للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بريد القراء

قراءة ثانية في (البيان)

الأخ الفاضل رئيس تحرير مجلة البيان، حفظه الله ورعاه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

فعن قناعة أكيدة بسلامة المنهج الذي تسير عليه مجلة (البيان) ومن منطلق

الشعور بالمسئولية تجاهها، اكتب إليكم عن قراءتي الثانية بعد أن فرغت من

مراجعة الأعداد الأخيرة، وزادني ذلك ثقة بالمجلة وقدرتها على التميز، ومحافظتها

على شخصيتها المستقلة بين شقيقاتها من المجلات الإسلامية التي تصدر في عالمنا، بل وعلى قدرتها الفائقة على الانتشار ودخولها إلى مكتبات الشباب المسلم -

ضمن مناطق توزيعها - رغم أننا نعرف أنه لم يكن لها سابق دعاية قبل صدورها

أو بعده.

ونحن القراء نسأل الله تعالى لكم ولأسرة البيان والمنتدى الإسلامي مزيداً من

النجاح والثبات لأداء رسالتكم التي نذرتم أنفسكم لها، ونسأله القبول وحسن القصد

والصواب.

قرأت الأعداد الأخيرة، وأعدت مراجعتها قبل الكتابة إليكم، لأعبر لكم عن

مدى ما نجده من تأثير لها في النفوس من خلال الحديث والمساءلة عن هذا (البيان) .

فقد حفلت الأعداد الأخيرة بمجموعة طيبة من البحوث المتنوعة والدراسات

الجادة في مجالات العقيدة والعبادة والثقافة الإسلامية والفكر التاريخي، إضافة

للأبواب الثابتة عن الخواطر الرائعة في الدعوة، ومشكلات المسلمين وشؤونهم في

شتى ديار الإسلام وفي ديار الغربة ... وبرزت أسماء جديدة في المجلة تؤثر على

مدى ثقة القارئ والكاتب المسلم بالمجلة التي لم تتجاوز عامها الثاني من عمرها

المبارك الميمون بإذن الله تعالى.

وحسبنا أن نشير هنا إلى الدراسة القيمة (وإذا قلتم فاعدلوا) التي نشرت

على صفحات العددين الخامس والسادس، وفيها أقام الكاتب - جزاه الله خيراً -

موازين العدالة لتكون (مفتاح الحق وجامع الكلمة) فلعله يتحفنا بدراسات أخرى.

وفي العددين السادس والسابع وجدنا بحثين في النبوة والرسالة ودور العقل

البشري، يبدو أنهما جزء من سلسلة مقالات لم تنشر بعد، فلعلها تكتمل لتعطي

صورة كاملة عن البحث، ولعل الباحث -حفظه الله - يتابع جهده في ذلك.

وكانت لفتة طيبة في العدد الثامن، بقلم الأخ مدير التحرير، إلى منهج

البحث والتحقيق، وضع فيها النسبة الصحيحة بين المتن والهامش في تحقيق

النصوص ونشرها؛ وفي الكتابة المتخصصة.

وكان إخوانكم القراء ينتظرون في المجددين المعاصرين أن يجدوا بينهم اسم

شخصية إسلامية لها مكانتها في النفوس وفي الدعوة الإسلامية، وهي شخصية

المودودي رحمه الله، فلا يزال التساؤل قائماً عن سبب غياب اسمه، ومكانته في

هذا المجال مرموقة.

وجميل أن تتابع المجلة نشر تعريف ببعض أعلام الفكر الإسلامي ومؤلفاتهم

الرائدة، كما-فعلتم في العدد (١٢) عن الإمام محمد بن الحسن وكتابه، وحبذا لو

تابعتم نشر مقالات أخرى في هذا الجانب لتكون منارات مضيئة أمام القراء.

ونأمل أن نرى مرة أخرى عودة بعض الأبواب التي خلت منها أعداد المجلة، من ذلك: مشاهداتي في بريطانيا، وحبذا لو تتسع الدائرة لمشاهدات من بلاد

غربية أخرى، لتتضح الصورة والوجه الآخر للحضارة الغربية الخادعة، وكذلك (من مشكاة النبوة) ، فهي زاوية تصل القارئ بمصادر دينه وتبين مكانة السنة في الهداية ... فحبذا لو كان ذلك باباً ثابتاً في المجلة ويسبقه باب آخر عن آية كريمة من نور كتاب الله تعالى.

وسبق أن نشرتم قصيدتين في موقفين رائعين لبعض شعراء الدعوة الإسلامية

فيها شيء من الطرافة والعناية بالأدب الإسلامي، فمزيداً أيها الأخوة الكرام ...

ولتكن هذه الكلمات إشارة لبعض ما لفت الأنظار في المجلة مع ما فيها من أبواب

ثابتة نافعة إن شاء الله.

وأخيراً حبذا لو أعطيتم مزيدا من الاهتمام بالإخراج الفني للمجلة، فمثلاً في

بعض (الشذرات) تبدأ القطوف بسطر واحد في أسفل الصفحة وتتمته في الصفحة

التالية، ولعل المخرج يتمكن من جعلها في صفحة واحدة، فهو أكثر جمالاً للصفحة، كما أنه لا يكون جميلاً بدء سطر ناقص في آخر الصفحة.

وقد فاتني أن أشير إلى أنني لست مع الأخ الذي يقترح عدم نشر رسائل

القراء التي فيها شيء من المدح للمجلة، بل مزيداً من ذلك، ونحن على ثقة بأنكم

لا تسعون لذلك، فليكن هذا من باب عاجل بشرى المؤمنين ...

ومعذرة إن كنت أطلت وأثقلت.. ولكم خالص دعواتنا، والسلام عليكم

ورحمة الله وبركاته.

أخوكم: محمد عبد الله آل شاكر