[مصابيح الدجى]
عبد العزيز بن عبد الله العزاز
الأرض أخفت نورها وسناها ... وبكت من الأدنى إلى أقصاها
ما الأمر ما الخطب الجسيم ويا ترى؟ ! ... ماذا أصاب نفوسنا ودهاها؟
هذا ابن باز ذو السماحة والندى ... ربَّى فأسمى الروح إذ رباها
هو للعلوم منابر ومنائر ... ما كان أحسن نورها وضياها!
علم وفضل غامر وكرامة ... كم نعمة للناس قد أسداها
يا ساعياً في العلم بين بحاره ... فسبرت منها غورها ومداها
يا من ملأت قلوبنا بمحبة ... قد كنت من بين الورى ولاها
يا من تفارقنا بشاشة وجهه بصفائها ونقائها ... وشذاها
يا آمراً بالعرف تحمل همَّه تنهى عن الآثام لا ترضاها
أوقفت علمانيَّة خدَّاعة ... فكففت عنا سُمَّها وأذاها
ووهبت نفسك للإله إنابة ... لما كبحت جماحها وهواها
ودعوت حين دعوت قومك مخلصاً لا تبتغي مالاً بها أو جاها
يا أيها الفذ الوحيد بعصره نقّى الفؤاد ونفسه زكاها
هو همة هو قمة هو أمة نال الفضائل كلها وحواها
سَقَت السحائبُ مُرْوِيَاتٍ قبره وهمت بوافر ودقها ونداها
وجزى الإله صنيعه خير الجزا جنات عدن ما ألذ جناها!