نصوص شعرية
[عندما تعود الريح]
د. محمد بن ظافر الشهري
عن زمِن الفشلْ
يسألُ من سألْ
وعن ذَهابِ الريحِْ
عن تكالبِ الدولْ
وعن دمائنا تراقْ
وعِرضنا يباحْ
وعن صغيرنا يساقْ
وشيخنا يُذَلّ
فقلت لا: تسلْ!
***
في زمن الفشلْ
يُشيّعُ القاتلُ مَن قَتَلْ!
يُعَيّرُ العادلُ أن عَدَلْ!
ويوصفُ الجائرُ بالبطلْ!
يعترفُ البريءْ
بأنه جَنَي
ويذكُر الفاعلُ ما فعلْ!
في زمن الفشل
يعيشُ كل كافر حراً بلا قيودْ
وكلّ من أسلمَ مُعتَقَلْ!
وينتخي اليهودْ
وأمةٌ تسودْ
وأمةٌ تشاءْ
وأمة تريدْ
وأمة واحدة فقطْ..
في قبضة القيود لم تزلْ!
يستبدل الناس بـ «لا» : «أجل» !
فيمعن اللصوصُ في..
«إعادة الأمل» !
في وضح النهار
ودونما وجلْ..
لسانُهم كنومنا طويلْ!
وسمعهم يُطربُهُ العويلْ
وسيفهم يكفرُ بالعَذَلْ!
كُفّنَ في جرابه الحُسامْ
وكبر الإمامْ
بأربع أعقبها السلامْ
فطاب للثعالب المقامْ..
ولم تعُد تلجأُ للحِيَلْ!
العلمُ لا يهتفُ بالعملْ
العلم كي يُرَي
العلم للثراءْ
العلم للمراءْ
العلم للجَدَلْ!
يكون في الدعاةْ
من لا يكون همّهُ
عبادة الإلهْ
ولا يكون همّهُ
نصيحة العصاةْ
ولا يكونُ همّهُ
صناعة الحياةْ
لكنّ كلّ همّهِ
تَصَيّدُ الزَلَلْ!
يستعرُ اللهيب في البطونْ
والناس يأكلونَ..
يأكلونْ
وليس ثمّ أكْلْ!
يُقذَفُ بالنساء للعملْ
ويصبحُ «القرارُ» للرجلْ!
وعندها تُضَيّعُ العيالْ
تسترجل النساءْ
يستنوقُ الجملْ
ينحرفُ الكبارُ والصغارْ
فالشيخُ لا ينعم بالوقارْ
والطفلُ قد شَبّ على الصّغارْ
والأمّ في المساءْ
تلعبُ بالقمارْ
وفي النهارْ..
تعبثُ في شواطئ البحارْ
و «الزوجُ» مستعارْ..
متيمٌ يسكرهُ الغَزَلْ
عن زمن الفشلْ
يا أيها السائلُ لا تَسَلْ
واسأل عن العودة للمُثُلْ
عن صحوةِ الهُدى
واثقةً تمشي على مَهَلْ
تسيرُ خلفَ خاتمِ الرّسُلْ
تسيرُ لا تَمَلّ
فعندها وعدٌ بأنْ تَصِلْ
يا أيها السائلُ لا تسلْ
عليكَ بالعملْ
عليكَ بالعملْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute