[الانطلاقة الكبرى]
شعر: محمد ظافر الشهري
كابد القيدَ لحمُها والعظامُ ... وبنو قوها شِباعٌ نِيام
هي في الأسر والهوان حَصَانٌ ... لم يدنس جنابَها الظلام
كلما أصبح الصباحُ عليها ... حملتها وقيدَها الأقدام
فتطيل الوقوف تنشدُ نوراً ... فلقد ساد ليلَها الإعتام
فإذا استيأست.. جثت، فقُواها ... أنهكتها القروحُ والآلام
وأشدُّ العُجابِ أن ذويها ... يشهدون العذابَ وهي تُسام
ذي فلسطينُ في القيود تنادي ... وتطيل النداءَ.. وا.. إسلام
بعد أن سلَّمت مقاليدها الفا ... روقَ أضحى يسوسها الحاخام
فأُذيقت من العذاب صنوفاً ... كتبتَها ... فكلت الأقدام
واستمات اليهود في ضيمها جُبـ ... ناً، ولكنما الجبان يضام
وإذا قصَّرت سهامُ يهودٍ ... ساندتها من الصليبِ سهام
أين منها الرجال يُعْنُون بالعر ... ض، وان كان دونه الإعدام
كم حلمنا بردها وبكينا ... ثم خابَ البكاءُ والأحلام
لن يُذِلَّ اليهود رقصُ سعادٍ ... أو تغني - فيُصرعون - هيام
كيف يرجى لنجدة القدس من ... قد أثقلته الذنوبُ والآثام
قد أضعناكِ يا فلسطينُ لمَّا ... فتنتنا الخمورُ والأنغام
وشعار القرومِ كلَّ زمان ... لا يَفُلُّ الحسامَ إلا الحسامُ
ما أضاع الأميُر من أرضها شبـ ... راً فما كان شأنه الإجرام
غير أن الجدود كانوا عمالي ... قاً.. وقد جاء بعدهم أقزام
ضيع الخَلْفُ قدسهم ونَسَوها ... وتتالت عليهم الأعوام
يذكر القدس في المحافل يومٌ ... كل عام.. وتُعرض الأيام
وكأن الجهاد صار مباحاً ... بعضَ يوم وما عداه حرام
غير أن الجهاد في ذلك اليو ... م أغانٍ مثيرةٌ وكلام
وخلال الظلام شب ضياءٌ ... فتلاشى بنوره الإظلام
فعتاد المجاهدين حصاةٌ ... ودروع المجاهدين لثام
فتذكرتُ وعد خيرِ رسولٍ ... صلواتٌ تحفُّهُ وسلام
فكلام النبي ليس وربي ... تعتريه الشكوك والأوهام
سَنَحُسُّ اليهود نحصدهم حص ... داً.. وتنهار عندها الأصنام
وتسود البلادَ رايةُ حقٍ ... رايةٌ تنحني لها الأعلام