[التاريخ الإسلامي: زاد]
بقلم: زهرة الإبراهيمي
لقد وهب الله (عز وجل) الطفل قدرات ذهنية وعقلية عالية تتمثل غالباً في
ملكة الحفظ.. ولا غرو في أن أطفالنا يحفظون أسماءً.. وقصصاً كثيرة..، أسماء
شخصيات اجتماعية، وسياسية، وفنية وهي الغالبة وقصصاً خرافية وبطولية ربما
سمعوها أو شاهدوها أو قرؤوها في إحدى الوسائل الإعلامية.. وهذا في حد ذاته
أمر معتاد.. ولا يدعو للدهشة.. ولكن الغريب أن هذا الطفل الذي يمتلئ ذهنه بهذه
الأسماء والأحداث ربما لا يعرف إلا النذر اليسير عن الشخصيات الإسلامية
التاريخية ... ماذا يعرف أبناؤنا عن خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص؟ وماذا
تعرف بناتنا عن الخنساء أو سمية بنت الخياط أو..؟
ولا شك أن التاريخ الإسلامي كان هدفاً لأعداء الأمة من مستشرقين
ومستغربين.. بداية من جورجي زيدان وانتهاءً بالمسلسلات التاريخية الهابطة،
التي تشوه الحقائق والأحداث. لقد عرف أعداؤنا أن الشعب الذي لا يملك ماضياً هو
بالتأكيد لا مستقبل له، وشاهدوا ولمسوا قوتنا النابعة من معين التاريخ الإسلامي
الصافي، من نماذجه المشرقة، من تضحيات أفراده: من صفحات التاريخ وجد
هذا التراث الهائل من القيم والأخلاق. أيتها الأم المسلمة في البيت، أيتها المعلمة
المسلمة: نحن نعد جيلاً مسلماً نريد منه أن يحمل الأمانة، أمانة الدين وأمانة
التاريخ، وهذه بلا شك رحلة مضنية وشاقة يلزمها الكثير من الصبر والكثير من
الجلد.
ولا شك أن التاريخ لن ينسى صبرك وجلدك في سبيل المحافظة عليه! !
وليكن التاريخ الإسلامي الصحيح هو زادك والمعين الذي تسقين منه هذا الجيل
المتعطش للمبادئ والقيم السامية، إننا نقف على ثغر من ثغور الإسلام، فحذار أن
يؤتى الإسلام من قبلنا..