المنتدى
[بناء جيل]
حمود بن عبد الرحمن الصايل
لكي تقوم الأمة الإسلامية من رقدتها وتعود إلى مجدها وعزتها لا بد من بناء
جيل جديد بعد تجديد بناء جيل حالي، جيل أهدافه محددة واضحة، جيل يتجدد في
فكره وعواطفه، جيل لا يخرج بمنهجه من إطار هذا الشرع القويم، جيل يتجدد
عند كل خطأ. وهمته لا تتغير في هذه الحياة مع مرور الأيام وعند التعثر بالعقبات،
لا يعرف الرضى بالعجز ولا يقع نهبة لليأس، جيل لا ينخدع بالمظاهر ولا
بالمناصب، يعرف متى يتكلم وفي أي شيء يتكلم، وما فائدة هذا التكلم، ويعرف
متى يسكت وما فائدة سكوته وما ضرره؟ ويكون معيار سكوته هذا الدين القويم. لا
يكون خاوي الجعبة من العلوم، يعرف من أين يصعد؟ جيل يعرف كيف يتعامل
مع النصوص وإذا كان لا يعرف فإنه يتعلم، جيل يؤمن بهذه الآية حقيقة الإيمان:
[ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ] (النحل: ١٢٥) يعرف ما هو
الإيمان؟ يضع نصب عينه قوله - تعالى -: [وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ] (الأنفال: ٣٩) . جيل يوظف طاقاته كلها بلا استثناء،
باختلافها من شخص لآخر ومن جماعة عن جماعة ومن طبقة عن طبقة في خدمة
هذا الدين الشامل لجميع شؤون الحياة، لا بد لهذا الجيل باختلاف أشخاصه وطبقاته
وجنسه أن يعرف من أين يبدأ، وأي طريق يسلك؟ عندها وعندها فقط يصبح كل
فرد في هذا المجتمع له دور فاعل، عندئذٍ نعرف أخطاءنا السابقة التي نعتقد أن
بعضاً منها نفعله على صواب، في هذه الأثناء نجد أننا وضعنا بعض أخطائنا
طويلاً على شماعة اسمها الغرب. عندها نسترجع مجدنا وعزتنا بإذن الله.