في دائرة الضوء
أي حرية تمارسها الصحافة الكويتية؟
بعد أن عاد الكويتيون إلى ديارهم بعد المأساة التي عاشوها والتي اكتووا بنارها، ... كنا نتوقع ويتوقع كل مخلص أن يتوب المبتعدون عن الإسلام إلى ربهم، لا سيما
من كان منهم يبارز الله بالمعاصي، ومن عرف عنهم مواقفهم المتشنجة ضد
الصحوة الإسلامية، وضد الدعاة إلى الله عموماً، لا سيما الكتاب والصحفيين
وغيرهم، لكنا فوجئنا بأن الأمر انعكس رأساً على عقب، ورأينا الفئة المفترية على
الله عادت أشرس ما تكون عداءاً للإسلام، وأكثر افتراءاً على دعاته وأسرع سقوطاً
في أحضان الكفر والكافرين. وقرأنا ما تقشعر له أبدان الذين آمنوا من السخرية من
الدين وشعائره كما كتب المدعو (فؤاد الهاشم في صحيفة صوت الكويت) عليه من
الله ما يستحق، وكان محل انتقاد الدعاة والعلماء في الكويت.
ورأينا (أحمد الجار الله) يفتري على الله ويتهم الدعاة إلى الله بمفتريات سخيفة
لا يصدقها عاقل.
ووجدنا صحيفة الوطن تملأ صفحاتها افتراءاً وكذباً وتزويراً ضد من دعوا إلى
(إقامة هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وجن جنونهم لهذا المشروع
الخيري الكبير، وكأنهم يعطون الدليل بأنه لا يصح أن يوقفوا عند حدهم وألا
يفطموا على ما ألفوه من باطل وانحراف، ووجدنا من يدعو إلى الاعتراف بالعدو
الصهيوني بدعوى أنه لم يفعل بهم كما فعل (مجنون العراق) وشنوا حملات ظالمة
ومفتراة على الجماعات الإسلامية التي كان لها موقف معين ووجهة نظر رأوها
حيال تلك الأزمة التي مرت بالمنطقة فدعوا إلى مقاطعتها وشنعوا على قادتها
واعتبروهم أبعد من العدو الصهيوني نفسه.
نعم إن للحرية الصحفية دورها في كل مطبوعة لكن أن تصل الحرية إلى
الكفر البواح وإلى الافتراء بلا دليل والسخرية من المسلّمات الشرعية المحترمة فهذا
ما يجب أن يوقف وأن يكون محل دراسات علمية ونفسية لهؤلاء الكتاب الذين هم
عالة على الصحافة، وأبعد ما يكونون عن رسالتها الشريفة، ولقد تطرق نفر من
الدعاة إلى الله إلى دراسة هذه الظاهرة وتحليلها وبيان منزلقاتها أمثال (الشيخ سلمان
ابن فهد العودة) في درسه (هشيم الصحافة الكويتية) الذي نشرته مجلة المجتمع
مسلسلاً ابتداءاً من العدد ٩٨٥ وما بعده.
لكن ما يمكن قوله في هذه العجالة:
١- أن أولئك الكتاب الذين أخرجوا ما في بواطنهم من غل هم أناس
مشبوهون ولهم سوابق في الانحراف الفكري، والقراء يعرفونهم قبل الأزمة.
٢- إنهم جهلة بالدين الذي ينتسبون إليه لا يعرفون منه سوى ما يعرفه العوام
أما أن يعرفوا أصوله وآفاقه وحلوله لمشكلات العصر فهم أبعد الناس عن ذلك وفاقد
الشيء لا يعطيه.
٣- اتهامهم للإسلام ودعاته، وتكرارهم لما يقوله أعداؤه يدل دلالة أكيدة على
أنهم عملاء سواء عرفوا أم جهلوا، وإلا لماذا يتبنون طروحات الأعداء حتى
صارت كالإعلانات المدفوعة الأجر.
٤- الموقف حيال تلك الاتجاهات الشائنة للإسلام ودعاته هو مقاطعتهم ولقد
أحسنت الجمعيات التعاونية بالكويت صنعاً حينما قاطعت تلك الصحيفة التي تبنت
آراء ذلك الكاتب المشبوه ضد الإسلام حتى اعتذرت الصحيفة عما نشرت على
لسانه.
ولابد من المقاطعة لتلك الصحف المشبوهة فإنها ستصاب بالسكتة القلبية من
جراء مقاطعتها حتى تتأدب مع الإسلام ودعاته وتحترم الرسالة المفترضة فيها وهذا
أبلغ علاج.
وإن من أبجديات الشكر لله على ما آلت إليه الأحوال أن يحترم دين هذه الأمة
وأن يتاح المجال للكتاب المحترمين بأداء دورهم في الدعوة والإسلام، وألا تنشر
إلا كل نافع ومفيد فإن الصحيفة المحترمة تستطيع أن تجذب القارئ بالموقف
الموضوعي والنقد البناء والخبر الطريف والتحقيق المفيد وطرح القضايا الحيوية
التي تهم قطاعات المجتمع.