[حادي المنى والمنايا على هشيم دولة الطوائف]
صالح عبد الله الجيتاوي
حادي المُنى والمَنايا
كيف أمسيت موثقاً في الزوايا
كيف أخنت عليك قارعة الدهر
المَهيب العُتُلُّ ذو المرتقى الصّعب
أذهبت ريحك الجهالة حكماً
لست أدري والنار تنهش روحي
مثلَ شاة الحراج تفتح فاها
نظرة الحزن تلك أم رَهَق
منذ تسعين والبوار مقيم
ذَلَّ من ذلل الرعية والدار
ظلمة القبر للعشيرة خيرٌ
منذ جاست بين الصدر وأقامت
فوق عشرين غير أن مداها
ركّعاً سجّداً ولكن لغير
وإذا ما انثنت إلى الدار هزتها
أَسلمتنا للذلِّ حتى كأنَّا
أمعنت توسع القلوب دماراً
لم تزل ريحها تَصِرُّ وتذرو
وهي أضحوكة الزمان إذا ما
صدئت في قلاعها فتداعت
شيع النائبات لا بارك
من بناها، من حكاها، من غذاها
وأنت ابنها: زناد الرزايا
أداروك في المحافل نايا
لم يزل في الزمان يطوي البرايا
أَأُداري شماتتي أم أَسايا
بئسما أوردت فتاها الخطايا
الكبر يواري حرائقاً في الحنايا
وكبار النفوس راحت شظايا
وأوهى عراه وزر الدنايا
من ظلام الأحزاب سود النوايا
دول العار تُبَّعاً وخزايا
عند باب السفير يزجي العطايا
الله في معبد الخنا كالمطايا
وأحصت على العباد النوايا
عندها أهل ذمّة لا رعايا
ملأتها عقارباً وعظايا
بيدر الأهل في شعاب الخفايا
صهلت في البطاح خَيْل المنايا
أنتنت في كهوفها كالبغايا
الله عليها ولا تلاها بقايا
من طواها، وهل تبوح الطوايا
جلجل السخط حين أبدعك اللؤم كسيراً مذللاً كالسّبايا
أم عتاب على الزمان، فما أعتب دهر، ولا أقال الضحايا
أم شموخ على القيود فيا ليت شموخ الإسلام قاد السرايا