للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص شعري

رسالة إلى مجاهد [*]

شعر: فيصل بن محمد الحجي

أشرعتَ في وجههم رمحاً فما قدروا ... أن يكسروه وهم في دارهم كُسِروا

أصبحتَ طوداً على أنفاسهم وغدا الس ... جان في إمرة المسجون يأتمرُ

رموك في حفرة فارتدّ باطلهُم ... واكتظت الحفرة الملأى بمن حفروا

بالرغم من فرحتى يبقى بذاكرتي ... ذاك السؤال الذي قد شابَهُ الكدَرُ:

إن عدتَ من أسرك الموقوت هل رجعتْ ... من أسرها أمتي العزلاء يا نمرُ؟

قد غيّبوها لتغدو الأرضُ غابتَهم ... تسعى الوحوش فلا تبقي ولا تذرُ

غابت فكشّرت الأصنام ساخرةً ... لمّا رأتْ أمة التوحيد تندحرُ

غابت وذنبك يا موسى محاولة ... لكي تعود إلى ميدانها مضرُ

مذ غاب عنها لواء (المصطفى) قَبَعَتْ ... خجلى على ضِفّةِ التاريخ تنتظرُ

قد كان (عنترة) المغوارُ فارسَنا ... قد كان لكنه كالوهم يندثرُ

تلقاه يستطلع (التلفاز) منبطحاً ... وقد سَبَتْ عقلَه الأشكالُ والصورُ

في غفلة يحلبُ (الريموتَ) منذهلاً ... عن حب (عبلة) لا عشقٌ ولا وطرُ

ولا زئيرٌ بظهر الخيل صاهلةً ... ولا سيوفٌ كشُهْبِ الليل تنحدرُ

وتلك (عبلة) والأطفال في سغَبٍ ... في موكب (الخبز) في الطابور تنعصرُ

لعلها بعد لأي في مذلتها ... يجني بنوها رغيفَ الخبز إن قدروا

قد كان (خالدُ) سيفُ الله قائدنا ... وكل غاز لنا بالرعب ينجحِرُ

لكن أحفاده هانوا فهان على ... أعدائنا البطش والطغيان والصعَرُ

يا ويحهم سَرَبُ الضحضاح يغرقُهم ... وفي خضمّ الردى أجدادهم مخروا

رُبّوا كتربية الجرذان حين دنا ... سقفُ المذلة كالأقزام قد قصروا

رُبّوا كما شاء (حاخام) اليهود لهم ... حتى يكون لإسرائيله الظفرُ

هُبّي (حماسُ) فما في القوم من أمل ... من بعد ما رضعوا الإذلال بل سكروا

من بعد ما عاد (فرعون) الجبان إلى ... طغيانه وعبيد الغيّ قد سدروا

يلغون يلغون لا يُصغي لهم أحد ... ومن يصيخ لأصفار وإن كثروا..؟

هذي الديار بها سارت مواكبنا ... بالعز والخير حتى جَلّت السّيَرُ

واخضر صخرُ بواديها التي ازدهرت ... من حين كبّر في أجوائها (عمرُ)

كم شَدّ في (الحرمين) الحقّ رايتنا ... في ظلها ننقذ (الأقصى) وننتصرُ

لا تعبئي برموز البخل إن حبسوا ... عنكِ المعونة ها قد أورق الحجرُ

لا تعبئي بحشود الكفر إن قتلت ... أسخى رجالكِِ فالأطفال قد كَبِروا

فالله أقوى وإن شدوا وإن حشدوا ... والله أدرى وإن كادوا وإن مكروا

***

موسى رجعتَ إلى الميدان منتصراً رغم الألى نكثوا بالعهد أو غدروا

فارفعْ عصا الحق واضربْ لا تجامل مَنْ قد أحبطوا ثورةَ الأشبال أو نخروا

وقأل لهم: بعصا (موسى) سنفضحكم كما أذلت عصا (موسى) الألى سحروا

ــ

(*) أعني المجاهد الفلسطيني العائد من الأسر تحرراً الأستاذ موسى أبو

مرزوق، وفقه الله.