من مشاهد الرباط في الأرض التي باركها الله حال أهلنا هناك، وحال إخواننا داخل سجون اليهود ومعتقلاتهم آيات بينات في جميل الصبر وطول المصابرة.
كانت أماني اليهود ـ وليس بأمانيهم ـ أن تتحول بلدات أهلنا في فلسطين إلى حظائر للدواجن يعيش فيها أهلنا استسلاماً للأمر الواقع، واعترافاً بواقع على الأرض طال أمده، ولكن هذه المواجهات المتتابعة تعلن الرفض، وتستعلن بالهوية، وتحفر خنادق عميقة بين أهلنا في فلسطين، وبين أماني اليهود باحتوائهم وتدجينهم، وتلفت نظر العالم إلى أن أصحاب الحق لم ينسوا حقهم أو يتخلوا عنه.
إن هؤلاء الذين يخوضون غمرات المواجهات مع الآلة العسكرية اليهودية شباب ولدوا وتفتح وعيهم على هذا الواقع، ولكن وعيهم بقضيتهم أوسع من أعمارهم وأقوى من قواهم، وكانت نتيجة هذه المواجهات المتطاولة والرفض المستمر شهداء قضوا نحبهم، وأسرى في سجون اليهود يعانون ألم الأسر ومرارة الصبر. فقدوا حريتهم؛ لأن حرية أمتهم هي قضيتهم، ومدافعة العدو جهادهم، والأسر في سجونه هو رباطهم. إن مصابرة إخواننا في هذه السجون شهادة حياة لهذه القضية، وإعلان بأن هذا الشعب مستعصٍ على الاحتواء والتدخين والإخضاع.
وإنا لنحتسب لهم في سجونهم أجر المرابط في سبل الله، ولَرِباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها.
ونسأل الله أن يربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم ويمدهم بمدد من عنده، وأن يقر أعيننا وأعينهم بنصر قريب وفتح مبين.