة الصريحة للاحتراب الداخلي، وقد تميزت الوثيقة بأسلوبها الرصين، ويبدو أنها كُتبت من قِبَل فريق خبير! وقد نسبتها القوات الأمريكية إلى المدعو (أبو مصعب الزرقاوي) الذي تتهمه أنه وراء الهجمات الإرهابية التي تستهدف العراقيين والأمريكيين على حد سواء، مثل ما كانت هذه القوات تتهم الرئيس العراقي قبل اعتقاله بأنه العقل المدبر والممول لهجمات المقاومة ضد قوات الاحتلال، ثم تبين بعد إلقاء القبض عليه وباعتراف القوات الأمريكية نفسها أن صدام لم تكن له أي علاقة بكل ما يجري من عمليات المقاومة، ولا أدل على ذلك من حالة إلقاء القبض عليه.
_ اغتيال الرموز الدينية والشخصيات العلمية:
لقد اتسمت الفترة الأخيرة بنشوء ظاهرة اغتيال الرموز والشخصيات الدينية والعلمية (سنية وشيعية) من قِبَل مجهولين يطلقون الرصاص، أو يستخدمون العبوات الناسفة للقضاء على الضحية، وقد بلغ عدد الذين تم اغتيالهم حتى الآن (٢٤) عالم دين خلال الأشهر الماضية، بحسب ما نشر بالوسائل الإعلامية، ولا زال الرقم في ازدياد، وهو الأمر الذي يدعو إلى القلق في أوساط العراقيين من أن تتفاقم هذه الظاهرة وتحصد ارواح العديد من الضحايا الآخرين، وما يحدث في مدينة البصرة بحسب شهود العيان وبعض الصحف والمواقع الإخبارية على الإنترنت من أن هناك عمليات تصفية جسدية لشخصيات سنية، وممارسة الضغوط على السنة لإجبارهم على ترك مناطقهم، والهجرة إلى مناطق أخرى تضمن لهم سلامة العيش بعد أن أصبح الخطر يداهمهم، وهو ما ينذر بالخطر من اتساع هذه الحالات الفردية إلى أن تصبح ظاهرة مستشرية. ومن جهة اخرى قال شهود عيان إن (الحوزة) أصدرت أمراً بمنع دخول الكتب العلمية السنية، وقد منعت الحوزة شحنة من الكتب جاءت من الإمارات العربية، والشحنة هذه عبارة عن كتاب (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) وقد تم منع هذه الكتب تحت شعار أطلقته الحوزة: (لا كتب سنية بعد اليوم في الجنوب) وكأن الأمر ثأر كما يبدو عن فترة النظام البائد.
_ يوم عاشوراء الدامي:
وقد كان من أعنف وأبشع العمليات في هذا المسلسل الطائفي، ما وقع مؤخراً في مدينة كربلاء والكاظمية في يوم عاشوراء، من تفجيرات أودت بحياة المئات من القتلى والجرحى من المدنيين الشيعة، مما أثار حفيظة العراقيين والشيعة على وجه الخصوص، وقد سارعت قوات الاحتلال وبعض الجهات على عجل ـ ولم يمر على الحادث اكثر من نصف ساعة ـ بتوجيه أصابع الاتهام إلى الزرقاوي الذي ينتمي بدوره إلى القاعدة، وهذا يعني تصنيف الاتهام في الوسط السني (كون القاعدة تنظيم سني) بغض النظر عن أي مواصفات أخرى. وقبل إجراء أي تحقيق في الحادث؛ ولا سيما أن الحادث كان في ساعته الأولى، وهو الأمر الذي جعل هذا الاتهام تردده وسائل الإعلام والمعلقون السياسيون، مما جعل الشيعة يستسيغون توجيه ما يشبه الاتهام إلى أهل السنة، وقد طالب بعض المراجع الدينية أهل السنة بالبراءة من الفاعلين وتكفيرهم، على الرغم من أن جميع الفصائل السنية بمختلف أطيافها قد ادانت الحدث، ووصفته بجريمة قتل للأبرياء لا تقره كل الأديان ويراد منه إيقاع الفتنة بين العراقيين، والنيل من وحدة الصف الوطني العراقي. ولم تتوصل أيٌّ من التحقيقات إلى الجناة، وهو ما يجعل حدوث عمليات مماثلة أخرى ممكناً ومتوقعاً، ولكن هذه المرة في تجمع سني أو تكرار الجريمة في أهداف شيعية لتكريس نظرية الاستهداف من قِبَل طائفة ضد أخرى، لا سيما إذا عرفنا أن هذه الأعمال في اتساع، وأن المراقب لهذه الأحداث يجدها قد تزامنت مع قرار قوات الاحتلال بالانسحاب من داخل المدن العراقية وتركها لقوات الأمن العراقية، وهو الأمر الذي يؤكد وجود مخطط أمريكي لإشعال نار الفتنة الطائفية في العراق بين الشيعة والسنة، والأكراد والتركمان.
_ من وراء هذه الأحداث؟
إلى الآن يبقى الجواب افتراضياً؛ ولكن كما جرت عليه العادة عند المختصين الجنائيين أن يقال: من هو المستفيد من هذا الحدث؟ لأن المستفيد هو الذي توجه إليه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى، وهذا يدفعنا إلى القول بأن هناك عدة جهات يمكن أن تكون مستفيدة من هذه الأحداث، ومن ثَمَّ يمكن القول إنها كانت وراء حدوثها، ومنها:
الافتراض الأول: هو الموساد الإسرائيلي الذي يوجد بكثافة في العراق الآن، وأنه وراء مثل هذه الأحداث؛ لأن مثل هذه الأحداث من شأنها أن تؤجج نار الفتنة بين العراقيين، وهذا يعني نشوب حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس، ومن ثم ضعف الوحدة الوطنية العراقية الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى ترسيخ مبدأ الانفصال الطائفي أو العرقي، فيكون الأكراد في الشمال والسنة في الوسط والشيعة في الجنوب، وهذا يعني تقسيم العراق إلى كانتونات متناحرة، وتفتيت قواه مهما تكن؛ فهي ضعيفة هزيلة؛ مما يضمن لدولة العدو الصهيوني مزيداً من الأمن والاستقرار على مدى سنوات قادمة على أقل تقدير.
أما الافتراض الثاني: فهو بعض الدول المجاورة للعراق ذات العلاقة المتوترة مع الإدارة الأمريكية، والتي هي مهددة بالاجتياح أو إسقاط النظام فيها، من خلال الحصار وإثارة تيارات المعارضة في هذه البلدان؛ لذلك لا يستبعد أن تقوم هذه الدول ومن خلال عناصر استخباراتها أو عملائها في الداخل أن يقوموا بمثل هذه العمليات؛ وذلك لإرباك القوات الأمريكية، وإشغالها عن أن تمضي قُدُماً في مخططها المرسوم للمنطقة، ومحاولة تعطيل أو تأخير لهذا المخطط لتبقى هذه الدول في مأمن من السياسة الأمريكية ولو لفترة من الزمن.
إما الافتراض الثالث: فهو أن تكون القوات الأمريكية هي التي تقف وراء هذه الأحداث لتأجيج نار الفتنة بين العراقيين؛ وذلك لتشتيت قوة المقاومة وتوجيهها إلى العراقيين أنفسهم (سنَّة وشيعة) ولا سيما أن غالبية المقاومة الآن هي سنية وفي المثلث السني كما يسمونه، مما يوفر الأمن لقوات الاحتلال ويخفف الضغط عنها، ويوفر ما كانت تخسره من جنودها ومعداتها بضربات المقاومة داخل المدن، ليأخذ جنود الاحتلال قسطاً من الراحة. وفي الوقت ذاته يكون بقاء الأمريكان مطلباً للمتناحرين، مما يتيح لقوات الاحتلال مسوِّغاً للبقاء مدة أطول، وترتيب وضع هذه القوات في قواعدها الست التي أنشأتها في العراق؛ فهل يدرك العراقيون ذلك؟
_ سبيل الخروج من الفتنة:
من المعلوم المشاهَد أن جميع المراجع الدينية الشيعية والسنية قد أدانت وتدين هذه الأحداث في تصريحات رسمية عبر وسائل الإعلام؛ وهذا وحده لا يكفي للخروج من الأزمة وتطويقها، قبل أن تتحول إلى فتنة داخلية تحصد أرواح الكثير من الطرفين. إن المطلوب الذي ينبغي توفره عند جميع الأطراف المعنية للخروج من الأزمة الحالية، يجب أن يتجاوز الشجب والاستنكار والإدانة العلنية عبر وسائل الإعلام فقط! يجب أن يرتفع مستوى هذه الإدانات عند الأطراف المعنية والشيعة على وجه التحديد إلى ترجمة عملية جادة على أرض الواقع المشاهد والملموس لتؤتي ثمارها؛ فمثلاً ينبغي على الشيعة أن يعيدوا النظر في بعض ممارساتهم التي من شأنها تأجيج وتعميق الخلاف الطائفي في الظروف الراهنة، وأن يقوم الشيعة برد المساجد السنية التي تم اغتصابها، والتوقف عن مضايقة السنة في مدينة البصرة، وإجبارهم على الخروج إلى مناطق أخرى، وترويعهم باغتيال بعض الشخصيات السنية لكونهم أقلية في المدينة، وكذلك احترام مشاعر السنة وعدم التهجم على الصحابة وزوجات الرسول الكريم، كما أشار إلى ذلك رئيس الوقف السني الدكتور عدنان سلمان في معرض مناشدته للمراجع الشيعية المسؤولة في إحدى التعليقات الإعلامية، كما ينبغي الإدانة السريعة والصادقة عندما يتم اغتيال أحد الشخصيات السنية أو الشيعية، وخاصة أئمة المساجد، ومنع بعض المدفوعين والمتعصبين من جميع الأطراف ولا سيما من الفصائل الشيعية كالمجلس الأعلى للثورة الشيعية في ممارسة الاغتيالات الثأرية لعلماء السنة، واستغلال جو الفوضى السائد في العراق، كما حدث ذلك في الأسابيع القليلة الماضية عندما تم اغتيال الشيخ ضامر الضاري شقيق الدكتور حارث الضاري أمين عام جمعية علماء المسلمين السنة من قِبَل مجهولين. (بحسب إفادة الشيخ نفسه ـ رحمه الله ـ في مقابلة شخصية قبل ِاغتياله بثلاثة أشهر من أنه قد هُدِّد بالقتل من قِبَل مجموعة من المجلس الأعلى الشيعي) وأعتقد أن السنة يعرفون ذلك جيداً، ولكنهم آثروا العفو وعدم الرد لدرء الفتنة، وحفاظاً على وحدة الصف الوطني العراقي. وهذا موقف يُحمدون عليه (بحسب بيان جمعية علماء المسلمين) .
لا بد من الخطوات الجادة أولاً، ومن ثم خطوات تحقيق وحدة الصف، وعدم التفرق، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، والتجرد عن الذات؛ لدرءُ المفاسد وتقديمها على جلب المصالح، والعفوُ والصبر على المصائب، وتوحيد جميع الجهود والطاقات لمقاومة قوات الاحتلال؛ لأنها هي السبب المباشر في كل ما يجري في العراق، ولقطع الطريق عليها في تأجيج واستثمار مثل هذه الأمور؛ عندها فقط سينجو العراقيون من الفتنة وتُعصم دماؤهم، وهو الطريق الجاد لتحرير بلادهم.
هذه كلها عواصم، يمكن لها أن تبدد شبح الطائفية الخطير في العراق وتحفظه من قواصم الفتنة التي يريدها الأعداء.