للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

[إعلام عراقي جديد]

د. مالك الأحمد

في مقابلة مع سعد البزاز، الناشر ورئيس تحرير صحيفة الزمان العراقية

التي تصدر من لندن عن خططه الإعلامية داخل العراق بعد سقوط النظام أجاب بأن

صحيفته وزعت آلاف النسخ بشكل يومي من البحرين عبر البصرة وداخل العراق

منذ اليوم الأول لسقوط النظام، وأنه بصدد الاعتماد في إنتاج الصحيفة على

المحررين من داخل العراق مع بقاء الطبعة اللندية بالصدور.

وأضاف أن لديه خططاً قريبة جداً لإطلاق أكثر من قناة فضائية من بغداد بعد

تحررها من نظام صدام.

فخري كريم كردي عراقي معارض (سابقاً) بصدد إطلاق صحيفته اليومية

(المدى) خلال فترة وجيزة جداً.

أيضاً قام كريم بزيارة للقاهرة مفاوضاً إدارة (نيل سات) لاستئجار قناة على

القمر المصري لإطلاق قناته التلفزيونية قريباً جداً.

رئيس تحرير الديمقراطيين المستقلين وزير الخارجية الأسبق عدنان الباجه

جي هو الآخر يحضِّر لإصدار صحيفة يومية باسم (النهضة) ويقول إنها ستكون

متنوعة ومنفتحة على كل الاتجاهات السياسية.

سوق الصحافة في العراق مزدهر الآن وبشكل غير طبيعي رغم ضعف

الخدمات وانقطاع الهاتف، وأكثر من خمسين صحيفة (والعدد في تزايد مستمر)

صدرت في العراق أغلبها في بغداد بعد سقوط النظام العراقي.

بعض الصحف تمتلكها أحزاب المعارضة السابقة، وبعضها لأثرياء،

وبعضها لشخصيات عامة تريد البروز في المجتمع.

والغريب أن أول صحيفة توزع في بغداد بعد سقوط النظام هي صحيفة

الحزب الشيوعي العراقي الذي استولى على مطابع حكومية، وأصدر جريدته

بسرعة فائقة.

ورغم أن الكثير من الصحف سياسية إلا أن بعضها اجتماعية وبعضها ساخرة.

بعض الصحف ينتقد قوات الغزو الأمريكي بطرق ساخرة مثل الكاريكاتير

والصور الملفقة (صورة لشخص نصفه الأيمن لصدام ونصفه الأيسر لبوش في

إشارة إلى وجود صفقة بين الاثنين) .

هناك صحيفتان تصدران بتمويل من شبكة الإعلام العراقي التابعة للإدارة

الأمريكية وهما: (الصباح) ، و (سومر) ، وهما نواتان لمجموعة من الأعمال

الإعلامية التابعة والمؤيدة للحكومة الأمريكية.

أيضاً صدرت صحيفة (التايمز) التي تحاول تقليد النموذج البريطاني الذي

يحمل نفس الاسم وهي صحيفة قوية نسبياً.

تعتبر الصحف الكردية الأقدم؛ حيث صدرت منذ عدة سنوات في المنطقة

الكردية لكنها انتقلت إلى بغداد بعد سقوط النظام.

وتعتبر (الزمان) أقوى صحيفة حالياً حيث الخبرات السابقة والاستفادة من

مكتب لندن فضلاً عن التمويل الضخم المتوافر لها.

الشيخ العراقي (الكبيسي) أصدر صحيفة الرسالة وهي كمثل العديد من

الصحف قليلة الصفحات ضعيفة التحرير والإخراج.

أيضاً الحزب الإسلامي الذي يمثل الإخوان المسلمين أصدر مطبوعة متواضعة

جداً لإثبات الحضور الإعلامي.

التسارع الإعلامي والتظاهرة الصاخبة حياله لا تكاد توجد في أي بلد في العالم،

والناس مقبلون على القراءة، وأسعار الصحف منخفضة مما جعلها في متناول

أيدي أغلب الناس.

إن الفوضى الإعلامية الحالية مناسبة جداً لإصدار مطبوعة أو حتى مجموعة

من المطبوعات الإسلامية ذات المنهج الأصيل كي تساهم في صياغة فكر هذا

الشعب الذي ذاق الهوان سنوات طويلة، وكي تكون أداة من أدوات مقاومة الاحتلال

وتوجيه الناس بطريقة صحيحة.

إن التكاليف لمثل هذا المشروع يسيرة جداً؛ فراتب عشرة من المحررين لا

يتجاوز ٢٠٠٠ ريال في الشهر حالياً والتكلفة الحقيقية فقط في قيمة الورق الذي يتم

الحصول عليه الآن بأسعار رخيصة جداً؛ نظراً لأنه كان ضمن ممتلكات الدولة

وتناقلته الأيدي؛ فهل من مشمِّر، وهل من باذل لمثل هذا المشروع قبل أن يفوت

الوقت وتنتهي الفرصة؟!!