الغرب وقضية البوسنة - الهرسك
إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم التركي
لو سأل إنسان نفسه: ما هي أسباب هذا الاهتمام بالمسلمين في البوسنة، هل
جاء هذا الاهتمام الغربي بالأخص الأمريكي من منطلق الضمير الإنساني الحي؟ أم
تراه بنصرة المظلوم والدفاع عنه؟ أم هو الدفاع عن حقوق الإنسان؟ أم هو
الوقوف في وجه الظلم والعدوان؟
ترى أين هذه العاطفة الإنسانية الغربية الأمريكية الجياشة عما يحدث للمسلمين
الآن في كشمير وفي فلسطين وفي الفلبين، في غيرها من بلاد المسلمين؟
إذا أمعنا النظر والتأمل في الأحداث ومجريات الأمور وظروفها نستطيع
معرفة بعض هذه الأهداف ولعل منها ما يلي:
١- أهمية المنطقة: ويكفي دليلاً على أهميتها أنها كانت السبب المباشر
والشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى وذلك فيما كان ولي عهد النمسا في
زيارة لعاصمة البوسنة والهرسك سراييفو فقام مجموعة من الشباب الصرب المنتمين
إلى منظمة الكف الأسود باغتيال ولي عهد النمسا فقامت على أثر ذلك الحرب بين
النمسا والصرب وهكذا بدأت الحرب العالمية الأولى.
٢- الخوف من قيام الجهاد في أوربا: فإن صمود المسلمين وتوجه قيادتهم
الإسلامي والدعم الشعبي الإسلامي، وإذا قام الجهاد في هذه المناطق لا شك أنه
سيكون شوكة في خاصرة أوربا.
٣- إثارة هذه الأحداث للشعور الإسلامي بالجسد الواحد يتمثل ذلك في الدعم
الشعبي الكبير للمسلمين هناك والذي تمثل في شعوب المنطقة العربية والمسلمين
بشكل عام.
فمقتل آلاف من المسلمين هناك يؤدي إلى سريان روح الجسد الواحد في الأمة، بينما قبل حوالي ثمانين عاماً وفي الحرب العالمية الأولى يباد هناك ٢٥٠ ألف
مسلم ولا بواكي لهم. فهو تطور خطير خلال ٨٠ عاماً في نظر الغرب.