للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

[تتحدث عن نفسها]

شعر:أسامة أنور عيسى

كيف الحياةُ؟ تعطلَتْ كلماتي ... وُئِدَتْ على جسرِ الشفاهِ حياتي

قد كنْتُ في ثغرِ الجدودِ يمامةً ... خفّاقةَ الأجناحِ والنبضاتِ

محبوبةً، منطوقةً، مسرودةً ... ممزوجةً بالحبِ والصلواتِ

أنا صاحبي نهرٌ لذيذٌ لفظُهُ ... يهدي إليك روائعَ الحسناتِ

أهملتني ورميْتَ كلَ حلاوتي ... للصمتِ والنسيانِ كالأمواتَ

فإذا أتيتُك من فؤادٍ مسلمٍ ... ألقيتَ بي في سلةِ العثرات

آهٍ لماذا تستبيحُ كرامتي ... وتدمرُ الخيراتِ بالهفوات؟

وإذا عطفْتَ عليّ يوماً لم تقلْ ... إلا كُلَيْمَةَ كارهٍ أو عاتي

هذا السلامُ بساحتى يمحو الوغى ... ويزيلُ حقداً من فؤادِ عِدَاتي

والرحمةُ الخضراءُ تغمرُ ساحتى ... لتصبّ ضوءَ الحبِ في الظلمات

وتقاومُ الكرهَ الدفينَ بحاقدٍ ... وتمد دفءاً في قلوبِ قُساةِ

يا ظالمي عدلاً فإنّ تشتتي ... سمٌ تسللَ في مسيلِ فُراتِ

أنا دعوةُ الهادي لنشرِ محبةٍ ... أفشو السلامَ لرائحٍ أو آتٍ

لا تهجروني للزمانِ برطنةٍ ... كمشعوذٍ في أقبحِ الجلساتِ

تتلقفونَ من الفرنجِ تحيةً ... (ولْكَمْ) تعربدُ في ربيعِ حياتي

لا عِمْ صباحاً في الصباحِ تحيتي ... لا عِمْ مساءً في المساءِ لغاتي

فسلوا القُرانَ وقد أتيتُ بلفظِهِ ... مغموسةً بالطهر والرحماتِ

وسلوا الجنانَ أنا الرحيقُ بثغرها ... وفراشةٌ آبتْ من الزهرات

وسلوا الصحابة كيف كنت أُظلّهُمْ ... بالحل والترحالِ والصلواتِ

قُلْ كيفَ تحيا يا أخي بين الورى ... وَتَحَجّرٌ بالفعل والكلمات

فامسكْ زمامي كاملاً وانطقْ به ... تجدِ الوئامِ يطوفُ بالطرقاتِ

فأنا السلامُ ورحمةٌ من خالقي ... فانزلْ بساحي تمتلكْ بركاتي