المنتدى
[كثرة الإمساس تضعف الإحساس]
أحمد الخرجي
هذا المثل له حظ كبير من الواقع، ولا يقتصر الأمر هنا على الجانب الحسي
فحسب، بل للجانب الفكري والنظري من ذلك نصيب؛ فكثرة الاحتكاك بالفكرة
وملامسة الذهن والوجدان لها يورث اعتياداً وتأقلماً عليها. وما أود الإشارة إليه هنا
هو التحذير من استغلال وسائل الإعلام لتخفيف رفض الناس لبعض الأفكار،
وتهيئة الجو لتقبلها شيئاً فشيئاً. وسائل الإعلام اليوم بأنواعها المختلفة أضحت
جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، يقرؤها ويسمعها ويراها المتعلم وغيره، ولن تجد
وسيلة لطرح الأفكار ونشرها أسرع وأوصل من وسائل الإعلام، وهنا مكمن
الخطر؛ فعندما تنتشر بعض الأفكار وتطرح بشكل متكرر تضعف العاطفة الدينية
تجاهها، وربما أدت في النهاية إلى تقبلها أو على الأقل عدم الرفض لها، وتأمل
الواقع تجد بعض الأفكار المرفوضة تماماً أصبحت تطرح في المجالس كما يطرح
أي موضوع دون أدنى رفض أو اعتراض! وهي تتلون تلوناً عجيباً في طرحها،
فتارة بصورة خبر محض، بل قد تطرح أحياناً مشوبة بشيء من الإنكار أو
الاستهجان، وأذكر هنا بعض الصور التي نراها خصوصاً في الصحف:
١ - طرح صور النصارى والقسس والباباوات وأخبارهم، وإظهار
الاحتفالات بأعياد الميلاد ونحوها.
٢ - طرح بعض الأفكار المنحرفة مثل العلمانية والاعتزال والحداثة
ونحوها، وهذه تطرح أحياناً بصورة حوار عن هذا المذهب، وأحياناً عن طريق
مقابلة بعض أصحابه.
٣ - إذابة وتمييع عقيدة الولاء والبراء بإبراز الكفار ونحوهم والإشادة بهم.
٤ - وللجانب الفني من ذلك نصيب لا يخفى.