للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسالة إلى إخواني الوعاظ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

أجمعين.

إخواني. إني أحبكم في الله ... يا من اختاركم الله لتبليغ دينه إلى أمة محمد ... وكفى بهذا ثناء ورفعة ومجداً وشرفاً.

إن أفضالكم لا تعد وحسناتكم مضاعفة إن شاء الله، فكل يوم نرى النتائج

باهرة ونسمع الأخبار سارة.

وحرصاً منا على ازدياد الثمار والحصول على أفضل النتائج.. إليكم النقاط

التالية مختصرة:

١- التعارف وازدياد التآلف ... لتأنس القلوب بين الجيران أنفسهم.

٢- الطرق على الحديد ساخناً، بعد الموعظة سيجد الأخ قلوباً مفتوحة وآذاناً

مستعدة، فليستفد من هذا.

٣- التقرب إلى أبناء جماعة المسجد والانبساط معهم ... وقد يكون هذا هو

السبيل الوحيد للالتقاء بهم.

٤- الاستفادة من أسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية في العرض والمناقشة،

والرد بدحض الحجة، ومقارعة الخصوم، وفي الإيجاز والانتقال وفي القصة

والوصف، وغير ذلك من المواضيع في البيان والأداء والإلقاء.

٥- يجب التركيز على موضوع واحد، والاختصار قدر الإمكان ذلك أن

الإسهاب وتعدد المواضيع تتعب المستمع فيمل فيضيع الجهد ويفتقد المراد والقصد.

ومن التركيز: الوقوف عند الحادثة بعد سياقها وعند الدليل بعد إيراده بالشرح

والتوضيح وأخذ الفوائد منه ليتم الاستيعاب.

أما رأيتم إلى القرآن وأساليبه إذا أتى على النعيم ووصفه ورغب فيه، أو أتى

على العذاب ووصفه وزجر عنه.

٦- ينبغي الإكثار من ضرب الأمثلة في الوعظ فإنه يزيد من التشويق

والالتفات إلى الموضوع.. كما يجب أن يكون المثال واقعياً معروفاً قريباً من

المخاطبين.

٧- ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب ... وهنا يجب ألا يتقدم الواعظ إلا

وهو يستحضر النية الصادقة والقصد النبيل ... فعندئذ يمضي بعزيمة متوكلاً على

ربه ... ولا يحتقر من المعروف شيئاً فرب كلمة صغيرة في مبناها عظيمة في

معناها سيجدها إن شاء الله قوية تخترق أغلفة القلوب ... رقيقة تهز المشاعر ...

صادقة تزيل ما ران على القلوب.

٨- مواضيع البشارات ... لا أدري لماذا لا يتطرق إليها الوعاظ؟ إن

الإنسان ليعجب أن يرى معظم - بل جميع - مواضيع الوعظ سياطاً تلهب آذان

المخاطبين ... وإن كانوا في شك مما أقول فليرجعوا إلى القرآن وكتب السنة فهي

بين أيديهم.

٩- المجادلة الجادة للبحث عن أساليب جديدة فلكل وقت أسلوبه ... ولكل

مكان عرضه المميز ... وعند الاقتناع بتغيير الأسلوب وأهميته لن نعدم البدائل

المفيدة فكل جديد في هذه الحياة يبلى ... وكل مكرر يمل.

١٠- الاستفادة من طاقاتنا الداخلية ... أعني الجلوس المنفرد مع النفس

مباشرة وجهاً لوجه للتفكير العميق باستخراج الآراء لئلا تضيع الأعمار ونحن نتلقى

أفكار الآخرين فقط، وتمضي الدهور بتعاقب الليل والنهار ونحن واقفون مكاننا ...

والحمد لله أولاً وآخراً.

أخوكم: أبو محمد