المسلمون في الفلبين
كان لا يزال القتال الذي اندلع مؤخراً في مديرية - بيكيت - محافظة كوتا
باتو الشمالية بين مجاهدي جبهة تحرير مورو الإسلامية وبين القوات المسلحة
الفلبينية مستعراً طوال شهر رمضان المبارك بشكل متقطع، حيث قام المجاهدون
بتنفيذ ثمان عشرة عملية جهادية فدائية خلال الشهر المعظم حول المديرية المذكورة
وضواحيها، وقد أسفرت هذه العمليات الجهادية الفدائية عن مقتل أكثر من ثلاثين
جندياً حكومياً، وتدمير ثلاث سيارات عسكرية، وإحراق عدد من خيام القوات
المسلحة الفلبينية، كما غنم المجاهدون أربع عشرة قطعة من الأسلحة الأوتوماتيكية
الأمريكية الصنع..
وأما العدو: فقد انتقموا - كعادتهم - من المدنيين الأبرياء، وقصفوا القرى
الإسلامية المجاورة الآمنة، كما ركزوا قصفهم على مديرية باجالونجان المجاورة،
علماً بأن ٩٩% من سكان هذه المديرية من المسلمين، لذلك أمطروها بمدافع الهاون، وقد هرع المسلمون إلى مخابئهم بجوار بيوتهم، ورغم كثافة عملية القصف فلم
يصب أحد منهم..
مديرية تولونان - محافظة كوتاباتو -
كان القتال في هذه المديرية وما حولها شبه مستمر خلال الشهر المبارك، وقد
سجل المجاهدون في هذه المديرية وضواحيها ثمانى عمليات جهادية فدائية، وكان
آخرها في ليلة السابع والعشرين؛ لأن المجاهدين أرادوا إحياء ليلة القدر بالقتال في
سبيل الله، وقد تمنى كثيرٌ منهم الشهادة أثناء تلك الليلة المباركة، وقد هرب جنود
العدو بعد أن قتل منهم ثلاثة عشر جندياً.
التطورات السياسية
تصر حكومة أكينو على تنفيذ ما أسمته الحكم الذاتى للمسلمين، وقد أجرت
مؤخراً انتخابات لمسئوليات مكونة من المحافظ العام ونائبه وعدد من أعضاء مجلس
النواب، وتجرى الاتصالات حالياً بين الفائزين في الانتخابات لتكوين وزارة للحكم
الذاتي المزعوم.
وسبق أن رفضت جبهة تحرير مورو الإسلامية هذا النوع من الحكم الذاتي،
وهي مصرة على رفضه وتعتبره جهازاً دعائياً لتضليل الرأي العام المحلي والعالمي.
وقد أعلنت جبهة تحرير مورو الإسلامية رفضها لهذا الإجراء المنفرد من قبل
حكومة أكينو، ولن تعترف بما أسمته الحكم الذاتي للمسلمين، كما لا تعترف
بحكومة الفلبين في مندناو نفسها، وهى تعتبر السلطات الحكومية في المنطقة
سلطات احتلال مثل السلطات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة.
وأعلنت جبهة تحرير مورو الإسلامية بقيادة الأستاذ سلامات هاشم أنها ستسعر
جهادها في سبيل الله في الميدان وليس في الصحف والإذاعات، إلى أن تتحرر
أرض مورو من دنس الحكومة العميلة، وأن يقوم الحكم الإسلامي في هذه البقعة
بإذن الله تعالى، لأن النصارى الظالمين لوثوها بدنس التثليث والكفر والخنازير،
والخمور، والبغايا، والمخدرات، والقمار، والسرقة، وغيرها، فما كانت المنطقة
تعرف تلك الأشياء لولا استيطان النصارى فيها.