نصوص شعرية
[السحاب في معتقل القيظ]
علي الغامدي
شفتان مرهقتان من وجعين قد دهماهما! ..
وجع السؤال المرّ.. مع وجع الجوابْ! !
فالقيظُ أشعل نارهُ
وبنى مدائن للسرابْ
قيظٌ تربعّ في العيون وشدّ أرقةَ العذابْ!
جمع المعاول ثم علّمها الخرابْ! !
ويداه تمتهنان زرعَ العقم في رحم الترابْ!
كم ظلّ يحلم أنه سيشيد معتقلاً ليُسكِنه السحابْ..
فالقيظُ غايته الخرابْ
مازال يخدعه السرابْ
شفتان والينبوعُ وارتْه السلاسلُ والقيودْ..
والقيظُ فجّر سوطَه ينبوعَ دمْ!
رصفتْه أشلاءُ الأباةْ
لم تسمع الجدرانُ رغم السوط آهْ! !
فتعلمتً معنى الحياة
والسوط لا يدمي سوى كبد البغاةْ!
أصغى الجدارُ لعله يحظى بآهْ..
فبكى وسالت دمعتاهْ:
ما المجد إلا للأباةْ..
حتى وإن مكث الذبابُ هنيهة فوق الجباهْ.
شفتان والأقدام تفترش العظامْ..
همجيةُ الأقدام تجتاح السنابلَ في انتقامْ!
وتجاهلتً أن السنابل لا تموتْ..
من كل سنبلة سينبت ألفُ سنبلة ويخضَرّ الحطامْ! !
وغد السنابل لن يفكّ لثامَهُ غيرُ الحسامْ!
لا نفع من جيش الكلامْ..
مالم يُسطّرْهُ الحسامْ
في الفجر تنتفضُ العظامْ..
لتهزّ أفئدةَ الطّغامْ
في الفجر يحلو الإبتسامْ
شفتانِ والرسخ اختفى والقيدُ ملّ..
وقوافلُ الكلمات ألهبَها الحصارْ..
حتى غدتً في لجة الأمواج للساري فنارْ!
نور ونارْ
والنار في الظلماء تزداد استعارْ
والنور لا يخبو إذا ما اشتد في الليل الحصارْ
فالنور ناصية النهارْ!