(١) علم النفس الاجتماعي، تأليف مجموعة من الباحثين الفرنسيين، نشر تحت إشراف سيرج موسكوفيسي، باريز، المطابع الجامعية لفرنسا، ١٩٩٢. (٢) عبد الكريم بكار، مدخل إلى التنمية المتكاملة: رؤية إسلامية، ص ٨٧. (٣) المرجع نفسه، ص٨٧. (٤) معنى ذلك أن الإبداعية كامنة في جنس الإنسان، إلا أنها في حاجة إلى من يحفزها وينشطها لتخرج إلى عالم الواقع. (٥) لما كان وجود الفرد في الجماعة أمراً ضرورياً، ولا يتمّ شيء من المعاني المذكورة إلا في إطار الجماعة، رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها وحثّ عليها، بل وأمر بها، كما جاء في حديث عمر - رضي الله عنه -: «فمن أراد بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة» (أخرجه الترمذي في سننه وقال: حسن صحيح) ، وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: «يد الله مع الجماعة» (أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة وصححه الشيخ الألباني) ولتربية الروح الجماعية عند المؤمنين شبههم النبي صلى الله عليه وسلم بالبنيان، في تماسكهم وتفاعلهم وتكاملهم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً، (أخرجه البخاري في كتاب الأدب) ، كما وصفهم بالجسد الواحد، (المصدر نفسه، كتاب الأدب) . (٦) كراع الذبيحة وبطنها. (٧) إن التغيير في القرآن الكريم سنة اجتماعية لا سنّة فردية، بدليل قول الله -عز وجل -: [إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ] (الرعد: ١١) ؛ إذ كلمة قوم تعني الجمع أو الجماعة، فكل فكرة أو خبرة اجتماعية تُقدَّم للإنسان تؤثر في مواقفه، سواء كانت هذه الأفكار والخبرات إيجابية أم سلبية وإنما يتجلى الحذق والمهارة في إعطاء مواقف أسلم وأيسر ولا يتم ذلك إلا عن طريق الوحي المعصوم من الخطأ. (٨) إن روح المخاطرة والمغامرة يؤطرها فعلاً السلوك الجماعي سواء على صعيد الفكرة أو الموقف فالتواصي بالحق والصبر الذي جاء في» سورة العصر «لا يتصور إلا في جماعة يوصي بعضها بعضاً بالصبر على العبء المشترك، ويتعاون الجميع على تكاليف الإيمان، بما يوحي ذلك من مجازفة ومخاطرة بالمال والنفس، والصدع بالحق لتغيير الواقع من سيئ إلى أحسن. (٩) اختلاف التنوع. (١٠) اختلاف التضاد. (١١) إن التعدّد الإيجابي ينصبّ في قناة اختلاف التنوع؛ حيث يعمل عناصر الجماعة الواحدة أو الجماعات على إغناء الخبرات والمواقف بالأفكار المتنوعة، وعلى سدّ حاجات المجتمع وتصحيح مساره بشتى الأساليب، وعبر جميع الوسائل والطرق في سبيل التجديد والتغيير. (١٢) ولحلّ هذه الإشكالية ينبغي التفاهم والتطاوع، كما جاء في حديث ابن أبي بُردة عن أبيه قال:» بعث النبي صلى الله عليه وسلم جدّه أبا موسى الأشعري ومعاذاً إلى اليمن فقال: يسّرا ولا تعسّرا، وبشرا ولا تنفرا [وتطاوعا] ، (الحديث) أخرجه البخاري في كتاب المغازي وفي حديث غزوة ذات السلاسل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمدّ عمرو بن العاص بأبي عبيدة بن الجراح في مائتين من المقاتلين، وأمره أن يلحق بعمرو وألاَّ يختلفا، فأراد أبو عبيدة أن يؤمّ بهم فمنعه عمرو وقال: إنما قدمت عليّ مدداً وأنا الأمير، [فطاوعه أبوعبيدة] (الحديث) انظر الفتح، غزوة ذات السلاسل. (١٣) اختلاف التنوع. (١٤) مصطلح أنجلو - أمريكي يعني البحث عن أفكار أصيلة، وجديدة داخل جماعة من الناس، وذلك بتحفيز قدرائهم للتعبير الحرّ عن أفكارهم، وخواطرهم (قاموس لاروس) . (١٥) في الواقع، فإن أفراد الجماعة على نفس المستوى الذهني، ولكن أوهموا بأن معهم خبراء لاختبار ردود أفعالهم في هذه الحالات. (١٦) فكرياً وشعورياً. (١٧) إن المتأمل في مسارات الأمم السابقة واللاحقة عبر الاستقراء والتجربة يلاحظ أنه كلّما ساد الاستبداد جماعة أو أمة أو دولة كان ذلك سبباً لسلب المجتمع إرادته وحريته، فتخدَّر مشاعره فلا يميز بين ما ينفعه وما يضرّه ومما لا شك فيه أن ظاهرة الاستبداد تقتل روح الإبداع وتحول دون تفجير الطاقات، مما يؤدي إلى المنحدر الخطير من التدهور والاضمحلال بكافة صوره على مختلف الأصعدة. (١٨) على أنه كلّما حظي المجتمع بالاستقرار والعدل والشورى، كان ذلك مناخاً ملائماً للإبداع العلمي وحافزاً على التطور الإنساني ولذلك أمر الله - عز وجل - المؤمنين بالتشاور فيما لا نص فيه: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر] (آل عمران: ١٥٩) ، [وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ] (الشورى: ٣٨) ، وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، (سنن الترمذي، باب ما جاء في المشاورة) ، وذلك تعويداً لهم على التفكير بالمشاكل الهامة، وحرصاً على تربيتهم على الشعور بالمسؤولية على أنه بالاستقراء نجد أنه كلّما اتسع نطاق الشورى كانت الجماعة أقرب إلى إصابة الحق. (١٩) أي: يتصرف كما يشاء. (٢٠) ويُقضى الأمر حين تغيب تيم ... ولا يستأمرون وهم شهود. (٢١) إنتاج سلوك مشترك ومتشابه لدى مجموعة من الأفراد. (٢٢) إن البيئة الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في إخضاع الأفراد لمجموعتين من التقاليد والعادات الموروثة التي تنمّط السلوكيات وطرق التفكير، وتنتج بذلك أوضاعاً تتسم بروح القطيع، وضمور حسّ التجديد والابتكار، كما جاء في الحديث الشريف: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه» الحديث أخرجه البخاري في كتاب القدر. (٢٣) يقصد هنا: محاولة الخروج عن الأوضاع والتقاليد الاجتماعية السائدة، والرغبة في التغيير والتجديد. (٢٤) إن النخبة الفاعلة أو الفئة المصلحة تعدّ عاملاً مهماً في الإصلاح الاجتماعي وتهيئة الأوضاع الموصلة في النهاية إلى التغيير وهو مطلب شرعي ملحّ، كما في قوله - تعالى -: [وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ] (آل عمران: ١٠٤) . (٢٥) وهذا نادراً ما يحدث؛ إذ على امتداد التاريخ الإنساني لم تستطع الأغلبية أن تقوم بدور التغيير، وإنما النخب المصلحة هي التي تفعل ذلك: [فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ] (هود: ١١٦) . (٢٦) إن تحديد الرؤى والمواقف داخل التصور الغربي يعتمد في الغالب على كثرة العدد؛ فالأغلبية لها تأثيرها الواضح في مجريات الأمور، وفي جميع القضايا المعروضة على الرأي العام بينما في التصور الإسلامي، فإن تحديد الرؤى ومن ثمْ المواقف ينبع من خضوع الإنسان المسلم لمرجعية عليا. (الوحي) بدل الاحتكام إلى رأي الأغلبية: [وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ] (الأنعام: ١١٦) وجاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدي» أما رأي الأغلبية، فيُتّبع إذا كان موافقاً للحق، ويُترك إذا كان خلاف ذلك: «فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم» عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (البخاري: كتاب الأذان) وفي حديث الترمذي: «لا تكونوا إمَّعة» (الحديث) . (٢٧) إن التفوق العددي - في بعض الأحيان - يلعب دوراً في تحفيز الأفراد وتشجيعهم على الإدلاء بآرائهم والتعبير عن أفكارهم إذا كانوا يواجهون جماعة أقل منهم عدداً. (٢٨) وهو سلوك غير صحي.