للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

[العراق المتهدم]

أيمن إبراهيم شحاتة

دعها تجودُ بدمعها الأقلامُ ... وتخُطّ شعراً كُلّهُ آلامُ

جاء الأُلى نادوا بهدم عراقنا ... وسلامهم في حربها الآثامُ

بغدادُ تبكي إذ يروّعُها ضُحىً ... صوتُ القذائف والشعوبُ نيامُ

ما لي أرى أشتاتهُم لهمُ على ... آبارِ بترولِ الخليج زِحَامُ؟

الأهل يشكون المذلّة والفنا ... إذ أسلمتهم للشجون لِمامُ

في كلّ ربع في ديارهمُ ترى ... أُمّاً تولول حولها أيتامُ

يا مجلسَ الأمن الذي في ظلّه ... قُتِل السلام وأُشْهِرَ الصّمْصَامُ [١]

يا صوت أمريكا وبوقَ الغرب كم ... صدرت بقتل شعوبنا الأحكامُ؟

ما لي أراك متيّماً في حُبّنَا ... جهراً وفي طيّ الفؤاد ضِرامُ؟

صدّامُ يا بطلَ القضية دُلّنا ... أين العروبةُ منك والإسلام؟

في ظلّ عالية القصور بمأمن ... والأهل تاهوا في القفار وهاموا

أوَ قد ظننتَ بأن حصنَك مانعٌ ... من بأس ربّك؟ بئست الأوهامُ

يا ألفَ مليون وما فيكم سوى ... صوتٌ جهورٌ والديارُ حطامُ

سيروا على درب الكفاح وجاهدوا ... جند العدوّ فإنهم ظُلاّمُ

يا أيّها المليارُ أين فتوحُكُم؟ ... أم أين فارس مجدنا المِقْدامُ

ما لي أناديهم فيسعِفُني الصدى ... أتُرى تولوا في الورى أم نامُوا؟

كانوا بظلّ الدين أسيادَ الورى ... فالآن هم في ذلهم أنعامُ

تلك الثريا في الثرى قد أُقبرت ... وتساقطت من فلكها الأجرامُ

غابت رماحهمُ، وأُغْمِدَ سيفُهُم ... وخلت ضُحىً من أُسْدِها الآجَامُ


(١) الصمصام: السيف المعد للقتل.