يقول.. إننا أحياناً نحقن الفأر بمادة تستفزه.. ثم ندرس إمكانية أن يكون الفأر
صالحاً للتجربة بمعنى أن نتعرف عليه وعلى إمكاناته.
ذهب بي التفكير مذاهبه.. وتساءلت هل من الممكن أن يصبح الإنسان
فأراً.. للتجربة.. بل يصبح مجتمع بأسره فئران تجارب؟ ! تذكرت حادثة.. وأنا أسرح في مذاهب التفكير.. حدثت في بريطانيا.. وأصبح لها ضجيج
عجيب.. وذلك أن رجلاً تافهاً لم يكن معروفاً أخرج كتاباً يشتم فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويتكلم في القرآن.. فأصبح اسم هذا الكاتب على كل لسان.. خرجت مظاهرات لم تشهدها مدن بريطانيا من قبل.. وكانت مظاهرات احتجاج من المسلمين في بريطانيا، ثم تتابعت الأيام وإذا بوسائل الإعلام تكشف أمراً عجيباً.. وخصوصاً في ظل أحداث أزمة الخليج.. لقد استفادوا من ذلك الكتاب.. وذلك المؤلف.. كما يستفيد الباحث.. يحقن الفأر.. لكي يتعرف عليه.. لقد حقنوا المسلمين بكتاب رشدي فثارت ثائرة المسلمين وتحركوا
ونظموا.. وكان الباحث آنذاك يراقب السلوك يحدد الإمكانيات والبواعث وحجم الخطر ومواطن الضعف والقوة.
قسماً أيها القارئ؛ إنني لا أضخم الأمر إنهم يراقبون.. ويدرسون..
ويخططون. ونحن لا نراقب.. ولا ندرس.. ولا نخطط.. بل جل أمرنا أن
ننفعل.. أن نصيح هنا وهناك.. نستنكر.. ونشجب وتتحرك المسيرات.. ثم ماذا بعد ذلك، ليس هناك هدف.. لأنه لم تكن هناك مقدمات.. دراسة.. وتخطيط.. فسرعان ما يخبو اللهب.. وينطفئ.. وتعود المياه إلى مجاريها.