كيف يحمون أقلياتهم
إعداد:محمد صالح الصالحي
أحمد العبدة
ذكر الراديو الكرواتي: أن ماتي بوبان رئيس القومية الكرواتية في البوسنة
والهرسك وقع مع مجلس ممثلي اليهود البريطانيين في لندن اتفاقية بتاريخ ٢٩/٧/
٩٢ وتقضي بالسماح لليهود في سراييفو وعوائلهم وأصدقائهم المقربين - الذين قد لا
يكونون بالضرورة يهوداً - بترك سراييفو آمنين.
وستتم عملية تنظيم خروج الطائفة اليهودية بين ممثليهم في سراييفو
والسلطات التي تتحكم في الطرق التي سيسلكونها عند خروجهم، وقد يحضر
مراقبون تابعون للأمم المتحدة إذا أمكن ذلك، وقد حدد تاريخ ٥/٨/٩٢ لأول قافلة
تخرج من سراييفو ويتبعها بعد ذلك قوافل أخرى خلال أربعة عشر يوماً، وعلى
جميع الأطراف احترام وقف إطلاق النار خلال خروجهم من سراييفو، ويجب
توفير الأمان للقوافل المغادرة من داخل سراييفو إلى خارجها وحتى المناطق
المحيطة. وسيصدر بوبان، بصفته قائداً لقوات مجلس الدفاع الكرواتي الهرسك -
بوسنة، قراراً لجميع القوات التابعة له بتأمين الطريق للقافلة.
وعند مغادرتهم سراييفو ستتولى مؤسسات عالمية يهودية عملية إطعامهم
ومساعدتهم، ولم يذكر في الاتفاقية أسماء تلك الهيئات التي ستقوم بهذه المسؤولية.
وسيطلب المنظمون لهذه القوافل من الأمم المتحدة توفير مراقبين لمرافقتهم لمسافة
عشرة أميال بعيداً عن نقاط التسليم خارج سراييفو.
وتؤمن هذه الاتفاقية أيضاً، حق أي شخص يغادر سراييفو مع إحدى القوافل، في أن يعود ويبيع ممتلكاته، وستغلق بيوتهم وتحمى من الاحتلال أو العبث.
وبالرغم من أن المسلمين في البوسنة-الهرسك يتعرضون لإبادة جماعية
وحشية من قبل الصرب الهمجيين، ويشرد منهم الآلاف خارج أوطانهم، إلا أن
القوى العالمية، ومعها الأمم المتحدة تتظاهر بأنها لا تستطيع في الوقت الراهن أن
تضع حداً لهذه الإبادة. ودول العالم الإسلامي والعربي ليس لديها القدرة والشجاعة
للتحرك لإيقاف هذه الوحشية، أما اليهود فلهم قوة تدعمهم وتعقد لهم اتفاقيات
لإخراجهم من مناطق الحرب سالمين.