كلمة صغيرة
[لنكن على مستوى الحدث!]
وعدنا قراءنا في العدد الماضي أن نصدر عدداً إضافياً في منتصف صفر
لمتابعة وتحليل الأحداث الجارية في العراق، ولكن في اللحظات الأخيرة حصل
تطور نوعي في ميدان المعركة، عكس ما كان يتوقعه كثير من المتابعين والمحللين،
فرأينا أن نلغي العدد الإضافي متأسفين كثيراً لقرائنا، من أجل أن نقدم لهم في
عددنا هذا رؤية تحليلية جديدة تتجاوب مع المستجدات، وتتناسب مع خطورة
المرحلة القادمة التي تنتظرها المنطقة، ونحسب أن قراءنا أهل لإحسان الظن
والتماس العذر.
ويحسن بنا هنا أن نشير إلى أن بعض قرائنا عتب علينا تركيزنا في الأشهر
الماضية على الزاوية السياسية، مما أثر نسبياً على المادة الشرعية والدعوية
والتربوية، ونحن نقدر ذلك كثيراً، ونحرص على التوازن في موضوعات المجلة
وأبوابها، لكننا في الوقت نفسه لا نريد أن نكون خارج إطار النوازل التي تعصف
بالأمة، وليس من العقل بل ولا من الشرع أن نتحدث في واد والأمة تعيش في واد
آخر، خاصة في هذا العصر الذي انفتح فيه فضاؤنا الإعلامي لكل دخيل، وسيطر
فيه العلمانيون على زمام الأمور، وراحوا يعبثون في قضايا الأمة ومصالحها..!
وفقه المرحلة يقتضي إحياء الوعي في صفوف الأمة، وكشف زيف الباطل،
وبيان سبيل المجرمين، كما أن الواجب يقتضي أن تستنفر كل الطاقات،
وتستنهض كل الهمم لنصرة الدين، والذبِّ عن حياض المسلمين، وعلى العلماء
والدعاة والمصلحين أن يكونوا على مستوى المسؤولية.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا
اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..