للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اليهود وأسلوب الكذبة الكبرى]

جعفر محمد

يحفل تاريخ اليهود بالمفتريات والأكاذيب وليس في شأن الأرض فحسب،

ولكن في شأن العقيدة أيضاً، وأما واقعهم وحاضرهم فيشهد أن أسلوبهم في القول

والعمل هذا أسلوب الكذبة الكبرى.. فهم يرفعون شعارات العدل، ويسعون ليحلوا

في ظلم الناس محل ظالميهم.. ويرفعون شعارات الحرية، ويسعون جاهدين

لحجبها عن كل الناس غير اليهود.. ويرفعون شعارات المساواة.. لا ليتساوى

الأسود والأبيض، بل لتختلط كل العقائد ولا يستطيع أي أحد أن يميز؟ !

١- عقيدة اليهود كذب:

المصدران الأساسيان للمعتقدات اليهودية اليوم هما التوراة والتلمود.

فأما التوراة فتُجمع المصادر التاريخية والعلمية أن اليهود قد أعادوا كتابتها

على النحو الذي هو قائم الآن، وجعلوها منطلقاً للعنصرية والحقد والكراهية لكل

العالم وصولاً لتأسيس دولة داود جغرافياً وسياسياً ومادياً! ! وهو هدف معارض

للتوراة التي أوحى الله بها لموسى - عليه السلام -.

(وقد أثبت العلم العصري - بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة ... والتاريخ وعلم اللغات - أن التوراة لم يكتبها موسى، وإنما كتبها أحبار لم يذكروا اسمهم عليها، ألفوها على التعاقب معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسْر بابل) [١] .

وقد أشار كثير من الباحثين إلى ذلك الاحتواء الخطير الذي وقعت فيه تعاليم

الدين الذي أنزل على موسى -عليه السلام - مرتين: الأولى في اتصاله بالفكر

البابلي، ثم بالفكر اليوناني. ويعد فيلسوفهم (فيلون) هو الذي وفق بين التوراة

وتعاليم اليونان الوثنية، وفسر التوراة تفسيراً يوفق بين تعاليمها وتعاليم اليونان.

وأشار جيمس فريزر في كتابه عن (الخرافة) - بقوله: (لقد شهد كثيرون بأن

العقيدة التي يتستر وراءها اليهود هي شريعة الغاب التي تقوم على تدمير المدن

والقرى، وحرق المسكن وقتل الأطفال والشيوخ) .

ويقول ول ديورانت: (يبدو أن الفاتحين اليهود عمدوا إلى أحد آلهة كنعان

فصاغوه على الصورة التي كانوا هم عليها وجعلوه الإله (يَهْوَه) ؛ فيهوه ليس خالقاً

لهم بل مخلوق لهم، وفي يهوه صفاتهم الحربية: التدمير والسرقة، ويهوه قاسٍ

مدمر متعصب لشعبه؛ لأنه ليس إله كل شعب بل إله بني إسرائيل فقط! ، وهو

بهذا عدو للآلهة الآخرين كما أن شعبه عدو للشعوب الأخرى! !) .

وأما التلمود فهو جملة من القواعد والوصايا والتعاليم المتعلقة باليهود على

مدار التاريخ.. وقد حرص اليهود - لكي لا تنكشف نياتهم تجاه العالم - أن تظهر

طبعات التلمود وقد حُذف منها بعض الفقرات والأخلاق وكل ما يعتبر طعناً مباشراً

في الأديان الأخرى، وتقرر أن يترك مكان هذه الفقرات خالياً حتى يثبتها اليهود

فيما بينهم، وبهذه الوسيلة لا يثور الناس عليهم، ومع هذا الحذف والتبديل والتغيير

فإن هذه الطبعات لا تزال زاخرة بالفضائح والشنائع المخجلة، والتلمود هذا مملوء

بدعاوى العصبية والعنصرية وزعم أن اليهود هم شعب الله المختار.

٢- عنصرية.. وغدر:

هناك مجموعة معتقدات وأساليب حياة ينظر إليها اليهود على أنها خطة عمل

يجابه بها العالم.. تلك هي: (بروتوكولات حكماء صهيون) وبين سطور هذه

البروتوكولات تتأرجح بغضاء دينية وعنصرية عميقة الجذور، فهي تقوم على

محاولة القيام بأمور كثيرة منها:

١- حكم الدول كما تحكم الحكومات رعاياها عن طريق تكبيل هذه الحكومات

بالقروض ذات الفوائد عن طريق المال اليهودي، وعن طريق اختيار رؤساء الدول

من الذين ليس لهم خبرة في شؤون الحكم ليكونوا كقطع الشطرنج.

٢- انحلال الشعوب غير اليهودية بالطرق كافة وشتى الوسائل.

٣- اعتبار المحافل الماسونية كالقناع الذي يحجب الأهداف الحقيقية.

٤- تغيير التجمعات العقائدية إلى تجمعات مصلحية مادية.

٥- السيطرة على وسائل الإعلام للسيطرة على الجموع البشرية.

٦- إلهاء الجماهير بأنواع شتى من الملاهي والألعاب.

٧- وتقوم البروتوكولات برسم وتحديد الحكومة العالمية المتوهمة لليهود في

شتى المجالات.. وهذه هي البروتوكولات.

ولا شك أن الناظر إلى ما يجري في العالم يلحظ وجود علاقة بين ما يحدث

ومواقف اليهود تجاه غيرهم على ضوء المخطط السياسي والعقائدي المرسوم في

أصول اليهود العقائدية المحرفة (التوراة والتلمود) وفي خطتهم السياسية

(البروتوكولات) التي تحوي العنصرية والغدر، وتوصي بكل أنواع الجرائم من قتل

وحرق واغتيال وتشويه.. فمن ذبح مائتين وخمسين إنساناً، والتمثيل بأجسادهم ما

بين طفل ورضيع وامرأة حُبلى وشيخ طاعن في دير ياسين إلى حرق المسجد

الأقصى، إلى اغتيال العلماء النابغين وخاصة في مجال الذرة.. وهذا قليل من

كثير يكشف عن أخلاق اليهود وصفاتهم.. وصدق الله العظيم: [ويَقُولُونَ عَلَى

اللَّهِ الكَذِبَ وهُمْ يَعْلَمُونَ] [آل عمران: ٧٥] ، وقال - سبحانه وتعالى -:

[سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ] [المائدة: ٤١] وقال -جل شأنه -: [الَذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ] [الأنفال: ٥٦] ، وقال جل وعلا: [ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ] [آل عمران: ٢١] .

٣- ثمار اليهود المحرمة:

كان من ثمار اليهودية العالمية فصل الدين عن الدولة وإقصاؤه عن واقع الحياة. واستغل اليهود مسمى (الحرية) ليكون ستاراً لجميع أنواع الإلحاد والعهر التي

تهز القيم الدينية، وتجاهر بتسفيه أهلها وتشكيك الناس فيها، وإطلاق العِنان

للشهوات.. وهكذا يعمل اليهود على جعْل الإنسان يعبد نفسه بالسعي وراء متطلباتها، أو جعل الإنسان يعبد إنساناً مثله باسم المبدأ أو الفلسفة أو الزعامة فيه، وإعطاء

هذا المعبود المزعوم قداسة الألوهية بتعظيم صورته وتضخيم أعماله.. بل إن

اليهود في بعض الأحيان يُعَبِّدون الناس للأرض والوطن أو لفئة من الناس في

صورة الشعب أو الحزب! !

فالذي يمسخ شخصيته بالانقياد لهم يصفونه بالوطني المتحرر، والناقض

لعهود الله الفطرية والشرعية يصفونه بالحر الأبي! !

وهكذا نفذ علينا اليهود وتلاميذهم والمأجورون من جلدتنا المدربون في

مدارسهم الذين انصبغوا برجسهم وثقافتهم، فانصبغت مناهج الحياة في كثير من

بلادنا بصبغة مادية وثنية إلحادية بعيدة عن حكم الله فيما أنزل وخان المأجورون من

جلدتنا أمانة الله، ونبذوا كتابه ورفضوا حكمه وشريعته. وزعموا أن الإسلام ما هو

إلا مجموعة من العقائد والعبادات والشعائر، فهو مسألة لا تعدو أن تكون شخصية!! ...

وطبعاً إذا كان الدين لا يحكم شؤون الحياة فلابد أن تحل محله نظريات اليهود

وأفراخهم! ! وهكذا لم يبقَ معهم من الإسلام إلا مجرد الانتساب الذي هو كالصورة

وما أعظم الفرق بين الحقيقة والصورة! ! وكانت هذه وغيرها من الثمار المحرمة

لشجرة اليهودية العالمية.

٤- بشرى للمسلمين.. ولكن! :

هل تبقى هذه الأوضاع سائرة على وفق المخطط اليهودي في تأسيس مملكة

اليهود العالمية؟ !

لا شك أن الجواب: لا، دون تردد، فقد بشرنا رسول الله - صلى الله عليه

وسلم - بمعركة فاصلة بيننا وبين اليهود؛ فقال صلى الله عليه وسلم:

«لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ

اليهودي من وراء الحجر والشجر؛ فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله،

هذا يهودي خلفي، فتعالَ فاقتله إلا الغَرْقَد فإنه من شجر اليهود» متفق عليه.

ولكن ما دام الناس على إعراضهم عن عبادة الله بمعناها الحقيقي، فسيبقون

مسخرين لجميع أنواع المتحكمين فيهم من يهود أو ذيولهم، أما في الوقت الذي تقوم

فيهم (أمة) ترفع لواء الإسلام وتعيد سيرته الأولى فإن جميع مَن أمامهم من يهود

وأعوانهم لا يستحقون أكثر من وصف الجرذان.. فلا يخيف اليهود ولا أتباعهم

سوى العصبة المؤمنة العابدة لربها التي تجدد مجد أمتها وتعيد تاريخها وما ذلك على

الله بعزيز.


(١) دائرة المعارف الفرنسية تحت عنوان (توراة) .