ملفات
الفرنكوفونية.. المفروضة والصبغة المرفوضة
[الفرنكوفونية والمسألة الحضارية]
أ. د. زينب عبد العزيز [*]
الفرنكوفونية لغة تعني ما يتعلق باللغة الفرنسية في كل استخداماتها الجغرافية.
وإنسانياً تعني من يتكلم عادة اللغة الفرنسية بصفة دائمة طبيعية أو على الأقل في
بعض الظروف والمناسبات الاجتماعية، سواء كلغة أم، أو كلغة أجنبية ذات طابع
مؤسسي أو تعليمي. كما تطلق للإشارة إلى جماعات يتحدثونها في منطقة ما؛ إذ
يقال: «المغرب الفرنكوفوني» أو «إفريقيا الفرنكوفونية» .
وباستثناء فرنسا، صاحبة اللغة التي تنسب إليها؛ فهناك ثلاثة بلدان على
حدودها تتحدث بها هي: بلجيكا، ومقاطعة لوكسمبورج، وسويسرا.
وقد كانت منطقة فال آوسْطْ بإيطاليا تتحدثها أيضاً؛ إلا أن اللغة الإيطالية قد
استعادت مكانتها أيام الفاشية.
أما البلدان المتحدثة بالفرنسية خارج هذه المناطق مثال منطقة كيبيك في كندا،
أو في المحيط الهندي وجزر الكاريبي وجنوب شرق آسيا وإفريقيا شمالها
ووسطها أو الشرق الأوسط فترجع جميعها إلى عهد الاستعمار سواء في موجته
الأولى أو الثانية؛ فما أن بدأت موجة الاستعمار الأولى منطلقةً من أسبانيا
والبرتغال وهولندا حتى انطلق الاستعمار الفرنسي بدوره بحثاً عن مكان له وسط
الغزاة لأسباب اقتصادية وتبشيرية أيضاً.
ويبدأ تاريخ اللغة الفرنسية خارج فرنسا مع الحروب الصليبية؛ فمنذ القرن
الحادي عشر أصبحت اللغة الفرنسية تمثل منهجاً نفعياً ظل سارياً حتى القرن السابع
عشر، ولعب دوراً أساسياً في التبادلات الاقتصادية بين أوروبا ومدن البحر الأبيض
المتوسط، إلا أن المصالح الاستعمارية المتضاربة بين إنجلترا وفرنسا قد كان لها
وقعها لوقف الامتداد الفرنسي الذي تحددت أماكنه حتى في الأمريكتين.
أما في سوريا ولبنان، وكان التبشير قد سرى فيهما أكثر من غيرهما، فقد
انغرست فيهما اللغة الفرنسية واستتبت منذ القرن السابع عشر. ومع تزايد الوجود
السياسي المرتبط بالموجة الاستعمارية الثانية (فيما بين ١٨١٥ - ١٩٣٩م) ؛ فقد
أصبحت اللغة الفرنسية بمثابة دعامة أساسية لنقل نمط الحياة الغربي الذي سرعان
ما امتد إلى مصر منذ ذلك الوقت، وبين ١٨١٥م امتد الاستعمار الفرنسي إلى
إفريقيا تسانده بعثات التبشير ليبدأ بالسنغال، ثم الجزائر عام ١٩٣٠م حيث أصبحت
الفرنسية هي لغة السلطة الحاكمة، ثم تمت السيطرة على الجابون، والكونغو،
والسودان، والنيجر، وداهومي، وسرعان ما أخذت اللغة الفرنسية مكانتها
المؤسسية في بلدان الساحل وإفريقيا الغربية والاستوائية.
وقد وصل اتساع الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في عام ١٩٣٩م إلى
مساحة اثني عشر مليوناً من الكيلو مترات، وضمت ثمانية وستين مليوناً من البشر،
وكانت تعد ثاني إمبراطورية استعمارية في العالم بعد الإمبراطورية الاستعمارية
البريطانية، إلا أنها بدأت تتصدع بفضل حركات التحرير ابتداء من نهاية الحرب
العالمية الثانية، أما هذه المستعمرات الشاسعة فقد بدأ تكوينها اعتماداً على دعامتين
أساسيتين تواكبان الأحداث السياسية والعسكرية وهما: التجارة والبعثات التبشيرية.
وكان الوجود التبشيري من القوة في كل هذه المستعمرات حتى بدأ الصراع
الديني بين دول الاستعمار ذاتها؛ إذ لم تشأ فرنسا أن تترك السيادة الكاثوليكية في
العالم لأسبانيا؛ فقد كانت المستعمرات تمثل أحد الشروط الأساسية للازدهار
الاقتصادي الفرنسي.
ومنذ أن فقدت فرنسا مكان الصدارة كقوة عظمى في أوروبا انتقلت هذه
الزعامة إلى اللغة الفرنسية وآدابها وهو ما يوضح سر تمسك فرنسا بما تبقى لها من
مستعمرات، حتى وإن كانت قد تحررت عسكرياً، كما يوضح سر اهتمامها
بالجزائر خاصة؛ فمما له مغزاه أن تضع فرنسا احتلال الجزائر تحت إمرة وزير
الداخلية الفرنسية، بينما كانت كل من تونس والمغرب تحت إمرة وزير الخارجية
الفرنسية.
ويرجع تمسك فرنسا بالجزائر حتى يومنا هذا إلى أنها بمثابة المدخل الحيوي
الأرضي لمستعمراتها في غرب إفريقيا.
أما مصطلح الفرنكوفونية، فقد قام الجغرافي الفرنسي أونيزيم ركلوس
Reclus Onesume باشتقاقه عام ١٨٧١م، وهو مكون من مقطعين: فرنكو
(من فرنسا) وفوني (من صوت) ، ونادراً ما تصادف هذا المصطلح قبل عام
١٩٣٠م رغم اشتقاقه عام ١٨٧١م، إلا أنه أخذ في الانتشار منذ عام ١٩٦٠م، وقد
تم انتشاره عام ١٩٦٢م عندما بدأت فرنسا إحياء النزعة الأدبية الإفريقية لبعض
حكامها كالزعيم سنجور، أو حمامي دوري، أو بورقيبة، أو بعض الحكام
الآسيويين كالزعيم سيرمانوك؛ إذ أفردت مجلة إسبري Esprit عدداً خاصاً عن
اللغة الفرنسية والمتحدثين بها وآدابهم، وانطلقت الكلمة.
كما بدأ تكوين جمعيات وتخصيص اعتمادات لمختلف وسائل الإعلام الفرنسية،
وإنشاء الجامعات المتحدثة بالفرنسية أو تلك التي تحتل الفرنسية فيها مكانة
واضحة، وإنشاء العديد من المنظمات ومنها منظمة «الأوبلف» عام ١٩٦٦م،
ووكالة التعاون الثقافي والتقني في بلدة ثايومي عام ١٩٦٩م والتي تضم في
عضويتها واحداً وأربعين دولة ... والأمر الذي يوضح مدى أهمية الفرنكوفونية
ولواحقها بالنسبة لفرنسا هو قيام الحكومة الفرنسية عام ١٩٨٤م بإنشاء مجلس أعلى
للفرنكوفونية، وفي عام ١٩٨٨م قامت بإنشاء وزارة للفرنكوفونية. ومنذ ١٩٧١م
كانت فرنسا قد وحدت كل الكنائس الفرنكوفونية في مستعمراتها السابقة والحالية
لتتمكن من التصدي لما يطلقون عليه اليوم: «الديانات غير المسيحية» .
ويوضح إحصاء عام ١٩٩٢م أن هناك مائتي مليون وأربعة ملايين نسمة
يتحدثون باللغة الفرنسية، أي أن هذه اللغة لم تعد قاصرة على الشعب الفرنسي،
بل إن الفرنسيين أنفسهم أصبحوا يمثلون أقلية صغرى بين المتحدثين بلغتهم! ومما
تقدم يمكن إدراك مضمون معنى الفرنكوفونية بمردوده المتعدد الجوانب، ومدى
ارتباطه بالجانب السياسي الاستعماري، والجانب الثقافي والفرنسي الثقافي،
والجانب التبشيري واقتلاع الهوية للشعوب التي تم استعمارها.
ولا يتسع المجال هنا لتناول الانعكاسات المؤثرة على اللغة الفرنسية نفسها من
حيث التداخلات الواقعة عليها من مختلف اللغات المحلية وتأثير هذه اللغات على
المفردات وعلى قواعد اللغة الفرنسية، إلا أن الأمر الواضح حالياً هو تسرب العديد
من المفردات الأمريكية والإنجليزية ولهجاتها العامية أو الدارجة، كما لا يسع
المجال لتناول مختلف الجوانب المرتبطة بالفرنكوفونية كالجانب السياسي
الاستعماري، أو الجانب التبشيري واقتلاع الهوية، رغم أهميته؛ فقد قامت البعثات
التبشيرية بالاستعمار لحسابها الشخصي، بل قامت بما هو أسوأ؛ إذ غزت وأبادت،
وصادرت واستولت، وأفسدت واحتلت، وساهمت في اقتلاع هوية العديد من
الجماعات الإنسانية؛ كما استغلت نظام العبودية وسلطة النفوذ الكنسي لفرض
التنصير الإجباري. ولن نتناول سوى الجانب الثقافي والفرنسي الثقافي؛ إذ إن
مصطلح الفرنكوفونية أصبح يتضمن معنى الآلة الحربية التي تساعد على الحفاظ
على المستعمرات السابقة بعد أن حصلت على حريتها ولو شكلاً.
وإن كان التحرر من الاستعمار يعني مجمل محاولات الشعب الذي تم
استعماره للتخلص من نير ذلك الاستعمار وتصفية وجوده العسكري، إلا أنه مرتبط
- من ناحية أخرى - بالجانب الثقافي. ويوضح الكاتب ألبير ممّي في كتابه عن
«صورة المستَعْمَر» مختلف المحاور التي تتضمنها عملية التحرير هذه وأهمها
المطالبة بالحقوق الاقتصادية والثقافية والدينية إضافة إلى العدالة الاجتماعية. ومن
الملاحظ أن مجال الاستثمار يتحول في الواقع إلى استعمار اقتصادي يزيد الهوة بين
الطبقات في نفس المجتمع، كما يزيد هذه الهوة بين البلدان الغنية المستعمرة
والبلدان الفقيرة التي تم اعتصار خيراتها أو هي لا تزال تنزفها.
ويمثل مجال الثقافة ركيزة من أهم الركائز التي لا يتخلى عنها الاستعمار؛
فعندما تتحرر الشعوب عادةً ما تحاول التحرر من الاستعمار الثقافي أيضاً، وتبدأ
عملية البحث في تراثها لتعاود اتصالها وارتباطها بالجذور.
وتأكيد الهوية الدينية يمثل جزءاً من تأكيد الذات للشعوب المتحررة من
الاستعمار؛ لذلك يحاول المستعمر ويجاهد في عملية التصدي للدين بحكم أن الدين
يمثل أكبر قوى يمكنها توحيد صفوف الشعب، وهو ما يوضح من ناحية أخرى،
انتشار البعثات التبشيرية وتزايد نشاطها المحموم في المستعمرات السابقة حالياً.
والنطق بمجال الثقافة في هذا السياق يتضمن بلا شك ذكر مجال الغرس
الثقافي؛ لأنهما وجهان لعملة واحدة، وقد تم اشتقاق مصطلح الغرس الثقافي منذ
١٨٨٠م بين علماء الأجناس في أمريكا الشمالية، وإن كان البريطانيون يفضلون
عبارة «التبادل الثقافي» التي لا تحمل معاني ترتبط بالاستعمار والتبشير، وكأن
هذا «التبادل» يتم بصورة متكافئة!! أما الفرنسيون فيفضلون عبارة «التداخل
الثقافي للحضارات» ومن هنا ندرك أن كل هذه العبارات والمسميات ليست إلا
تنويعة على مضمون واحد ثابت لا يتغير هو الاستعمار بكل توابعه، إلا أن
المصطلح الأمريكي «الغرس الثقافي» هو الذي ساد واستقر بكل ما يحمل من
غطرسة وفكرة التفوق الغربي الذي عليه أن يسود ولو بالقهر، ولو بالعمد أو
الغرس على حد قول المسمى.
وسرعان ما تحولت عملية الغرس الثقافي إلى علم له مذاهبه ومناهجه منذ
منتصف القرن التاسع عشر وخاصة مع مطلع القرن العشرين؛ وذلك بإنشاء
المدرسة المعروفة باسم: (الدوائر الثقافية) ، وكيفية اقتلاع ثقافة الحضارات الأم
لإحلال ثقافة المستعمر وحضارته، ولهذا المصطلح تاريخه ووضعه الحالي
والتخطيط لمستقبله؛ واستعراض تاريخه يوضح كيف أن عملية الغرس الثقافي هذه
يمكن أن تتم بصورة شاملة لبلد ما بفضل تبادل الجماعات الدينية والاقتصادية، أو
بصورة عدائية مفروضة، أو في شكل صراعات بين الأقليات والشعوب التي
تحتضنها.
وتبدأ عملية الغرس الثقافي بنوع من الصراع من جانب الثقافات المحلية التي
سرعان ما تخضع للضغوط المفروضة بصورة مباشرة عن طريق الاستعمار وتقدم
فعاليات الإمبرياليات التجارية والثقافية والتبشيرية، وسهولة التنقل والأسفار
وإمكانيات وسائل الإعلام التي تم توظيف غالبيتها لهذه الأغراض؛ فيكفي مثلاً أن
تتم عملية تغيير وسائل الإنتاج وتقنيات العمل في دائرة ما حتى ينتقل هذا التغيير
إلى المجال الأسري والعلاقات السلطوية والقيم الدينية، ومع فصل ما هو ثقافي عما
هو اجتماعي تبدأ عملية الامتصاص للهوية الأصلية.
واحتكاك الثقافات لا يتم بين ثقافة وأخرى بصورة مبهمة أو بشكل مجرد،
وإنما يتم من خلال أفراد يحملون ثقافات مختلفة، وهؤلاء الأفراد خاضعون لمراكز
اتصال وأجهزة سيطرة ومؤسسات لها قواعدها وعملها ومعاييرها ومنظماتها،
اعتماداً على إدخال مفاهيم المستعمر والغرس الثقافي في الإجراءات السياسية
والاقتصادية وإدخال مقومات الغرس الثقافي في الكوادر الاجتماعية والقومية
والدولية؛ فالتنمية الاقتصادية تتضمن عملية غرس ثقافي تحمل قيم المجتمع الغربي
ومعاييره التي يصدرها.
ويوضح روجيه باستير في كتابه المعنون: «مشكلات تداخل الحضارات
وأعمالها» كيف تتم عملية السيطرة والتخطيط وتوجيه الغرس الثقافي، وكيف تتم
كلها من خلال العلوم الاجتماعية التي تتبع متطلبات ومصالح الدول الكبرى، وكيف
يعتمد علم الأجناس الاجتماعي حالياً على دراسة كيفية التداخل بين الحضارات حتى
يتم الاستعمار بصوره الثقافية الجديدة، لكن لا تتكرر «أخطاء» الماضي التي
أدت إلى حركات المطالبة بالتحرر، وكيف تقوم فرنسا حالياً بعملية الغرس الثقافي
المخطط في البلدان التي احتلتها بأن تتم عملية الغرس في اتجاه واحد هو فرض
التغريب ومصالح الغرب بواسطة حكام هذه البلدان وبواسطة أصحاب القرار فيها،
وبأن تستعين بنظريات علمية تخدم مصالحها حتى من خلال استعمال مصطلحات
جديدة، ثم يوضح أن هذه الاستراتيجية تعتمد على أن كل ثقافة مكونة من عدة
ملامح ثقافية، وهذه الملامح مرتبطة بشبكة تقوم بالربط بينها، وأن المجال الثقافي
يسيطر على المجال الاجتماعي من خلال تبديل القيم والمفاهيم والعادات التراثية
حتى يمكن تعديل المؤسسات والبنيات والتصرفات الآدمية. كما تقوم بخلق
احتياجات جديدة وخاصة بخلق كوادر جديدة لكي تتم عملية التغيير بأفراد من الداخل
وهي نفس الفكرة التي كان المستشرق زويمر قد قالها في مطلع القرن الماضي بأن
الإسلام لن يُقتلع إلا بأيدي مسلمين من الداخل. ويؤكد روجيه باستير في هذا الصدد
قائلاً: «إن الغرس الثقافي المخطط الذي تقوده سياسياً الجماعات المسيطرة يعد
بمثابة القانون العام لعصرنا الحالي» .
ومما تقدم ندرك أن اللغة الفرنسية دعامة أساسية لنقل نمط الحياة الغربي
الفرنسي؛ وأن الاستعمار السياسي والاقتصادي والتبشير قائم على اللغة التي هي
هنا الفرنكوفونية؛ وأن فرنسا تتزعم فرض الكاثوليكية رغم زعمها العلمانية وفصل
الدين عن الدولة؛ وأن إحياء النزعة الأدبية الإفريقية والزنجية باللغة الفرنسية هو
نوع من الاستدراج لتثبيت الفرنكوفونية، وقد بدأت بتشجيع بعض الحكام والزعماء
ليكونوا قدوة لشعوبهم؛ وإنشاء ترسانة من الجامعات الفرنسية خارج أراضيها
والخاضعة لنفوذها مثل «جامعة سنجور» بالإسكندرية، وإنشاء منظمات ووكالات
لتدعيمها؛ وإن تتويج هذه الترسانة بمجلس أعلى ثم بوزارة بأسرها لدليل صارخ
على معنى الفرنكوفونية ومغزاها وأهدافها. وإن التداخل الواضح بين الفرنكوفونية
والاستعمار والغرس الثقافي المخطط والتبشير ليس بحاجة إلى مزيد من الأدلة؛
وليس من المبالغ فيه تعريف الفرنكوفونية بأنها بمثابة الآلة الحربية التي تساعد
فرنسا على الاحتفاظ بمستعمراتها؛ فإن الاستعمار لا يتخلى أبداً عن المجال الثقافي
حتى وإن تخلى عن الأرض المحتلة، وإنه يتصدى للدين على أنه أكبر قوى يمكنها
تجميع الشعب أو الشعوب، وهو ما تراه يتم حالياً بصورة علنية أو شبه علنية من
حيث محاولة اقتلاع الإسلام بفعل مخطط الفرنكوفونية من جهة، وبفعل القرار الذي
تم اتخاذه في المجمع الفاتيكاني الثاني عام ١٩٦٥م لاقتلاع الإسلام في عقد
التسعينيات حتى تبدأ الألفية الثالثة وقد تم تنصير العالم.
فإذا ما تذكرنا أن معظم البلدان التي احتلتها فرنسا بلدان إسلامية أو وثنية،
وأن الوثنية لا تعنيها في كثير أو قليل؛ لأنها تقوم بتنصير أتباعها بشتى الوسائل،
لأدركنا خلفيات كثيرة غائبة أو مغيبة، ولأدركنا ضرورة وأهمية المطالبة بالحقوق
الاقتصادية والثقافية والدينية والعدالة الاجتماعية، ولأدركنا أهمية وضرورة أن
نتمسك بإسلامنا، وألا نعاون على اقتلاعه عن المنبع كما يتم حالياً بشتى المسميات،
وخاصة ضرورة المطالبة بأن يقتصر تعليم اللغة الفرنسية بحيث تظل لغة تعامل
إنساني متكافئ المستويات، والأكثر أهمية من هذا وذاك: أن نكف عن تنفيذ
مخططات الفرنكوفونية بأيدينا.
(*) أستاذة الحضارة الإسلامية، جامعة القاهرة.