بَوْح ثكلى
رشا بنت عبد اللطيف الكردي
ناء اليراع بوطأة الحسراتِ
فبكى، وفاضت بالمداد دواتي
صفحات تاريخي تذوب لما بها
كَمَداً، تُرى أقرأتمُ صفحاتي؟
أوَليس يضطرم الإباء بأحرفي
أوَلا يُطل القهر من كلماتي؟
مثل السيول مدامعي واحرقتي!
أترى ستوقظ نُوّماً دمعاتي؟
أوَما سمعتم صرختي الحرّى بكم؟
والهفتي! أألفتمُ صرخاتي؟
أنا من نشأت أبيّة شمّاء لم
أرضَ الهوان، ولم تزغ خطواتي
أنا أمة القرآن لا أرضى به
بدلاً، ومنه قد استقيتُ صفاتي
أنا من نشأت على الجهاد أنا التي
أبلى بلاءَ الفاتحين أُباتي
أنا من سموتُ عن الدنايا رفعةً
أنا أمة الإسلام وا حسراتي!!
يا من ترون أمامكم جرحي أما
زلتم أُسارى الذل والشهوات؟
أوَ تطمعون بنصرتي بكلامكم؟
ما بال نصرتكم سلاح عِداتي؟
أبَنيّ يا من كنتمُ خير الورى
ماذا دهاكم يا ذوي العزَمات؟
ما بال أرضي تُستباح أمامكم
وتموت أن قطافها ثمراتي
أُسبَى وتنهشني الذئاب ضوارياً
وبخسة، كم يُغتصبن بناتي!
ويموت أطفالي وأجرع غصتي
ويظلّ يبكيهم ثرى عَرَصاتي
ويموت شِيبٌ في حصاد غلالهم
بقذائف تترى وجرّافاتِ
أبكيهمُ وحدي، وأنتم هاهنا
لا تدركون حقيقة المأساة
تستمتعون بوقتكم وحياتكم
لاهين عن جرحي وعن كبواتي
أبَنِيَّ يا من قد كستكم بُردتي
يا من قوام حياتكم خيراتي
أوَ ليس منكم من يغار عليّ من
ظلم أصاب العمق من حرماتي؟
ولقد صنعتُ أشاوساً من قبلكم
كانوا لأمجادي أبرّ بُناةِ؟
أوَ لم أَسُدْ عرش الثريّا يومها
أسقي الوغى دم قادتيِ وحُماتيِ
أترى سأُسمعكم أساي ولوعتي؟
أترى الحسام جواب نزف شكاتي؟