للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحضارة المعاصرة..الوجه الآخر

عبادة الشيطان في ألمانيا

مجلة نيوزويك - عدد ٥١

١٩/١٢/١٩٨٨

لا يعلم رجال الشرطة حتى الآن ما الذي حدث في مصنع المنسوجات

المهجور في بلدة (كتويغ) في ألمانيا الغربية قبل ليال من عيد (هلوين) وأسفر عن

موت المغني (غوردون بروير) ذي الستة عشر ربيعاً، ويقول المحامون إن زميل

(غوردون) في المدرسة (أوي) وتِرْبُهُ قد اعترف بقتله وأدخل مستشفى الأمراض

النفسية للعلاج، حيث أفاد (أوي) أن (غوردون) أخذه للمصنع المهجور ليريه

(شيئاً ما) ! رافضاً الإفصاح عنه للشرطة، أما زملاؤه في المدرسة فقد قالوا

للمحققين إن المصنع المهجور كان المكان الذي اتخذوه ليعبدوا فيه الشيطان! !

وتعتبر ألمانيا الغربية منذ فترة مركزاً رئيسياً لانتشار المفاهيم الدينية

المتنوعة، قد أظهر إحصاء رسمي لطلبة الثانوية في (ميونيج) في بداية هذه السنة أن عشرين في المائة من الطلبة قد اشتركوا في جلسات روحية أو جلسات لتحضير الأرواح، إلا أن الديانة الجديدة التي تكتسح البلاد كلها مخيفة فعلاً.. إنها عبادة الشيطان! !

حيث اعترف أربعة في المائة من طلبة الثانوية في الإحصاء المذكور

بالاشتراك ولو لمرة واحدة على الأقل في شعائر القداس الشرير، ويقول الراهب

البروتستنتي (فريدريك ويلهالم هاك) مؤلف عدة كتب عن هذه الديانات السرية.

إن عدد الذين يدينون بشكل نشط بهذه الديانة الشيطانية في ألمانية الغربية وحدها

يبلغ عشرة آلاف شخص، إلا أنه يصر على أن الشباب يتخذ طقوس هذه الديانة

كوسيلة رخيصة للتسلية وتمضية الوقت، حيث إنها لا تكلف الشباب شيئا بالمقارنة

بوسائل التسلية الأخرى، مثل الذهاب للسينما (سعر التذكرة ستة دولارات) أو

حضور حفلة رقص ديسكو (سعر التذكرة عشرون دولارا) . ولكن مسؤولين آخرين

لا يشاركون القس نظرته حيث يؤكد أحد المسؤولين عن مؤسسة اجتماعية هدفها

متابعة مثل هذه النشاطات: إن هذه النشاطات منتشرة وقوية بشكل أكبر بكثير من

مجرد كونها وسيلة لتمضية الوقت لدى الشباب، بل إن نشاطها يصل إلى الأطفال

في المدارس، حيث طلب المساعدة منهم مدرسون في مدارس ابتدائية بخصوص

أطفال (دون سن العاشرة ... ) كما استشيرت المؤسسة في حالات تتعلق بأعضاء

نشطين ومتحمسين لهذه الديانة (الشيطانية) بقوة ولا تتجاوز أعمارهم ثلاث

عشرة سنة.

ويتحدث أخصائيو المصحات النفسية عن قصص مخيفة عن تأثير هذه

النشاطات والجلسات السرية على نفسيات الشباب الذي يخضع للإيحاءات. ويقول

أحدهم أنه عالج ثلاثة مراهقين من هوس يتعلق بالأرواح، كان أخرهم فتاة عمرها

خمس عشرة سنة كانت مقتنعة أنها حامل من الشيطان وأنه سيكون لهذا الحمل أو

الجنين دور خاص في المستقبل ... كانت مقتنعة بذلك رغم أنها في الحقيقة لم تكن

حاملا على الإطلاق، ويضيف بأنه قد تمكن من علاجها إلا أنه غير متفائل لأنها

عادت إلى نفس زملائها السابقين، ويخشى أن يؤدي اشتراكها مرة أخرى في مثل

تلك الجلسات السرية إلى عودة المرض النفسي إليها.

وقد أصبحت هذه النشاطات تثير الإزعاج لدرجة أن أولياء الأمور في إحدى

القرى حاولوا منذ أسبوعين منع أحد عروض الألعاب السحرية في إحدى المدارس

الابتدائية، وعندما لم يستطيعوا منع العرض منعوا أطفالهم وعددهم أربعين من

حضوره في المدرسة خوفا أن يكون حضور أطفالهم لعرض مثل هذا هو الخطوة

الأولى على الطريق لينضموا إلى الديانة (الشيطانية) في المستقبل.