للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوار

لقاء مع فضيلة رئيس المشيخة الإسلامية

في كوسوفو المسلمة

كوسوفو منطقة إسلامية مازالت ترزح تحت نير الاستعمار الصربي بعد تفكك

جمهورية يوغسلافيا، وعند ما أعلن برلمانها في أيلول ١٩٩١ م الاستقلال ونصب

زعيمهم (د. إبراهيم دوغوفا) ، قامت حكومة الصرب بالغاء حكمها الذاتي وربطتها

بالحكومة الصربية مباشرة وسامت أهلها سوء العذاب ومازالت، وسبق أن تطرقنا

بالتعريف بهذه المنطقة المسلمة مع بيان لمخطط التدمير الصربي لها في العدد (٧١) .

ويسرمجلة «البيان» في سبيل التعريف بهذه المنطقة ورموزها المشهورين،

اللقاء مع فضيلة رئيس المشيخة الإسلامية بكوسوفو د. رجب بويا، حيث يحدثنا

عن واقع المسلمين ومعاناتهم وما يحتاجونه من دعم وتأييد، والدور المنتظر من

إخوانهم المسلمين لنصرتهم.

-البيان-

بطاقة تعريف

وُلد في مدينة كلينا بكوسوفو، ودرس فيها إلى المرحلة المتوسطة، ثم حصل

على درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد كانت بعنوان

«الألبانيون والإسلام» ، ثم حصل على الدكتوراه وقد كانت بعنوان «المسلمون في يوغسلافيا» .

* ما هي أهداف زيارة فضيلتكم إلى بريطانيا، وهل أنتم مرتاحون لنتائجها؟

في الحقيقة الزيارة هي للتعرف على المراكز الإسلامية والجمعيات والاستفادة

منها في العمل الإسلامي، لا سيما أنها في أوروبا وهي قريبة منا، وقد استفدنا

كثيراً من حيث التنظيم والعمل.

* نرجو لو حدثتمونا عن أبرز التطورات في كوسوفو في الفترة الأخيرة.

إن قضية كوسوفو شبيهة بقضية فلسطين، هي الآن محتلة من قبل

الصرب وكوسوفو هي أصلاً جزء من ألبانيا، وقد قاموا باقتطاع هذا الجزء، علماً

أن سكان كوسوفو من الألبان المسلمين يشكلون نسبة ٩٠ % وفي كوسوفو ١٠٠

ألف جندي صربي، ومن قبل كان الوضع لابأس به اقتصادياً ولكننا الآن صرنا

نُعاني من أزمات اقتصادية لاسيما بعد تسريح ٢٠٠ ألف عامل من أعمالهم في

المصانع والدوائر الحكومية والمستشفيات وغيرها من المرافق.

* هل ملئت هذه الأماكن بالصربيين أم تركت فارغة؟

إن الصرب يشكلون نسبة ٥ % من السكان، وإن كانوا يحاولون بعد

إخراج الألبان من أعمالهم أن يسدوا العجز بغيرهم، ولكن بقيت الكثير من الأماكن

فارغة، ومازال الحال هكذا بلا تغيير حتى الآن.

* هل هنالك فرق بين الصرب في ألبانيا والصرب في صربيا، لأن هنالك

من يفرق بينهم؟

نعم في السابق كانت هنالك فروق بين الصرب المقيمين في كوسوفو ومن

هم داخل صربيا، ولكن مع التغيرات انقلب الصرب في كوسوفو وصاروا

كالصربيين خارجها في معاملتهم مع المسلمين.

* ما هو الموقف الذي لمستموه من الدول الإسلامية تجاه محنتكم؟

إلى الآن لا نكاد نرى شيئاً من الدول الإسلامية، لا مساندة سياسية ولا

اقتصادية، وحتى الإعلامية قليلة جداً.

* وهل ينطبق نفس الكلام على الجمعيات الإسلامية وهيئات الإغاثة؟

هنالك من الجمعيات من قامت بالمساعدات البسيطة جزاهم الله خيراً وكان

من الواجب أن يقوموا بأكثر من ذلك.

* ما هو المشروع الأبرز الذي تودون أن يقوم به المسلمون؟

الشيء الذي نطلبه من إخواننا جميعاً أن يقوموا بالتعريف بقضيتنا، وبهذه

المساندة يستطيعون تدارك موقف إخوانهم قبل أن يضعفوا، ونود أن تكون المساعدة

في التعليم والصحة والعمل الدعوي الإسلامي، علماً أنه لدينا والحمد لله مدرسة

ثانوية شرعية فيها ٤٥٠ طالباً، وكلية للدراسات الإسلامية بإشرافنا، ولكن هذه

المؤسسات تحتاج إلى دعم مادي حتى تؤدي رسالتها، وكذلك عندنا ٢١ مركزاً

إسلامياً تحت إشرافنا.

* معلوم أن قيمة كفالة الدعاة تختلف بين بلد وآخر، فهل يمكنكم أن تعرفونا

عن القيمة لكفالة داعية في كوسوفو؟

لقد اتصل بنا عدد من الجمعيات لكفالة دعاة وأئمة مساجد، والحمد لله لم

نطلب منهم ما يعطى للدعاة الآخرين في الدول الأوربية، فيكفي الداعية مبلغ

(٢٠٠) دولار أمريكي شهرياً.

* إن الأمة البوسنية قد دخلت في منعطف جديد بعد إعلان الحكومة البوسنية

المسلمة الاتفاق مع الكروات الكاثوليك، ماذا ترون في هذا الاتفاق وانعكاساته على

الأوضاع في كوسوفو؟

إن إخواننا في البوسنة أعلم منا بوضعهم واستراتيجيتهم وسياستهم نحوها

ولا أستطيع أن أقول شيئاً لعدم اطلاعي على الموقف من قريب، ولكني أقول إنهم

يعملون جاهدين لحمل أمانة بلادهم ومسؤولياتها، نسأل الله لنا ولهم التوفيق والسداد.

* هل هناك نشاط بارز للدعاة لرد العدوان الصربي في المدى الطويل؟

نحن في المشيخة الإسلامية ليس لدينا دعاة من الخارج، فكل الدعاة من

الداخل وكلهم من الإخوة الألبان، وهم مع المسلمين في أمورهم الدعوية والسياسية

والاقتصادية ويعملون مع الناس ويساعدوهم في إخراج البلاد من هذه الأزمة،

والكل يعمل ويجتهد.

* ما هي الحجج التي يتذرع الصرب بها في احتلالهم لكوسوفو؟

إنهم يقولون إن كوسوفو مهد الصرب، فهم من حيث الموقع يرون أنها

صربية، وأن الألبان في زعمهم ما هم إلا جالية جاءت من ألبانيا من قبل الأتراك

العثمانيين، وهذا الأمر يُصرح به تارة ويُلوح به تارة أخرى، وهم أيضاً يطمعون

في أراضي كوسوفو الخصبة والغنية من ناحية الخيرات، فهم يزعمون أنهم ضحوا

فيها بالدماء خاصة في حربهم مع العثمانيين ويقولون: لا حق للألبان في هذه

الأراضي، وقد حضروا من ألبانيا ولكننا نعتبر أنفسنا من أصل السكان، ولسنا

جالية، ونحن مسلمون منذ أجدادنا وهذه هي الحقيقة.

* كلمة أخيرة لقراء المجلة؟

إن كلمتي لإخواننا هي أن يقوموا بالدور الإعلامي لإبراز قضيتنا والقضايا

الإسلامية الأخرى، وكذلك مساعدة إخوانهم بكل ما يستطيعون.