كلمة صغيرة
[أكاذيب سياسية]
جاء في ديباجة ميثاق هيئة الأمم المتحدة: (نحن شعوب الأمم المتحدة، وقد
آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، والتي في خلال جيل
واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد
إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان، وبكرامة الفرد وقَدْره، وبما للرجال والنساء،
والأمم كبيرها وصغيرها؛ من حقوق متساوية، وأن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن
نعيش معاً في سلام وحسن جوار) .
فهل حقاً مارس مجلس الأمن هذا الدور؟! وهل حفظت هيئة الأمم كرامة
الإنسان وحقوقه؟!
الحقيقة أنَّ أفضل وصف لهذا الميثاق أنه: «ميثاق سخيف» ، كما وصفه
«أرنولد توينبي» صاحب كتاب (مختصر تاريخ الحضارة) ؛ لأنه يضمن حق
النقض (الفيتو) للدول الكبرى، وهذا يعني: أن مصالح الدول الكبرى فوق كل
اعتبار، أما الضعفاء فليس لهم قيمة في هذه المنظومة الدولية!!
وازداد سخف هذا الميثاق بعد التفرد الأمريكي، والممارسات الديكتاتورية
التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على دول العالم؛ ولهذا لم يتردد ممثل
الصين في مجلس الأمن الدولي في وصف الضغوط الأمريكية بقوله: «إن أمريكا
تتعامل مع مجلس الأمن بالحذاء!» .
هذا الواقع يؤكد أن منطق العدل، وحقوق الإنسان.. وغيرها من الشعارات
والقيم التي يتشدق بها الساسة الأمريكيون؛ إنما هي جزء من الأكاذيب السياسية،
فالإدارة الأمريكية تقود العالم بمنطق القوة والجبروت، وهذا واضح وضوح الشمس
في رابعة النهار في تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع القضية العراقية، فهي
تجرّ العالم كله وراءها للتصديق بأكاذيبها، وتفرض عليهم موقفاً لا يرغبونه،
ولكنهم يجب أن يصفِّقوا له!!
ونحسب أنَّ هذا الاستعلاء لن يدوم طويلاً؛ فالشعوب المستضعفة سوف
تُحييها هذه الممارسات الاستبدادية، وصدق المولى جل وعلا: [هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ
الجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ]
(البروج: ١٧-٢٠) .