للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملفات

التنصير.. هل أصاب الهدف؟

(١ - ٢)

[التنصير يغزو العالم الإسلامي]

أحمد عبد الله سيف الرفاعي

عندما نقارن بين المخاطر التي تشكلها الحروب التي يشنها الأعداء ضد

المسلمين، وبين المخاطر التي يشكلها الغزو الفكري الثقافي عليهم، فإننا نذهب إلى

أن النوع الثاني أشد تدميراً وأكثر ضراوة وأعمق تأثيراً من النوع الأول، أي أنه

يُخشى على المسلمين من التدمير الفكري الثقافي أكثر من أن يُسحقوا مادياً تحت

وطأة الجيوش والأسلحة، هذا فضلاً عن أن المسلمين يخرجون من حروبهم مع

أعدائهم أشد عزماً وأقرب رجوعاً لدينهم وتمسكاً به.

وفيما يلي نتعرض لأحد معاول الهدم الخبيثة التي تحاول دائماً النيل من

الإسلام ومن المسلمين، ألا وهو التنصير:

أولاً: لماذا هدفهم الإسلام؟ !

يستهدف المنصرون الإسلام قبل أي دين آخر لأنهم يعرفون من تاريخهم كله

أنه لم يغلبهم إلا هذا الدين يوم كان يحكم الحياة، وأنهم غالَبوا أهله طالما لم يُحكِّمه

أهله في حياتهم.

ولقد عَدَلَ النصارى الصليبيون عن مواجهة الإسلام، أو الاصطدام

بالمسلمين لأن الغلبة في النهاية تكون من نصيب المسلمين؛ فالأمة الإسلامية قد

تمرض ولكنها لا تموت، وتغفو ولكنها لا تنام، والمسلمون قد يهزمون ولكنهم لا

يبادون أو يسحقون، ومهما كانت الحروب معهم أعني المسلمين سجالاً فالغلبة لهم

في النهاية متى جعلوا نصرة الله نصب أعينهم وهدفهم المنشود، وما أن يُخلِص

المسلمون في عودتهم إلى دينهم حتى يصبحوا قوة لا تقهر، ولقد عرف النصارى

الصليبيون هذه الحقيقة، وأكدها لهم لويس التاسع ملك فرنسا بعد أن هزمه المسلمون

شر هزيمة، وأسروه في موقعة المنصورة بمصر، ثم خرج صاغراً من أسره،

وكتب وصيته الشهيرة والتي عُرفت بوصية القديس لويس ليؤكد فيها أن

المسلمين لا تهزمهم الجيوش مهما كانت، وعلى الغرب الصليبي أن يتخلى

عن استخدام أسلوب الحروب المادية، وأن يستبدلها بالحروب الثقافية الفكرية،

وكانت وصيته تلك بمثابة إعلان عن أن الصراع بين المسلمين والنصارى بدأ

يأخذ شكلاً جديداً، فاستُبدلت الحروب المادية بأخرى فكرية ثقافية، وإن لم يخلُ

الأمر من صِدام مادي وقتال دموي على طول محطات التاريخ.

ثانياً: أهداف التنصير:

يسعى المخطط التنصيري إلى تحقيق مجموعة من الأهداف في البلاد

الإسلامية؛ فالمنصِّرون يعتبرون الإسلام هو الدين الوحيد الخطر عليهم؛ فهم لا

يخشون البوذية ولا الهندوكية ولا اليهودية؛ إذ إنها جميعاً ديانات قومية لا تريد

الامتداد خارج أقوامها وأهلها، وهي في الوقت نفسه أقل من النصرانية رقيّاً. أما

الإسلام فهو كما يسمونه دين متحرك زاحف يمتد بنفسه وبلا أية قوة تساعده، وهذا

هو الخطر فيه كما يقولون ومن هنا نجد أن للتنصير أهدافاً متنوعة، منها ما هو

تقليدي، ومنها ما هو غير تقليدي، ومن هذه الأهداف ما هو ظاهر جليّ، ومنها ما

هو باطني خفيّ، بل إن للتنصير أهدافاً بالغة الخطورة على الإسلام وعلى المسلمين،

ورغم ذلك يكاد أن لا يشعر بها أحدٌ من المسلمين.

ويمكن تركيز أهداف التنصير في ثلاثة أهداف متدرجة كما يلي:

١ - إخراج المسلمين من الإسلام، والتشكيك فيه، وفي سيرة رسوله صلى

الله عليه وسلم، وتزييف مفاهيمه، وهدم عقيدته: يقول زويمر أحد أقطاب

التنصير: «إن مهمة التنصير ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية

(النصرانية) ؛ فإن هذه هداية لهم وتكريم، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من

الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله» وصدق الله إذ يقول: [وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ

الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ

الحَقُّ] (البقرة: ١٠٩) .

٢ - الحيلولة دون انتشار الإسلام: فالمنصرون يشنون هجومهم على الإسلام

خوفاً على قومهم من معرفته أكثر من رغبتهم في تنصير المسلمين؛ فهم يخافون

الإسلام ويرددون دائماً أنه الدين الوحيد الخطر عليهم، ويفضل الغرب أن يظل

يُنعت بالنصرانية على الرغم من علمانيته وإلحاده، وعلى الرغم من تهميشه

للكنيسة هناك. ويأتي تبشير الغرب بالنصرانية أو ما نسميه نحن بالتنصير مسوغاً

اصطنعه ليواجه التوسع الإسلامي، وليضفي الشرعية على هذه المواجهة، ويتقاسم

مع التوسع الإسلامي أسس الهداية والإيمان. وكثيراً ما يتَّهم الغربُ الإسلام كذباً

وزوراً بأنه انتشر بالسيف ليجعل من ذلك مسوغاً لاستخدام السيف هو الآخر، فهو

في الحقيقة لا يصف التوسع الإسلامي بقدر ما يبحث عن شرعية ضرب الشعوب

بالسيف تحت ستار التبشير أو التنصير، والواقع كما يرى الغرب أن حالات دخول

الإسلام أكثر عدداً من حالات التنصر من غير مراكز تنصيرية ومن غير ضرب

الشعوب بالسيف.

ويجدر بنا أن ننبه على أن هدف التنصير يختلف من منطقة إلى أخرى؛ ففي

البلاد العربية يكتفي بزعزعة عقيدة المسلم وإخراجه من الإسلام، وليس مهماً أن

يدخل النصرانية، أما خارج البلاد العربية فيتم تنصير المسلمين فعلاً، وليس معنى

هذا أن البلاد العربية ذات حصانة ضد التنصير؛ فقد وقع فيها أعمال للتنصير آتت

أكلها الخبيثة في أحيان كثيرة، وتنصَّر بعضٌ من الناس بالفعل في تلك البلدان،

ولكن كان التنصير أكثر وقعاً في البلدان الإسلامية الأخرى.

٣ - التمهيد لإخضاع العالم الإسلامي سياسياً واقتصادياً وثقافياً لسيطرة النفوذ

الغربي: وتهيئة الأجواء لقبول ما يسمى بـ «العولمة» أو «الكوكبة» وما يتبع

هذا النظام من توحيد الأيديولوجية السياسية العالمية، وإقامة هيكل اقتصادي جديد،

وبث قيم اجتماعية عصرية، وإزالة الحواجز الثقافية، وتذويب الفروق بين

المجتمعات الإنسانية المختلفة انتهاءاً برعاية الحوارات الدينية والثقافية، بل

والدعوة إلى ما يشبه الدين العالمي ... إلى غير ذلك من شعارات وأهداف براقة

ينخدع بها الكثيرون؛ فإن ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه الخسران؛ إذ هي في

حقيقتها تسعى لحصار المسلمين وفرض التبعية الغربية عليهم، وإقامة آليات

السيطرة حولهم، واختراق الحضارة والهوية الإسلامية خاصة بعد أن غَيّر الغرب

من أساليب السيطرة العسكرية التقليدية واستبدالها بأساليب حديثة تعطي النتائج

نفسها [١] .

أترون أن التنصير والقائمين عليه سيقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه المتغيرات

الدولية؟ لا؛ فإنهم سيكدُّون لتحقيق أهدافهم تحت مظلة تلك المتغيرات التي

يعتبرونها فرصة ثمينة وسانحة لبلوغ مآربهم.

إن الزمان قد دار دورته، وما اليوم من الأمس ببعيد؛ فهاهم أولاء

المنصرون يجدون تحت مظلة العولمة فرصة لدعم التنصير ونشر النصرانية كما

فعلوا قديماً تحت رعاية الاستعمار العسكري الأوروبي، ومن قبله الحروب الصليبية،

ثم يخرج علينا من يقول: إن الحروب الصليبية قد انتهت. لا، وألف لا، ما

انتهت. راقبوا أعمال التنصير الدؤوبة في ديار الإسلام فسترونها جهاراً نهاراً بدون

بندقية ولا مدفع إلا نادراً.

ثالثاً: وسائل التنصير.. بين القديم والجديد:

لقد أخذت أعمال التنصير في السنوات الأخيرة أشكالاً جديدة، واخترع

المنصرون وسائل حديثة لتنصير المسلمين أكثر خفاءاً وأعمق تأثيراً وأشد مكراً

وخداعاً من الوسائل «التقليدية» المعهودة، وبذلوا لذلك جهودهم لاستحداث وسائل

جديدة للتنصير، مما لا يجعل من المبالغة أن أقول: إن المنصرين استفتحوا على

المسلمين كل باب، وأتوهم من طرق شتى تكاد لا تخطر على المسلمين ببال سواء

كانت طرقاً ذات طابع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي ... أو غير ذلك.

وأصبح التنصير اليوم يتكئ على هذه الوسائل الحديثة فضلاً عن القديمة.

وفيما يلي نسلط الأضواء على وسائل التنصير بنوعيها مع ذكر بعض النماذج

والأمثلة:

١ - استغلال الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية: وما ينتج عنها من دمار

وخراب وأوضاع مأساوية في أغراض التنصير، فضلاً عن أوضاع المسلمين

المأساوية من أيتام وأرامل، وما يحتاجون إليه من طعام وكسوة ومسكن بالإضافة

إلى التعليم والعلاج مما يجعلهم فريسة سائغة لاستغلال المنصرين الذين يتظاهرون

بمواساتهم مادياً ومعنوياً، ويدّعون الاهتمام بهم صحياً وتعليمياً، وصولاً إلى

اكتساب قلوب هؤلاء المسلمين البسطاء، ومن ثم السيطرة على عقولهم وإقناعهم

بأن في النصرانية خلاصهم من عذاب الآخرة وفقر الدنيا، ويشترط هؤلاء

المنصرون على أولئك المسلمين الذهاب إلى الكنيسة لأداء قداس الأحد مثلاً، أو

يشترطون عليهم عدم المشاركة في الأنشطة الإسلامية نظير خدماتهم تلك.

لقد بلغت تقديرات نسبة اللاجئين المسلمين ٨٠% من مجموع اللاجئين في

العالم كله لجؤوا إلى بلدان أخرى لأسباب عديدة منها: الحروب، والكوارث،

وبطش الحكومات والأنظمة المعادية للإسلام، أو خوفاً من الاضطهاد الديني

والسياسي العرقي، ويعاني هؤلاء اللاجئون من تشتت الأسر وفقدان مقومات الحياة

الأساسية؛ ولذلك فإنهم يمثلون مجالاً واسعاً وتربة خصبة لعمل الجمعيات

والمنظمات التنصيرية. وفيما يلي بعض هذه الأمثلة:

* بعد الحرب الأهلية في سيراليون عام ١٩٩٦م والتي قُتل فيها أكثر من

عشرة آلاف شخص، وتسببت في نزوح مليون ونصف مليون شخص من منازلهم،

قال «كرسبين كول» أحد قادة منظمة الإغاثة World Releif

Corporation: «إن الأبواب مفتوحة أمامنا لتنصير هؤلاء المسلمين» .

* منظمة «الرؤيا العالمية» التي لها نشاط في أكثر من ٨٠ دولة وتشرف

على ٨٦ ألف لاجئ مسلم صومالي توفر لهم الدواء والكساء والتعليم، وتدعوهم إلى

النصرانية؛ علماً بأن نسبة المسلمين في الصومال ١٠٠%، وفي الصومال أيضاً

كان الهدف الحقيقي للمشروع الألماني الوطني لمحاربة أمراض العمى هو نشر

النصرانية والدعوة لها، وهذا ما اعترف به مسؤول المشروع د. جي ميشيل بعد

إسلامه.

* كما أن هناك حركة تنصيرية قوية يشارك فيها البروتستانت والكاثوليك

وسط قبائل الطوارق في شمالي نيجيريا ومالي في وقت قتل الجفاف ماشيتهم،

وضربت المجاعة مناطقهم، ومات منهم المئات بسبب الفقر والجوع والمرض.

* في البوسنة وزعت الإرساليات التنصيرية ٧٠٠ ألف كتاب تنصيري، كما

وزعت عدة آلاف من قصص الإنجيل على أطفال العراق مع مجموعة من الأشرطة

السمعية مستغلة الحصار الدولي عليه.

٢ - استخدام التكنولوجيا الحديثة في التنصير والدعاية له: كاستخدام البريد

الإلكتروني وشبكة الإنترنت، وبلغ عدد أجهزة الكمبيوتر المستخدمة لخدمة التنصير

(٢٠٦٩٦١٠٠٠) جهاز عام ١٩٩٦م.

ولقد قامت شركة مايكروسوفت لبرامج الكمبيوتر العالمية بتزويد المؤسسات

التنصيرية ببرامج مجانية بقيمة خمسة ملايين دولار خلال عام ١٩٩٣م.

وقام القس الأمريكي المشهور «بيلي جراهام» صاحب معهد خاص بتنصير

المسلمين بحملة صليبية تهدف للوصول إلى ٤٠٠ مليون شخص في ٥٠٠ مدينة،

عن طريق الأقمار الصناعية عبر ١٦ قرصاً للأقمار الصناعية إلى ١٧٠ دولة.

وهذه هي أكبر عملية لنشر النصرانية تستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة بهذا الزخم.

دعت الكنيسة في إنجلترا أتباعها إلى أداء الصلاة على الإنترنت، وفتحت

الكنيسة موقعاً على الشبكة تبين من خلاله كيفية أداء الصلاة بشكل بسيط، وربطت

الكنيسة في الموقع نفسه بين الالتزام بالصلاة وبين التمسك بالريجيم الغذائي أو

المواظبة على العناية بحديقة المنزل.

٣ - بناء الكنائس والمراكز التنصيرية بشراهة زائدة مفرطة:

* كانت هناك كنيسة وحيدة في العاصمة «باماكو» بمالي؛ حيث لا يوجد إلا

٢% من السكان من النصارى؛ إلا أنه الآن وبسبب النمو الكبير في حركة التنصير

تم بناء ٣٢ كنيسة في العاصمة وحدها.

* وفي غانا شُيدت ٦٠٠ كنيسة جديدة خلال عام واحد ١٩٩٣م (صدق أو لا

تصدق) .

٤ - التنصير بالبريد: انتشرت هذه الظاهرة في بعض البلدان

العربية ك (مصر) فكثيراً ما يصل إلى أحد المسلمين رسالة من مصدر مجهول

داخل مصر أو خارجها تتضمن رسالة تنصيرية وقحة، ويمكن الربط بين هذه

الظاهرة المريبة وبين نعي الوفاة الذي ينشر في الجرائد مشفوعاً بالعنوان البريدي

لإرسال برقيات العزاء. وعلى أي حال يبقى سؤال لا بد من طرحه وهو: إذا كان

بعض الناس يتحدث الآن عن مراقبة البريد لمعرفة «الإرهابيين»

المزعومين، فلماذا لا يراقبون بريد هؤلاء التنصيريين ... ؟ !

٥ - التخصصية الفائقة الدقة في التنصير: تُشَكَّل الجمعيات التنصيرية

لتتخصص في تنصير قبيلة في أدغال إفريقية، أو أخرى في أواسط آسيا، أو

لتنصير عرقية محددة في أقصى سيبيريا، ولذلك تراهم يترجمون الإنجيل خصيصاً

بلغة تلك القبيلة أو العرقية، ويطبعون الكتب التنصيرية لنشرها بينها، وتقام

دورات للمنصِّرين لتعلُّم لغات تلك القبائل وعاداتها وأيديولوجياتها وفيما يلي بعض

الأمثلة:

* ترجمت إرسالية طائفة المينونايت ومقرها الولايات المتحدة الإنجيل

خصيصاً لتنصير أبناء قبيلة «الولوف» السنغالية المسلمة.

* تبث الإذاعات التنصيرية أو حتى برامج في إذاعات أخرى بلغة قبائل

معينة، وهذا ما فعلته محطة إذاعة «حول العالم» التنصيرية التي تبث برامج

خاصة بلغتي قبائل «لوموا» و «ماكوا» الإفريقيتين.

* أرسلت منظمة Great Cammossion Center (إحدى المنظمات

التنصيرية بالولايات المتحدة) عشرين منصراً إلى مسلمي إقليم «تونغ غان» في

غرغيزستان في الصين؛ حيث يبلغ تعداد المسلمين هناك نحو (٣٠٠) ألف مسلم؛

فكم جمعية عند المسلمين تخصصت لنشر الإسلام الصحيح بين المسلمين في

الصين؟ !

* تم ترجمة الإنجيل باللغة الألبانية لأول مرة بجهود الإرسالية المسيحية

الأوروبية (E. C. M) وتم إهداء النسخة الأولى منها للرئيس الألباني.

* تمت ترجمة الإنجيل كاملاً إلى لغة «المانيكا» وهي قبيلة مسلمة ١٠٠%

في غامبيا.

* تأسست جمعية متخصصة للمهتمين بتنصير العرب سنة ١٩٩٥م شارك في

تأسيسها منصرون من (إسرائيل) والضفة الغربية ومصر والأردن وعدة دول

عربية أخرى، كما شاركت فيها إرسالية (تنصير العالم العربي) وجمعية «بيلي

جراهام» للتنصير، ولجنة مؤتمر لوزان بسويسرا وغيرها.

* كما توجد «إرسالية أوروبا الكبرى» في إيلينوي بالولايات المتحدة

Greater Europe متخصصة لتنصير المهاجرين المسلمين في دول الغرب.

٦ - استغلال المناصب السياسية والإعلامية لخدمة التنصير: فرغم أن

الكنيسة ما تزال ترفع شعار الابتعاد تماماً عن السياسة إلا أنها تدفع بالرهبان

والقسس لتقلد المناصب السياسية ليتسنى لهم من خلالها خدمة التنصير؛ ففي خمس

دول إفريقية هي: توغو، بنين، الكونغو، الغابون، زائير يترأس المجالس

النيابية في هذه البلاد قسس ورهبان.

* حَكَم (جاليوس نيريري) وهو قس سابق متعصب تنزانيا (٧٥%

مسلمين) لمدة ٢٦ سنة حشد خلالها كل أجهزة الدولة ضد الإسلام، وحرم المسلمين

من حق التعليم والمناصب الإدارية وممارسة شعائر دينهم، بل من حق المواطنة،

في حين قدم التسهيلات والتشجيعات للكنيسة ورجالها، ولم تخلُ خطاباته

خلال حكمه من التذكير بأنه نصراني يفتخر بذلك (حتى في خطابه في جامعة

القاهرة في إبريل ١٩٧٦م) ، ومثله الرئيس النصراني المتشدد (دانيل آراب

مويْ) رئيس كينيا السابق.

* ولا يفوتنا هنا أن نذكر الدور البارز الذي قام به مجلس الكنائس العالمي في

إدارة حرب الجنوب في السودان علماً بأن عدد النصارى هناك لا يتجاوز ٧% من

تعداد السكان في الجنوب كما أن العميل جون جارانج قائد التمرد هناك كان يتخذ

الكنائس مقراً وقاعدة للانطلاق.

٧ - منح الجوائز التشجعية العالمية أو شبه العالمية لمن كان لهم دور بارز

في خدمة قضايا التنصير أو حتى في قضايا ضد الإسلام.

فلقد منحت لجنة جائزة «أوناسيس» (الجائزة الكبرى) وقدرها ٢٥٠ ألف

دولار أمريكي للأرثوذكسي بطرس غالي سكرتير عام الأمم المتحدة سابقاً نتيجة

جهوده في التفاهم الدولي والتمييز الجماعي، ويقصدون دوره الكبير في مشكلة

البوسنة والهرسك، وقد أعلن عن تلك الجائزة مباشرة بعد سقوط الجيب الآمن الذي

أعلنته الأمم المتحدة في سربنيتشا في البوسنة وقد قتل عدة آلاف من المسلمين

العزل هناك.

* اختارت جمعية كنائس (ماترا) في فلندا الأسقف «باريد نابان» أسقف

مدينة (توريت) في جنوب السودان لجائزة (السلام) التي تمنحها عادة لأولئك

الذين يبذلون جهوداً كبيرة في هذا الميدان.

٨ - الزيارات المتكررة والمكثفة التي يقوم بها كبار دعاة النصرانية وكبار

المنصرين على المستوى الدولي لكثير من الدول خاصة المستهدفة بالتنصير.

* لقد قام البابا يوحنا بولس الثاني في الفترة من ٥/٢/١٩٨٠م وحتى ٢٠/٩/

١٩٩٥م بست وأربعين زيارة لأربعين دولة إفريقية، وبالمقارنة لا نجد أحداً من

الباباوات زاروا إفريقيا بهذا القدر الهائل من الزيارات كما فعل البابا يوحنا هذا،

وتعكس هذه الزيارات ذات الطابع الرسمي مجالات أوسع للتنصير وتفتح كذلك

مجالات أرحب للمنصرين لترويج دعاياتهم المضللة والمزيفة، كما ستضفي على

العملية التنصيرية الصفة الرسمية بسبب ما يصاحبها من مشاركة حكومية، وهذا

يكسبها بعض المواقع الهامة والجولات التنافسية، ولكن يبقى لنا أن نسأل: لماذا

يهتم البابا بإفريقيا بالذات كل هذا الاهتمام؟ !

إنه الإفلاس العقائدي للنصرانية في أوروبا، وروح الصليبية التي لم تمت في

نفوسهم، وكراهية الإسلام فضلاً عن مراقبة أعمال المنصرين ودعمها في إفريقيا

كما قدمنا كل هذا كان السبب في هذا الاهتمام.

ولا يخفى علينا زيارة البابا يوحنا بولس للبنان سنة ١٩٩٧م وما كان لها من

أثر ومغزى عميقين، وما تلاها من زيارات أخرى للمنطقة.

أضف إلى ذلك زيارات سفراء الدول العظمى المتكررة لمواقع عمل ومكاتب

المؤسسات (الخيرية) التنصيرية.

افتتحت الأم تريزا أربع مدارس تنصيرية أثناء زيارتها لمصر فضلاً عن

رعايتها لكثير من الاجتماعات والاحتفالات «المقدسة» .

٩ - ادعاء حدوث كثير من المعجزات والخوارق على أيدي كثير من

المنصرين وإيهام البلهاء بأنها حقيقة: ومثال ذلك:

* في فبراير ١٩٩٢م زار أحد المنصرين الأمريكيين عدة دول إفريقية،

ودعمته الكنائس هناك، وكان يزعم أنه يحيي معجزات المسيح، ولبث مدة شهر

كامل أسفرت عن تنصير قرابة ٢٠٠ مسلم، ولقد شاء الله أن يفتضح أمره؛ إذ كان

يستأجر بعض الأشخاص نظير مبلغ من المال لتمثيل دور المريض المقعد أو

الكفيف الذي يُشفى بعد إيمانه المزعوم بالمسيح.

١٠ - التنصير والسينما:

بدأ عرض الأفلام التنصيرية في القرى الإفريقية في كينيا، ووصل عدد

المسلمين الذين حضروا بعض هذه العروض ٢٠٠٠ مسلم، أبدى ٦٥ مسلماً منهم

استعدادهم للتحول إلى النصرانية، وما أسرع ما كانت متابعة المنصرين لهم وتقديم

العون والمساعدات لهم.

* وفي إحدى السنوات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بيعت أفلام تنصيرية

كثيرة كفيلم يسوع Jesus الذي صور حياة المسيح ومعجزاته، وغيره من أفلام

على شاكلته بيعت بأرخص الأثمان.

* وافق بابا الفاتيكان على الظهور لأول مرة في فيلم غنائي أطلق عليه:

«الرجل الذي جاء من بعيد» .

* أنتجت الكنيسة البروتستانتية في أمريكا فيلماً عن حياة المسيح من وجهة

نظر الكنيسة بتكلفة عدة ملايين من الدولارات، ولقد شاهد الفيلم ٥٠٣ مليون

شخص منهم ٣٣ مليون قرروا الالتزام بالمبادئ العامة للنصرانية، وتم عرض

الفيلم في ١٩٧ دولة واستفادت منه ٣٨٠ منظمة تنصيرية عرضته ضمن برامج

دعوتها، والفيلم موجود بـ ٢٤١ لغة مختلفة، ويتم ترجمته حالياً إلى أكثر من

١٠٠ لغة أخرى، ويقوم بالإشراف على عرضه ٣٢٠ فريق عرض.

١١ - توطين النصارى في مناطق الأقلية المسلمة، وتشجيعهم على ذلك

لتغيير الصبغة الإسلامية لتلك المناطق، والأمثلة في ذلك كثيرة:

* تم توطين النصارى القادمين من روسيا في تراقيا الغربية ذات الأغلبية

المسلمة في اليونان.

* أُجبِر المسلمون البوسنيون على الهجرة من أراضيهم ليحل محلهم الصرب

الأرثوذكس أو الكروات الكاثوليك، وبلغ عدد هؤلاء المسلمين المهجّرين مليوناً

و٧٣٠ ألف مسلم حتى منتصف عام ١٩٩٥م، وتكرر الأمر مرة أخرى مع مسلمي

كوسوفا.

* ويحدث مثل ذلك أيضاً في أقاليم غرب الصين؛ حيث الأغلبية المسلمة؛ إذ

بلغ عدد المسلمين في الصين ٩٣ مليون مسلم يمثلون ١٠% من مجموع السكان،

ويُعتبرون أكبر أقلية مسلمة في العالم، وقامت الحكومة الصينية بتهجير المسلمين

من إقليم «نيتفشيا» ذي الأغلبية المسلمة وتوطين قرابة مليون شخص من غير

المسلمين هناك، كما قامت بنقل ١. ٣ مليون شخص من غير المسلمين إلى

تركستان الشرقية؛ وهذا كله سيخل بالتركيبة السكانية، وسيجعل الأقلية المسلمة

تذوب وتندثر في أوساط غير المسلمين.

* نقل رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الصربية مقر إقامته من بلجراد إلى

كوسوفا إبان حملات الناتو ليقنع الصرب بالبقاء والمقاومة.

١٢ - طباعة الشيكات وإعلانات الدعاية وأوراق المعاملات الرسمية

وغيرها من قِبَل كثير من الشركات والمؤسسات المالية، وعليها صور نصرانية في

خلفيتها، كما أنها قد تحتوي في جوانبها على كلمات من الإنجيل، وانتشرت

ظاهرة: «الشركات المتدينة» ، و «شيكات يحترمها الرب» في بعض دول

العالم بل وفي بعض الدول الإسلامية بهدف جذب أموال المستثمرين المتعصبين

للنصرانية، إلى جانب دعاوى إحلال البركة على الأموال على حد زعمهم فضلاً عن

نشر النصرانية بين الموظفين والعملاء الذين تمر عليهم تلك الأوراق. والجدير

بالذكر أن هذه الأعمال وتلك الشركات تؤيدها الكنائس وتُشجَّع من قبل الاتجاهات

السياسية اليمينية.

١٣ - الابتعاد عن استخدام العبارات المثيرة ضد المسلمين: وذلك بإلغاء

الكلمات التي ارتبطت بأذهانهم بالاستعمار أو نحوه، فمن تلك العبارات الشهيرة

التي عادة ما كان يستخدمها المنصرون: «مليار مسلم سيذهبون إلى الجحيم ما لم

يتم تنصيرهم» ومن الكلمات الملغاة كلمة «المنصرون» ، وليس الأمر عند هذا

الحد، بل إن القائمين على التنصير كثيراً ما يستخدمون أسماء وعبارات تروق

للمسلمين خداعاً وتضليلاً؛ فأحد البرامج بإحدى الإذاعات التنصيرية اسمه «نور

على نور» والقائم عليه اسمه «الشيخ عبد الله» وإحدى المستشفيات في نيروبي

تسمى بـ «اسم الله» وتسمية الكناس «بيوت الله» وأنها تقام ليذكر فيها «اسم

الله» .

١٤ - إحداث لبس لدى فكر المسلمين وعقائدهم وإثارة الشبهات لديهم:

في سبيل ذلك يقدم المنصرون بعض التنازلات إن صح التعبير ويتظاهرون

بالتودد والتشبه والتزلف للإسلام والمسلمين، فلقد وجد المنصرون أنه من الصعب

على إنسان ظل يعتنق ديناً يعتقد أن فيه خلاصه وصلاحه في الدنيا والآخرة أن

يتركه إلى دين آخر يختلف عن دينه الأول، ويكون الأمر أكثر صعوبة لو كان هذا

الإنسان هو المسلم ويراد له أن ينتقل عن إسلامه إلى النصرانية، والفرق بين

الإسلام والنصرانية شاسع البعد؛ ولذا فإنهم يأخذون بأيدي المسلمين بهدوء خطوة

خطوة إلى النصرانية، فيخلخلون ثبات المسلم وتمسكه بدينه شيئاً شيئاً حتى ينتهى

به المآل إلى الشك واللبس في الإسلام، أو الإعجاب والحب بالنصرانية إن لم

يعتنقها المسلم ولو لم يكن لهذه السياسة الماكرة الخبيثة من خطر إلا إثارة الشبهات

لدى المسلمين لكفى، وهذه السياسة لا تنطلي إلا على السُذَّج والبسطاء من المسلمين،

بل إن إثارة الشكوك لدى المسلم وإبعاده عن دينه يعتبر في حد ذاته هدفاً يسعى

إليه المنصرون، ويقفون عنده، ويكتفون به دون أن يسعوا إلى تنصير المسلم أو

حتى ترغيبه في النصرانية؛ فهم يرون في أحيان كثيرة أن اعتناق المسلم

للنصرانية شرف عظيم لا يستحقه المسلم.

ولعل الأمثلة الآتية توضح بعض ما قلناه آنفاً:

* نشرت بعض المنظمات التنصيرية الإنجيل باللغة العربية في عدد من

الدول الإفريقية وقد كتب بطريقة «تشبه» القرآن الكريم، وفيه بعض الزخارف،

ويبدأ كل فصل منه بكلمة «بسم الله الرحمن الرحيم» وتشكل الكلمات بحركات

التشكيل، كما حرصوا على اختيار كلمات قرآنية كثيرة في داخل الترجمة مثل (قل

ياعبادي الذين هم لربهم ينتظرون. اعملوا في سبيله واحذروه كما يحذر الخدم

ساعة يرجع مولاهم فما هم بنائمين. قال الحواريين أيريدنا مولانا بهذا أم يريد

الناس أجمعين؟ فضرب لهم عيسى مثلاً ... ) «لاحظ الأخطاء النحوية فيما

سبق» .

إن قيام المنصرين بكتابة الإنجيل بطريقة تحاكي القرآن كما يزعمون لَهُوَ

اعتراف منهم بالإخفاق الذريع، وبأن الإنجيل بعد تحريفه وتبديله لم يعد قادراً على

هداية أتباعه فضلاً عن أعدائه.

* وكذلك قراءة الإنجيل بطريقة «تشبه» تلاوة القرآن الكريم.

* إقامة القداس الأسبوعي يوم الجمعة بدلاً من يوم الأحد، وهذا فعلوه في

الكويت، بل إقامته بطريقة «تشبه» صلاة المسلمين في حركاتها.

* تزيي المنصرين بأزياء الدعاة والمشايخ كما حدث في بلدان إفريقية كثيرة.

* بناء الكنائس الجديدة بتصاميم تشبه المساجد فتقام لها قبة وما يشبه المئذنة.

* الموافقة على بعض المبادئ والشعائر الإسلامية التي من العسير جداً أن

يتركها من يدعونهم إلى النصرانية، مثل مبدأ تعدد الزوجات، فقد وجدوا أن بعض

القبائل الإفريقية قد يجمع الرجل فيها بين أكثر من زوجة وزوجتين، ويصعب على

مثل هذا الرجل أن يتخلى عنهن ويقتصر على واحدة إن هو تنصر، ويفضل

المنصرون أن يدخل هذا الرجل في النصرانية ويظل متزوجاً بأكثر من واحدة من

أن يبقى على إسلامه، وربما في مرحلة لاحقة يقنعونه بالتنازل عنهن ويختار من

بينهن واحدة، ومثل ذلك أيضاً موافقتهم على الختان.

* هذا وقد مرّ بنا من قبل أن المنصرين يقلعون عن العبارات المثيرة لسخط

المسلمين ويستبدلونها بغيرها مما تروق للمسلمين وتنال استحسانهم.

١٥ - وعلى خطٍّ موازٍ لإثارة الشبهات لدى المسلمين وتحبيب النصرانية إليهم

فإننا نرى المنصرين دأبوا على تشويه صورة الإسلام ورموزه بطريقة مباشرة أو

غير مباشرة؛ فكثيراً ما يلصقون بالإسلام تهماً كالهمجية والرجعية والإرهاب.

وهاكم الأمثلة:

* ذكرت الكنيسة الهولندية في تقرير مشهور لها تم توزيعه على نطاق واسع

«أن الإسلام دين كاذب False Religion وأنه خطر على العالم» .

* نشرت إحدى المنظمات التنصيرية صوراً لمسجد يصلي فيه المسلمون كتب

تحتها: «من أوكار الإرهاب» .

* قيام الحملات الإعلامية والدعايات التلفزيونية لحرب المراكز الإسلامية

العاملة في تلك الدول واتهامها بالعمالة لدول معادية، أو بالتخطيط للقيام بحرب

دينية أو نحو ذلك، وهذا ما حدث ضد مركز الدعوة الإسلامي العالمي الذي كان

يترأسه فضيلة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله.

١٦ - استغلال الأدب في التنصير وهذا ما يسمى بالأدب التنصيري:

استغل التنصير ودعاته مجال الثقافة والأدب وسيلة لنشر أفكارهم الضالة وبث

سمومهم بين المسلمين، فلم ينته الأمر بهذا المخطط الآثم إلى الاعتماد على التعليم

والخدمات الاجتماعية والطبية والوسائل التقليدية لتنصير المسلمين وزعزعة العقيدة

في نفوسهم؛ بل سعى لاستغلال الأدب والثقافة حتى تتسع دائرة نشاطه ويصل إلى

أكبر عدد ممكن من المسلمين؛ فقد قام المنصِّرون بتأليف الكتب والقصص

والروايات التي تدعم نشاطهم حتى اشتهر في عالم الأدب ما عرف بـ (الأدب

التنصيري) وهو يتمثل في ألوان الأدب المختلفة من قصة ومسرحية وقصيدة

ومقالة وخاطرة ونصوص سينمائية، وكلها تحمل في طياتها الدعوة إلى اعتناق

النصرانية والتنفير من الإسلام.

ولم يكن الأدب التنصيري يسير وحده؛ فقد نسق مع جهات أخرى كثيرة

تشارك معه في المصلحة والهدف وركز على منهج التربية والتعليم في البلدان التي

وقعت مستسلمة تحت سيطرة الغزاة سياسياً وعسكرياً وفكرياً.

ولم يقع الأدب التنصيري في السذاجة والسطحية، بل استخدم الإمكانات الفنية

المتاحة له والمجربة في بلاده بدهاء وحنكة بالغين، فمزج السم بالدسم، ولجأ إلى

التلميح بدلاً من التصريح، واستخدم الرمز وألوان الإثارة والتشويق، ونأى بجانبه

عن السرد الأجوف والتعبير المباشر الممل، ووظف الإيحاءات توظيفاً ماكراً،

ورسم حركة الحياة والأفراد وأنماط السلوك رسماً يتفق ومعتقداته ويبعد بها عن

النماذج الإسلامية.

والواقع أن القصة كانت المجال الخصب للدعوات التنصيرية في كل مكان،

وهذه الروايات التنصيرية في عمومها تتخذ منهجاً خاصاً، يمكن إيجازه فيما يلي:

١ - تصوير القساوسة والرهبان بصورة ملائكية فريدة، يخوضون الأخطار

دون خوف، ويتَّسِمون بجمال الملامح وجلال المظهر وتألق الثياب وحُسن السَّمْت.

٢ - يتصف (رجل الله) كما يسمونه بالصبر والحلم وتقديم التضحيات دون

مقابل.

٣ - يعمد الكُتَّاب التنصيريون أساساً إلى البساطة في الأسلوب مهما كان

المعنى عميقاً وتجنب التعقيد والغموض.

٤ - تشويه صورة الإسلام بطريقة غير مباشرة وإظهاره بمظهر الانحراف.

٥ - الحرص على الحفاظ على القيم الجمالية للشكل الفني؛ لأنه بدون ذلك لا

يمكن أن يتحقق الهدف وينجح المخطط الموضوع.

والحركة التنصيرية حركة معادية للإسلام تضع الأدب وفنونه في المكان

الصحيح تخطط له وترصد له الإمكانات المادية الكافية، وتهتم بترجمته إلى عديد

من اللغات حتى يؤتي أكله في كثير من مناطق العالم الإسلامي، وتتكفل بحملات

إعلان عنه، وتوعز إلى النقاد بتناوله بالتقييم والتقديم، وترصد له الجوائز العالمية

الكبيرة، وتجعل منه مصدراً لأعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية، وتستنهض

همم كبار الكتاب للمشاركة فيه وتنعم عليهم بأرفع الأوسمة وتعرض أعمالهم بأسعار

رمزية وبشتى الوسائل.

والأدب التنصيري الغربي ليس في الحقيقة مجرد تبيان لمحاسن أخلاق

المنصرين والقساوسة والرهبان فحسب، ولكن هناك ما هو أخظر من هذا التصور؛

إذ يهدف هذا الأدب إلى أمرين خطيرين هما:

١ - تشويه صورة الإسلام والنيل منه، وتوهين عرى الالتقاء بين المسلم

وتراثه العقدي والسلوكي.

٢ - التمهيد لمفاهيم غربية أشد التصاقاً بالاتجاه الديني النصراني، ولعل هذا

يفسر السلوك الغربي المنافي لعقيدتنا في السهرات والاختلاط، وتجاهل القيام

بالفرائض، والتخلي عن السنن والآداب الإسلامية.

وقديماً كتب كل من (إسكندر دوين) و (بريدو) و (روسّو) و (فولتير)

قصصاً تنصيرية أوسعوا الإسلام وأشبعوه فيها سباً وقذفاً، ولنسمع ما قاله توفيق

الحكيم عن مسرحية (محمد) [*] التي كتبها (فولتير) حيث قال: «قرأت قصة

فولتير التمثيلية (محمد) [*] فخجلت أن يكون كاتبها معدوداً من أصحاب الفكر الحرّ؛

فقد سَبّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم سباً قبيحاً عجبت له، وما أدركت له علة؛

لكن عجبي لم يطل؛ فقد رأيته يهديها إلى البابا (بنوا الرابع عشر) » .

ويضيف توفيق الحكيم: «لقد قرأت فيما بعد رَدّ البابا على فولتير فألفيته ردّاً

رقيقاً كيِّساً لا يشير بكلمة واحدة إلى الدين، وكله حديث في الأدب» .

نشرت المجلة الدولية للبحوث الآثارية الأمريكية Internatianal Bullettin

of Missionary Research بعض الأرقام عن النشاط التنصيري لعام ١٩٩٠م:

- عدد المنظمات العاملة: ٢١٠٠٠ منظمة.

- عدد المعاهد التي تبعث بمنصرين: ٣٩٧٠ منظمة.

- عدد المعاهد التنصيرية: ٩٩٢٠٠ معهد.

- عدد المنصرين العاملين داخل أوطانهم: ٣٩٢٣٠٠٠ منصر.

- عدد المنصرين العاملين خارج أوطانهم: ٢٨٥٢٥٠ منصر.

- عدد المجلات والدوريات التنصيرية: ٢٣٨٠٠ مجلة دورية.

- عدد نسخ الإنجيل والعهد الجديد: ١٢٩ مليون نسخة.

- التبرع للكنيسة: ١٥٧ بليون دولار.

- أنواع الكتيبات الجديدة: ٦٥٦٠٠ كتيب.

- عدد محطات الإذاعة والتلفزيون: ٢١٦٠ محطة.

- عدد المستمعين والمشاهدين شهرياً: ١٣٦٩٦٢٠٦٠٠ شخص.

ونشرت المجلة نفسها إحصائية أخرى لأعمال التنصير لعام ١٩٩٦م جاء فيها:

- عدد المنظمات العاملة: ٤٥٠٠ منظمة.

- عدد المنظمات التي تبعث بمنصرين: ٢٣٢٠٠ منظمة.

- عدد المنصرين العاملين داخل أوطانهم: ٤٦٣٥٥٠٠ منصر.

- عدد المنصرين العاملين خارج أوطانهم: ٣٩٨٠٠٠ منصر.

- التبرع للكنيسة: ١٩٣ بليون دولار.

- عدد أجهزة الكمبيوتر في خدمة التنصير: ٢٠٦٩٦١٠٠٠ جهاز.

- أنواع المجلات والدوريات التنصيرية: ٣٠١٠٠ مجلة دورية.

- عدد نسخ الأناجيل والعهد الجديد: ١٧٨٣١٧٠٠٠ نسخة.

- عدد محطات الإذاعة والتلفزيون: ٣٢٠٠ محطة.

المراجع:

١- التبشير والاستعمار في البلاد العربية، الدكتور: وليد الخالدي، والدكتور:

عمر فرُّوخ؟ .

٢ - القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى، د. سفر الحوالي.

٣ - الإسلام على مفترق الطرق، محمد أسد.

٤ - إصدارات لجنة مسلمي إفريقيا (تصدر في الكويت الأمين العام د. عبد

الرحمن السميط) .

- مجلة «الكوثر» الأعداد، ٢، ٣، ٤، ٦.

- مجلة «أخبار اللجنة» الأعداد: ١، ١٨، ١٩، ٢٠.

- مجلة «الدراسات» العدد الأول.

٥ - مجلة الوعي الإسلامي (الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

بالكويت) الأعداد: ٣٥٠، ٣٤١، ٣٧٨.

٦ - مجلة الرابطة: (الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي بجدة) العدد: ٣٦٨.

٧ - مجلة التوحيد: (الصادرة عن جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر) العدد:

٤ السنة ٢٧.

٨ - مجلة المختار الإسلامي: الأعداد: ١٣٠، ١٣٣، ١٧١.

٩ - جريدة المسلمون: ٥٧٤، ٦٥٩.

١٠ - جريدة أخبار اليوم بتاريخ ٢٣/٨/١٩٩٧م.

١١ - جريدة الأهرام بتاريخ: ١، ١١، ٢٨/٥/١٩٩٧م، ١١، ١٤/٩/١٩٩٧م،

١٣/١٢/١٩٩٧م، ١٣/٢/١٩٩٨م، ٣/٣/١٩٩٨م، ١٣/١٢/١٩٩٨م، ٣٠/٣/

١٩٩٩م، ١٠، ٩/٥/١٩٩٩م.

١٢ - جريدة وطني (لسان حال الأقباط بمصر) ، الأعداد: ١٨٣٧ - ١٨٦٠.

١٣ - يوميات ألماني مسلم، د. مراد فريد هوفمان: (ترجمة عباس رشدي

العماري) .


نماذج من الخدمات التي تقدم للمنصرين في أمريكا:
هناك أكثر من ٦٠٠ مدرسة متخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية
بتدريس أبناء المنصرين الذين يعيشون في إفريقيا وآسيا وغيرها kids schools
missonary.
هناك شركات كثيرة متخصصة في نقل احتياجات القسس والمنصرين إلى أي
مكان في العالم بسعر زهيد.
هناك شركات متخصصة في توفير السكن للقسس والمنصرين خلال الإجازة
التي يقضونها في الولايات المتحدة كل ٧ سنوات.
هناك شركات متخصصة في التأمين على السيارات للقسس والمنصرين الذين
يقضون هذه الإجازات بسعر زهيد مقارنة بالشركات التي تطلب مبالغ كبيرة عندما
لا يكون الشخص ذا خبرة في قيادة السيارة في أمريكا خلال السنوات التي قضاها
في إفريقيا وآسيا أو تفرض شركات التأمين عليهم؛ لأنهم يشكلون خطرًا كبيرًا في
القيادة.
هناك شركات لتزويد القسس والمنصرين بالمعدات التي لا تحتاج إلى كهرباء
مثل الثلاجات وغيرها التي تعمل بطاقة بديلة مثل الكيروسين، أو حركة السي دي
للمسجلات ... إلخ.
هناك مستشفيات نفسية خاصة لعلاج القسس والمنصرين الذين يحتاجون
للعلاج النفسي سواء في الميدان أو في شمال أمريكا.
هناك شركات متخصصة في عمل برنامج توفير مالي للمنصرين، يشارك فيه
المنصر والمؤسسة التي أرسلته حتى تضمن له حياة كريمة بعد التقاعد، وشركات
أخرى تهتم بتوفير مبالغ لتعليم أولاد المنصرين.
هناك شركات لتدريب المنصرين على كيفية التصرف في الأزمات مثل
الانقلابات العسكرية، الاضطربات الأمنية، هجوم إرهابي ... إلخ.
- البيان -