جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة
البيان الرسمي والوحيد الصادر عن الجماعة
حول اغتيال الشيخ جميل الرحمن رحمه الله
[ومَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إلاَّ بِإذْنِ اللَّهِ] ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
أما بعد
فبقلوب مطمئنة، ونفوس مسلمة لأمر الله، وقضائه، تلقت جماعة الدعوة
إلى القرآن والسنة ومن وراءها من إخوانهم العرب والعجم نبأ اغتيال أميرها جميل
الرحمن -رحمه الله- وأجزل له المثوبة.
فقبل ظهيرة يوم الجمعة ٢٠/٢/١٤١٢ هـ وقفت سيارة بجوار مجمع الدعوة
في (باجور) ونزل منها عربي حنطي السحنة، وبقي فيها أفغانيان ... ولما كانت
جماعة الدعوة أكثر الجماعات ارتباطاً بالأحبة الأنصار العرب، وأشدها مودة كان
الشيخ -رحمه الله- قد أصدر أمراً بعدم تفتيش العرب الذين يطلبون مقابلته ...
وذلك احتراماً لهم، وتقديراً لجهودهم، ولبعد الشبهة عنهم.
وتقدم هذا العربي من الشيخ موهماً معانقته، فإذا به يطلق عدة طلقات من
مسدس على رأس الشيخ -رحمه الله- تعالى ليرديه قتيلاً، ثم ولى هارباً باتجاه
السيارة المنتظرة عند الباب.. فتبعه أحد الحراس فأطلق القاتل عليه طلقة أصابته
في بطنه.. ثم تتابع عليه الحرس فأمطروه وابلاً من الرصاص أرداه قتيلاً.
فلما سمعت السيارة إطلاق النار الغزير ... لاذت بالفرار.
ثم بعد تبين هوية القاتل تبين أنه:
كان يتسمى بعدة أسماء، من أشهرها «عبد الله الرومي» واسمه الحقيقي
«أشرف بن أنور بن محمد النيلي» . وأنه كان من العاملين في أحد الأحزاب
الإسلامية الأفغانية العاملة على الساحة. وله مقالات في بعض مجلات الجهاد.
وكان موغر الصدر مشحون القلب على أصحاب دعوة التوحيد. شديد الحقد عليهم،
سليط اللسان.
وإن ما أشيع من أنه كان مضطرب النفس.. وأنه قتل نفسه وأننا برأنا إحدى
الجهات، وغير ذلك من الإشاعات الكاذبة إنما هي أخبار مفرطة عارية من الصحة
أريد بها تمييع القضية ومن وراءها.
وأن لدى جماعة الدعوة من الأدلة الشرعية ما يبطل دعاوى المتخرصين
وبعضها بخط يد القاتل، ولا يزال التحقيق جارياً إلى ساعة كتابة هذا البيان وسنبين
ذلك إن شاء الله عند اكتماله.
وجماعة الدعوة وإن لم توجه الاتهام الرسمي حتى الآن إلى أحد ... فإنها
تؤمن أن الجريمة لم تكن فردية.. وأنها دبرت بليل.. وأن هذه اليد الآثمة كان
وراءها من وراءها من الذين يكرهون الدعوة السلفية ويكيدون لها وقد ساهم في قتله
كل من تعرض للتوحيد.. أو للجماعة، أو للشيخ.. باتهام أو إنذار أو شتم سواء
كان ذلك بمقال أو خطبة أو كلام وسواء كانوا من العرب أو العجم حتى أوغروا
صدره ودفعوه إلى هذه الجريمة المنكرة، وأن على هؤلاء وزر هذا الحادث الأليم.
ولقد خاب ظن من ظن، أن بدفعهم عربياً لقتل الشيخ لإبعاد الشبهة عنهم.. وللإيقاع بيننا وبين أحبابنا العرب. كيف والعرب أحبابنا وأنصارنا بالمال والأنفس.
ولولا الله ثم إخواننا العرب لما قامت كثير من المنظمات الجهادية ولذا فنحن
نبرئ كل العرب الشرفاء الذين وقفوا معنا، وأيدوا دعوتنا ... ونعلنها صريحة..
أننا لا نستغني عنهم بعد الله، وأن هذه الحملة من أعداء الجهاد المبارك ضد إخواننا
العرب، فإنما نحمل مسئوليتها من دفع هذا العربي الجاهل إلى هذا الفعل الآثم
ويخطئ من يظن أن دعوة الرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح دعوة
تتعلق بالرجال أو الأرض أو الديار، إنهم يظنون دعوتنا - دعوة الأنبياء - مثل
أحزابهم المبتدعة المتعلقة بالأشخاص.. إذا ماتوا ماتت..
وما جميل الرحمن - عندنا - إلا رجل داعية، قد خلت الدعاة من قبله، فإن
مات أو قتل استبدلناه برجل آخر.. وحفظ دعوتنا من حقنا على ربنا ...
[إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ]
ولذلك فإن أولياء الشيخ جميل الرحمن -رحمه الله تعالى- وجماعة الدعوة لا
يسمحون للناس جميعاً، بنشر صور الشيخ ولا بوصفه بالشهيد، فالله أعلم بمن يكلم
في سبيله، ولكننا ندعو الله له بالرحمة والشهادة وأن يتقبل عمله، ويجعله في جنان
فردوسه. وسوف يتحمل المخالفون لهذا مسئوليتهم القضائية.
واتباعاً لسنة سلفنا الصالح ... فقد تم اختيار الشيخ (سميع الله) أميراً
للجماعة قبل دفن الشيخ -رحمه الله تعالى-.
وجماعة الدعوة إذ تعلن هذا، تعلن أن هذا هو البيان الوحيد الرسمي الذي
صدر عنها بخصوص اغتيال الشيخ -رحمه الله تعالى-.
وختاماً فإننا نتوجه بالشكر والدعاء لكل من واسانا في مصيبتنا، وندعو الله
تعالى أن يتغمد فقيدنا برحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يعلي كلمته، ويرفع راية
التوحيد، راية سلفنا الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أمير جماعة الدعوة
... ... ... ... ... ... ... ... سميع الله